Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تكنولوجيا

اعترف على إكس.. حقيقة المتسبب في الفوضى التي عطلت مطارات العالم

“اليوم الأول في كراود سترايك أجريت تحديثا بسيطا وأخذت استراحة بعد الظهر”، هذا ما كتبه شخص يدعى فنسنت فليبوستير في تدوينة عبر منصة إكس وأرفق صورته وخلفه شعار شركة كراود سترايك المعنية ببرمجيات الأمن السيبراني التابعة لشركة مايكروسوفت.

وهنا بدأت الأنظار تتجه إلى فليبوستير على أنه الموظف الذي تسبب في الفوضى التي اجتاحت العالم قبل يومين.

التدوينة حصدت أكثر من 45 مليون مشاهدة و40 ألف إعادة نشر، وبدأت تنتشر كالنار في الهشيم بين جمهور منصات التواصل.

وكان توقيت التدوينة بعد ساعات قليلة من انتشار خبر انقطاع خدمات مايكروسوفت عن عدة بنوك وشركات وتوقف رحلات جوية ومراكز تجارية ووسائل إعلام حول العالم بسبب التحديث الذي أجرته شركة كراود سترايك.

ليعود فليبوستير بعد ساعتين وينشر تدوينة أخرى يقول فيها إنه طرد من عمله معلقا “مطرود، هذا غير عادل تماما”.

وشارك أيضا مقطع فيديو اعترف فيه بخطئه، وقال إنه ينتظر خطاب إقالته.

“لقد كان أول يوم لي في العمل كمشرف جديد للنظام، وكنت متحمسا للغاية. لنفترض أنني قمت بالفعل بإجراء تحديث صغير على سطر من التعليمات البرمجية، وقمت بتحسين التحديث قليلا وربما لا ينبغي لي ذلك. لقد طُردت من العمل لذا تم استدعائي”، هذا ما يوضحه في الفيديو.

حتى إن فليبوستير ناشد رئيس منصة إكس والملياردير إيلون ماسك للحصول على وظيفة. فكتب: “مرحبا @elonmusk، هل لديك وظيفة لي؟”.

قصة مكتملة الأركان لشخص كان السبب للفوضى التي حصلت، لدرجة أن قنوات ومواقع بعدة لغات تعاملت مع القصة على أنها حقيقة، ولكن في الحقيقة المنشور كان مزحة من فليبوستير، لأنه لم يكن موظفا سابقا في كراود سترايك ولم يعمل بها قط، ولكنه يعمل متخصصا في الكشف ومحاربة الأخبار الكاذبة على منصات التواصل.

وعندما شاهد التفاعل الكبير مع التدوينة والصورة التي نشرها قرر إكمال مزحته ليوضح للناس أن الأخبار الكاذبة والمعلومات المغلوطة يمكن أن تنتشر بسرعة كبيرة بدون التحقق منها، خاصة مع وجود الذكاء الاصطناعي الذي استخدمه في الصورة التي نشرها من أمام شعار الشركة.

حتى إنه لم يتعامل مع الصورة بشكل محترف لأن فيها عدة ملاحظات، ولو تم التدقيق فيها لعرف الناس أنها ليست حقيقة وتم التلاعب بها مثل يده الصغيرة الظاهرة في الصورة، والخط المرتفع عند رأسه.

وشرح أحد المتخصصين في محاربة الأخبار الكاذبة على منصات التواصل الأسباب التي أدت إلى انتشار القصة المزيفة التي اختلقها فليبوستير.

وقال وليد لحام في سلسلة تدوينات إن السبب الأول هو البحث عن المذنب: عند نشر الصورة المزيفة الأولى لم يكن قد تم تسمية المذنب بعد، وطبيعة البشر راغبة دائما بوجود شخص مذنب كما هي الرغبة بوجود بطل بأي قصة.

والسبب الثاني هو غباء المذنب المفترض وفخره بهذا الغباء، حيث أضاف ذلك للقصة سببا مهما لتداول القصة، فمظهره الأبله وفخره بالخراب الذي حققه في أول يوم عمل له وأخذه لإجازة لباقي اليوم حقق ميزة المتعة للقصة.

والسبب الثالث -وهو الأهم- توقيت النشر، فالقصة انتشرت في وقت يبحث فيه المتابعون بشدة عن أي خيط أو سبب لما حدث، حتى ظهر “فنسنت” من العدم وقدم لهم معلومة لم يروها في مكان آخر فبات هو مركز الخبر في ظل فقر شديد للمعلومات الحقيقية لمعرفة خلفية ما حدث. وكذلك اللغة التي تعمد فنسنت استخدامها؛ فقد نشر الخبر باللغة الإنجليزية، وهذا سهل على كل المتابعين من كل العالم فهمها وتداولها على أوسع نطاق.

والسبب الأخير الذي أوضحه وليد هو التداول، فالذي ساهم في رفع القصة إلى قمة محركات البحث هو مشاركة عدد كبير من الجمهور الذي فهم النكتة كنكتة، لكن البعض لم يفهم ذلك فأعاد نشرها على أنها حقيقة حتى باتت كذلك للملايين من المتابعين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى