Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الكويت

«الخليجي للطوارئ»: رفع كفاءة وفاعلية الاستجابة الإقليمية لأي طارئ إشعاعي

اختتم مركز مجلس التعاون لإدارة حالات الطوارئ في الكويت دورة تدريبية خليجية هامة للمستجيبين الأوائل في مجال الطوارئ الإشعاعية، وذلك بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. شارك في الدورة نخبة من الخبراء والمختصين من دول مجلس التعاون الخليجي والجهات الكويتية المعنية، بهدف تعزيز الاستعداد والقدرة على التعامل مع أي حوادث إشعاعية محتملة. تأتي هذه المبادرة في إطار سعي دول المجلس لتوحيد جهودها في مجال الأمن والسلامة الإقليمية.

عُقدت الدورة في الكويت على مدار عدة أيام، وشهدت إقبالاً واسعاً من مختلف القطاعات ذات الصلة، بما في ذلك الدفاع المدني، والجهات الصحية، والرقابية، والبيئية. وتهدف إلى تطوير مهارات وقدرات المستجيبين الأوائل، وتزويدهم بأحدث التقنيات والمعارف في مجال الاستجابة للطوارئ الإشعاعية. وتعتبر هذه الدورة جزءًا من مشروع أوسع لتعزيز القدرات الإقليمية في هذا المجال الحيوي.

أهمية تطوير الاستعداد للطوارئ الإشعاعية

أكد العميد حقوقي د. راشد المري، رئيس مركز مجلس التعاون لإدارة حالات الطوارئ، أن الدورة التدريبية تمثل إضافة نوعية لمسيرة تطوير جاهزية دول المجلس لمواجهة الطوارئ الإشعاعية. وأشار إلى أن توحيد المفاهيم والمنهجيات العلمية بين المشاركين يساهم بشكل كبير في رفع كفاءة وفاعلية الاستجابة الإقليمية لأي طارئ.

ركائز أساسية للاستجابة الفعالة

تعتمد الاستجابة الفعالة للطوارئ الإشعاعية على عدة ركائز أساسية، وفقًا للخبراء. تشمل هذه الركائز بناء قدرات المستجيبين الأوائل، وتوفير المعدات والأجهزة اللازمة، وتطوير خطط الاستجابة، وتعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية. بالإضافة إلى ذلك، يلعب التوعية العامة دورًا هامًا في الحد من المخاطر المحتملة.

وبحسب تصريحات للمشاركين، فإن التدريبات العملية ونماذج المحاكاة التي تضمنتها الدورة كانت ذات قيمة كبيرة في صقل مهاراتهم وتزويدهم بالخبرة اللازمة للتعامل مع سيناريوهات واقعية. كما أشادوا بالدعم الكبير الذي قدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تنظيم الدورة وتوفير الخبراء والموارد اللازمة.

التعاون الإقليمي والدعم الدولي

تأتي هذه الدورة في سياق التعاون الوثيق بين دول مجلس التعاون الخليجي في مجال الأمن والسلامة الإقليمية. ويولي الأمين العام لمجلس التعاون، جاسم البديوي، اهتمامًا خاصًا ببرامج ومبادرات مركز إدارة حالات الطوارئ، ويدعمها بشكل كامل.

بالإضافة إلى الدعم الإقليمي، تحظى هذه المبادرات بدعم دولي كبير، وخاصة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتقدم الوكالة الدعم الفني والمالي والتدريبي لدول المنطقة لمساعدتها على تعزيز قدراتها في مجال الاستعداد والاستجابة للطوارئ النووية والإشعاعية.

وفي هذا السياق، أكد رئيس المركز على أهمية الاستثمار في تطوير منظومات الطوارئ، مشيرًا إلى أنه استثمار مباشر في أمن واستقرار دول المجلس. وأضاف أن مخرجات هذه الدورة ستساهم في ترسيخ منظومة استجابة خليجية أكثر تكاملاً وكفاءة. كما أشاد بجهود الجهات الكويتية على دعمها الدائم وتعاونها المميز في إنجاح الفعاليات التدريبية المشتركة.

الاستعداد للطوارئ لا يقتصر على الجانب التقني والفني فحسب، بل يشمل أيضًا الجانب القانوني والتنظيمي. فقد قامت العديد من دول المجلس بتحديث قوانينها وأنظمتها المتعلقة بالاستجابة للطوارئ الإشعاعية، وتطوير آليات التنسيق بين الجهات المعنية.

من الجدير بالذكر أن الدورة التدريبية شهدت مشاركة متخصصين من مختلف القطاعات المعنية في دول الخليج، بما في ذلك وزارة الدفاع، ووزارة الصحة، والحرس الوطني، ووزارة الداخلية، والهيئة العامة للبيئة، وقوة الإطفاء، والجهات المختصة بالاستجابة الإشعاعية.

وفي الختام، من المتوقع أن يستمر مركز مجلس التعاون لإدارة حالات الطوارئ في تنفيذ المزيد من البرامج التدريبية المتخصصة في مجال الطوارئ الإشعاعية خلال الفترة القادمة. وستركز هذه البرامج على تطوير مهارات المستجيبين الأوائل، وتعزيز التعاون والتنسيق بين دول المجلس، وتطبيق أفضل المعايير الدولية المعتمدة. وستشمل الخطط المستقبلية تقييمًا شاملاً لمخرجات الدورة الحالية لتحديد المجالات التي تحتاج إلى مزيد من التطوير والتحسين، مع الأخذ في الاعتبار التحديات والفرص الناشئة في هذا المجال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى