Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

الجيش السوداني ينفذ ضربة بالمثلث الحدودي والدعم السريع ترحب بجهود ترامب

يشهد السودان تصعيدًا خطيرًا في القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، مع استمرار الأزمة الإنسانية المتفاقمة. وتتركز المعارك حاليًا في ولاية شمال كردفان ومنطقة المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، مما يعيق جهود الإغاثة ويزيد من معاناة المدنيين. وتأتي هذه التطورات في ظل تحركات إقليمية ودولية مكثفة تهدف إلى إيجاد حل سلمي لـالحرب في السودان.

أفاد مصدر عسكري للجزيرة بأن الجيش السوداني نفذ قصفًا جويًا على رتل عسكري تابع لقوات الدعم السريع في منطقة المثلث الحدودي، مدعيًا تدمير أكثر من 50 آلية قتالية وعدد من ناقلات الوقود والذخيرة. ووفقًا للمصدر، كانت هذه الآليات في طريقها من شرق ليبيا إلى السودان عبر الحدود البرية. تأتي هذه العملية العسكرية في سياق محاولات الجيش لتأمين الحدود ومنع تدفق الإمدادات إلى قوات الدعم السريع.

تجدد المعارك في كردفان وتصاعد الأزمة الإنسانية

تجددت المواجهات في إقليم كردفان وسط البلاد، خاصة قرب مدينة بارا وغربي مدينة الأبيض، حيث أعلن الجيش والقوات المتحالفة معه تحقيق تقدم ميداني. وأكد الجيش السوداني سيطرته على منطقتي جبل أبي سنون وأبي قعود، بينما زعمت قوات الدعم السريع تحقيق مكاسب في محور غربي مدينة الأبيض، وتحديدًا في منطقتي جبل عيسى والعيارة. هذه التصريحات المتضاربة تعكس شراسة المعارك وصعوبة التحقق من الأوضاع على الأرض.

تتعمق المعاناة الإنسانية في السودان بشكل كبير بسبب استمرار القتال منذ أبريل 2023. تشير التقارير إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد ما يقرب من 13 مليون شخص، مما يجعل السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. وتواجه المنظمات الإنسانية صعوبات جمة في الوصول إلى المحتاجين بسبب انعدام الأمن وتدهور البنية التحتية.

التحركات الدولية والجهود الدبلوماسية

سياسيًا، أعربت قوات الدعم السريع عن ترحيبها بالتحركات الدولية الرامية إلى وقف الحرب في السودان، مشيدة بجهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبقية قادة دول الرباعية (مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة). وأكدت قوات الدعم السريع استعدادها الكامل للتعاون مع هذه المبادرات، لكنها أشارت إلى أن العقبة الرئيسية أمام تحقيق السلام تكمن في “العصابة المتحكمة في قرار القوات المسلحة” والتي تتهمها بالانتماء إلى فلول النظام السابق وتنظيم الإخوان المسلمين.

وكان الرئيس ترامب قد أعلن عن نيته التدخل لإنهاء الحرب في السودان بناءً على طلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. في سياق متصل، دعت آلية الرباعية في سبتمبر الماضي إلى هدنة إنسانية أولية لمدة ثلاثة أشهر للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق البلاد، لكن هذه الدعوة لم تلقَ استجابة كبيرة من الطرفين المتحاربين.

في تطور آخر، أعرب تحالف السودان التأسيسي (“تأسيس”) عن رفضه لقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على أحد قادة قوات الدعم السريع على خلفية مزاعم بانتهاكات في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. واتهم التحالف الاتحاد الأوروبي بالتحيز وإصدار الأحكام قبل استكمال التحقيقات التي تجريها لجنة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. كما أشار إلى وجود سودانيين مطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية يتحركون بحرية في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش.

مستقبل الأزمة السودانية

من المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية المكثفة خلال الأسابيع القادمة، مع التركيز على إقناع الطرفين بالعودة إلى طاولة المفاوضات. ومع ذلك، يبقى الوضع على الأرض هشًا وغير مستقر، مع احتمال تصاعد العنف في أي لحظة. ويراقب المجتمع الدولي عن كثب التطورات في السودان، ويخشى من أن تؤدي استمرار الحرب في السودان إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وزعزعة الاستقرار الإقليمي. الوضع الإنساني في السودان يتطلب تدخلًا عاجلًا، ويبقى مستقبل البلاد معلقًا على إرادة الأطراف المتحاربة في التوصل إلى حل سلمي وشامل.

بالإضافة إلى ذلك، فإن مسألة المساءلة عن الانتهاكات التي ارتكبت خلال الصراع، بما في ذلك تلك التي وثقتها منظمات حقوق الإنسان، ستكون حاسمة في تحقيق المصالحة الوطنية. كما أن دور القوى الإقليمية والدولية في دعم جهود السلام سيكون أمرًا بالغ الأهمية في تحديد مسار الأحداث في السودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى