أصدرت وزارة التجارة والصناعة السعودية سلسلة من القرارات المتعلقة باستيراد لحوم الطيور والمنتجات الحيوانية، شملت رفع الحظر عن بعض الدول وفرض قيود جديدة على دول أخرى. تأتي هذه الإجراءات في إطار جهود الوزارة لحماية الصحة العامة وضمان سلامة الغذاء المستورد، وذلك بعد تقييم الوضع الوبائي في الدول المعنية.
القرارات الصادرة، والتي تم الإعلان عنها مؤخرًا، تتعلق باستيراد لحوم الطيور الطازجة والمبردة والمجمدة والمصنعة، بالإضافة إلى بيض المائدة، وكذلك المواد الغذائية المشتقة من الأبقار. وتستهدف هذه القرارات مناطق محددة في بعض الدول، وليس تلك الدول بأكملها، مما يعكس دقة الرقابة المتبعة.
رفع الحظر عن استيراد لحوم الطيور من عدة دول
أعلنت وزارة التجارية الصناعة رفع الحظر عن استيراد لحوم الطيور من جمهورية الصين الشعبية، وجمهورية تركيا، ومنطقة Vendas Novas في البرتغال، بالإضافة إلى بنغلاديش. يأتي هذا القرار بناءً على انتهاء تفشي مرض إنفلونزا الطيور شديد الضراوة في تلك المناطق، وفقًا لتقارير المنظمات الصحية البيطرية الدولية.
تفاصيل القرارات
أشارت الوزارة إلى أن رفع الحظر يشمل جميع أنواع لحوم الطيور، سواء كانت طازجة أو مبردة أو مجمدة أو مصنعة، بالإضافة إلى بيض المائدة. ومع ذلك، ستخضع جميع الشحنات القادمة من هذه الدول لرقابة صارمة للتأكد من خلوها من أي أمراض أو ملوثات.
بالتزامن مع ذلك، سمحت الوزارة باستيراد المواد الغذائية المشتقة من الأبقار والتي تتوافق مع معايير المنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH) الخاصة بمرض جنون البقر. هذا يشمل المواد الغذائية من الدول التي كانت محظورة سابقًا بسبب المرض، بعد استيفائها للشروط والمتطلبات الصحية.
قيود جديدة على استيراد لحوم الطيور من الولايات المتحدة والبرتغال
في المقابل، فرضت الوزارة حظرًا على استيراد لحوم الطيور وبيض المائدة من الولايات المتحدة المكسيكية، باستثناء المنتجات التي تم معالجتها حرارياً بشكل كافٍ للتخلص من الفيروس المسبب لإنفلونزا الطيور. ويعود هذا الإجراء إلى تفشي جديد للمرض في تلك الدولة، وفقًا لما ذكرته وزارة التجارة.
وبشكل مماثل، تقرر حظر استيراد لحوم الطيور وبيض المائدة من محافظة Santarem في البرتغال، مع استثناء المنتجات التي خضعت لمعالجة حرارية مناسبة. يهدف هذا الحظر إلى منع دخول الفيروس إلى المملكة وحماية قطاع الدواجن المحلي.
تأتي هذه القرارات في سياق جهود مستمرة من قبل وزارة التجارة والصناعة لمراقبة الوضع الوبائي العالمي واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الصحة العامة والاقتصاد الوطني. وتعتبر إنفلونزا الطيور من الأمراض الحيوانية المشتركة التي يمكن أن تنتقل إلى البشر، مما يجعل الرقابة الصارمة ضرورية.
ويُذكر أن المملكة العربية السعودية تولي أهمية كبيرة لأمن الغذاء وسلامته، وتطبق معايير صارمة على جميع المنتجات المستوردة. وتتعاون الوزارة بشكل وثيق مع المنظمات الدولية ذات الصلة، مثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) والمنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH)، لتبادل المعلومات وتنسيق الجهود.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل فريق من الخبراء البيطريين في المملكة على رصد أي حالات إصابة بإنفلونزا الطيور في الدواجن المحلية، واتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة على المرض ومنع انتشاره. ويشمل ذلك إجراء فحوصات دورية على الدواجن، وتطبيق إجراءات الحجر الصحي، والتوعية بأهمية النظافة والوقاية.
من المتوقع أن تستمر وزارة التجارة والصناعة في مراجعة هذه القرارات بشكل دوري، بناءً على التطورات الوبائية في الدول المعنية. ومن المحتمل أن يتم رفع أو فرض قيود جديدة على استيراد المنتجات الحيوانية، حسب الحاجة. وسيتم الإعلان عن أي قرارات جديدة في الوقت المناسب.
يحتاج المستوردون إلى متابعة التحديثات الصادرة عن الوزارة بشكل مستمر، والتأكد من استيفاء جميع الشروط والمتطلبات الصحية قبل استيراد أي لحوم أو منتجات حيوانية. ومن الضروري أيضًا الحصول على الشهادات الصحية اللازمة من السلطات البيطرية في الدول المصدرة.
في الختام، تعكس هذه القرارات التزام وزارة التجارة والصناعة بحماية الصحة العامة والاقتصاد الوطني، من خلال تطبيق إجراءات رقابية صارمة على استيراد المنتجات الحيوانية. وستستمر الوزارة في جهودها الرامية إلى ضمان سلامة الغذاء المتداول في المملكة.
