اتفاق تاريخي بين أرمينيا وأذربيجان

من المنتظر أن يحتضن البيت الأبيض اليوم (الجمعة) لقاءً تاريخياً يجمع بين رئيس أذربيجان إلهام علييف، ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشینیان، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لتوقيع اتفاقية سلام رسمية تُنهي عقوداً من الصراع في منطقة القوقاز.
وينتظر أن يعلن ترمب في هذه المناسبة عن توقيع اتفاقيات منفصلة مع كل من أرمينيا وأذربيجان لتعزيز فرص التعاون الاقتصادي في المنطقة. وتعتقد مصادر مقربة من الإدارة الأمريكية أن هذا اللقاء ليس حدثاً عابراً، بل جزء من «هجوم دبلوماسي مخطط له» يستهدف تقليص النفوذ الروسي المتآكل في منطقة أوراسيا.
يذكر أن الاجتماع في البيت الأبيض يأتي بعد جهود أمريكية استمرت عدة أشهر لحل النزاع المستمر في القوقاز الجنوبي. وفي الشهر الماضي، التقى قادة أذربيجان وأرمينيا في الإمارات العربية المتحدة، لكن لم يُعلن عن نتائج اللقاء.
ووصف السيناتور ستيف دینز الاتفاق المرتقب بأنه «قضية حاسمة للأمن القومي الأمريكي»، لافتاً إلى أن ممر زنغزور الاستراتيجي الذي سيتم التوافق حوله لربط جمهورية نخجوان بحكم ذاتي بالوطن الأم جمهورية أذربيجان سيمكّن دول آسيا الوسطى من توجيه صادراتها نحو أوروبا بعيداً عن النفوذ الروسي والإيراني.
ومن المقرر أن تشهد القمة توقيع مجموعة من الوثائق والتفاهمات ومنها: اتفاق سلام رسمي بين أرمينيا وأذربيجان، اتفاقية شراكة استراتيجية بين أذربيجان والولايات المتحدة، تمديد اتفاقية الشراكة بين الولايات المتحدة وأرمينيا الموقعة في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، تعليق تنفيذ «البند 907» من قانون «دعم الحرية»، الذي كان يمنع المساعدات الأميركية المباشرة لأذربيجان منذ 1992، توقيع مذكرة تفاهم بين شركة «سوكار» الأذربيجانية وشركة «إكسون موبيل» الأمريكية، تشكيل فريق عمل استراتيجي مشترك بين باكو وواشنطن مع التركيز على الربط الإقليمي في مجالات الطاقة والتجارة والنقل، والاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية، والتعاون الأمني في مكافحة الإرهاب وصفقات الصناعات الدفاعية.
وتحدثت وسائل إعلام تركية عن معلومات بشأن منح شركة عسكرية أمريكية خاصة مهمة إدارة وتطوير الممر الجديد، الذي أُطلق عليه اسم «ممر ترمب من أجل السلام والازدهار الدولي» (TRIPP) الذي مُنحت الولايات المتحدة حق تطويره لمدة 99 عاماً بموجب قانون أرميني خاص أُقر أخيراً.
وكانت إيران قد عارضت مشروع ممر زنغزور، معتبرةً أنه تهديد مباشر لأمنها القومي ومصالحها الإقليمية.
وحذر مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي من أن أية جهة داخل المنطقة أو خارجها تسعى لإحياء مشروع مماثل ستواجه رداً إيرانياً صارماً، مؤكداً أن إيران لن تسمح بإنشاء ممر في المنطقة يهدد سيادتها أو استقرارها.
فيما شددت الخارجية الإيرانية على أن أي تغيير في الطرق والممرات لا يجب أن يمسّ سلامة أراضي الدول والحدود المعترف بها أو يؤثر على الجغرافيا السياسية في المنطقة.
أخبار ذات صلة