Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخر الاخبار

الدفاع المدني بغزة: بدء انتشال جثامين الشهداء ونعمل بحفار واحد

بدأت فرق الدفاع المدني في قطاع غزة، اليوم السبت، المرحلة الأولى من عمليات البحث عن الشهداء وانتشال جثامينهم من تحت الأنقاض، بعد توقف دام أكثر من عامين. تأتي هذه الخطوة في ظل تفاهمات دولية تقودها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بهدف التعامل مع حجم الدمار الهائل ونقص المعدات اللازمة لإنجاز هذه المهمة الإنسانية الصعبة.

وقال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني الرائد محمود بصل إن هذه العمليات تمثل تحديًا كبيرًا نظرًا للظروف المعقدة والحساسة، حيث تضم المباني المدمرة أعدادًا كبيرة من الضحايا الذين قضوا دون سابق إنذار. وأضاف أن الاحتلال استهدف سابقًا المعدات الثقيلة المستخدمة في عمليات البحث والإنقاذ، مما أدى إلى تعليق هذه الجهود منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

عمليات البحث عن الشهداء تواجه تحديات لوجستية وإنسانية

أشار المتحدث بصل إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تبنت خطة للبدء في العمل خلال عام 2025، وتمكنت من توفير حفار واحد فقط في المرحلة الأولى. واعتبر هذه الخطوة “مهمة ولكنها غير كافية” بالنظر إلى حجم الدمار الواسع والتعقيدات التي تواجه فرق الإنقاذ في بيئات مهددة بالانهيار والانفجار.

وأضاف أن مؤسسات دولية أخرى، بما في ذلك جهات مصرية وقطرية وأممية، أبدت استعدادها للمشاركة في هذه الجهود. ويعتقد أن توسيع نطاق المشاركة قد يساهم في تسريع وتيرة العمل وتخفيف العبء عن آلاف العائلات التي تنتظر بفارغ الصبر انتشال جثامين ذويها.

نقص المعدات يعيق التقدم

وأوضح أن تحديد ساعات أو مناطق معينة للعمل بالحفار الوحيد قد يثير مشكلات اجتماعية ونفسية في القطاع، حيث تتساءل العائلات عن سبب إعطاء الأولوية لمناطق دون أخرى. وأكد على ضرورة توزيع الجهود بشكل متوازن يراعي حساسية هذا الملف الإنساني.

وبيّن أن المرحلة الحالية تركز على العمل في المنطقة الوسطى وجنوب القطاع، مع تخصيص ساعات لبدء عمليات محدودة في مدينة غزة. ومع ذلك، فإن مدينة غزة وشمالها هما الأكثر تضررًا والأشد حاجة إلى عمليات حفر مكثفة نظرًا لاتساع نطاق الدمار فيهما.

وجدد بصل المطالبة بتوفير ما لا يقل عن 20 حفارًا لتتمكن فرق الدفاع المدني من تحقيق تقدم ملموس. وأشار إلى أن العمل بحفار واحد يجعل العملية “بطيئة وغير مجدية” بالنظر إلى حجم الركام وطبقات الخرسانة التي تغطي آلاف الضحايا منذ بداية الحرب.

مخاطر فنية وإنسانية تواجه فرق الإنقاذ

وأكد أن طواقم الدفاع المدني تواجه أخطارًا فنية وإنسانية كبيرة أثناء العمل، بما في ذلك وجود مخلفات متفجرة وخزانات وقود وأنابيب غاز قد تسبب انفجارات مفاجئة. وهذا يتطلب اتخاذ إجراءات سلامة دقيقة وإبطاء وتيرة التقدم حفاظًا على حياة أفراد الطواقم.

وأضاف أن التعرف على هويات الضحايا بعد انتشالهم يمثل تحديًا آخر، خاصة بعد مرور فترة طويلة على وجودهم تحت الأنقاض. ويتطلب ذلك آليات دقيقة للتوثيق وإجراءات خاصة للتعرف على الضحايا بما يحفظ كرامتهم ويساعد في تسليمهم لعائلاتهم.

وتشكل أزمة إنسانية كبيرة في غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية. وتتطلب هذه الأزمة تضافر الجهود الدولية لتقديم الدعم اللازم وتخفيف المعاناة عن المتضررين.

من المتوقع أن تستمر عمليات البحث عن الشهداء بوتيرة بطيئة في ظل النقص الحاد في المعدات والموارد. وتعتمد سرعة التقدم على توفير المزيد من الدعم الدولي وتوسيع نطاق المشاركة من قبل المؤسسات الإنسانية. وستظل عمليات تحديد هوية الضحايا وتوفير الدعم النفسي للعائلات المتضررة من الأولويات الرئيسية في المرحلة القادمة. يجب مراقبة التطورات المتعلقة بتوفير المعدات الثقيلة وتنسيق الجهود الدولية لتقييم مدى فعالية هذه العمليات في إخراج جميع الجثامين وتقديم الدعم اللازم للعائلات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى