Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخر الاخبار

الدفاع المدني في غزة للجزيرة نت: ملف المفقودين هو الأكثر إيلاما

أكد الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود البصل، أن عمليات البحث عن المفقودين في القطاع تواجه صعوبات جمة، وأن آلاف الفلسطينيين لا يزالون تحت الأنقاض بعد مرور عامين على بدء الحرب. وتأتي هذه التصريحات في ظل توقف شبه كامل لعمليات الإنقاذ بسبب استهداف الطواقم والمعدات، مما يعيق جهود تحديد مصير آلاف العائلات التي تنتظر بفارغ الصبر أي خبر عن أحبائها.

وأشار البصل إلى أن الوضع الإنساني يزداد سوءًا مع استمرار الحرب، وأن تحديد هوية الجثث أصبح تحديًا كبيرًا. وأضاف أن العديد من العائلات بدأت في البحث عن ذويها بأنفسها، في ظل نقص الإمكانيات وغياب الدعم الكافي. وتشير التقديرات إلى أن عدد المفقودين قد يتجاوز العشرة آلاف شخص.

تحديات استخراج المفقودين من تحت الأنقاض

تعتبر عمليات استخراج الجثث من تحت الأنقاض في غزة من بين أصعب المهام التي تواجه الدفاع المدني والجهات المختصة. فقد أدى القصف المستمر والتدمير الهائل للبنية التحتية إلى صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة، بالإضافة إلى المخاطر الأمنية التي تهدد حياة فرق الإنقاذ.

وأضاف البصل أن استهداف الآليات الثقيلة التابعة للدفاع المدني، مثل الحفارات والجرافات، قد أدى إلى توقف العديد من عمليات البحث والإنقاذ. وهذا يعني أن عدد المفقودين قد يرتفع بشكل كبير، وأن العثور على الجثث قد يستغرق وقتًا أطول.

صعوبة تحديد الهوية

بالإضافة إلى صعوبة استخراج الجثث، تواجه الفرق الطبية تحديات كبيرة في تحديد هويتها. فقد أدى التحلل المتقدم للعديد من الجثث إلى صعوبة التعرف عليها بالعين المجردة.

وبحسب البصل، فإن هناك الآلاف من الجثث التي لم يتم التعرف عليها حتى الآن، وتم دفنها في مقابر مجهولي الهوية في دير البلح. وأوضح أن تحديد هوية هؤلاء الضحايا يتطلب إجراء فحوصات الحمض النووي (DNA)، وهو ما يتطلب توفر المعدات والخبرات اللازمة.

في هذا السياق، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن تسلّم جثث 15 شهيدًا من سلطات الاحتلال عبر الصليب الأحمر، ليرتفع إجمالي عدد الجثث المستلمة إلى 345 جثة. لكن الوزارة لم تتمكن من تحديد هوية سوى 99 شهيدًا منهم حتى الآن.

الوضع النفسي للعائلات

تصف تصريحات البصل الوضع النفسي القاسي الذي تعيشه عائلات المفقودين في غزة. فالانتظار الطويل وعدم اليقين بشأن مصير أحبائهم يسبب لهم معاناة لا توصف.

وأضاف البصل أن العديد من الآباء يقفون يوميًا على ركام منازلهم، يأملون في العثور على أي أثر من عظام أو رفات أبنائهم. وهذا يعكس حجم الألم واليأس الذي يعيشه الفلسطينيون في غزة.

وتشير التقارير إلى أن الحرب الإسرائيلية في غزة خلفت أكثر من 70 ألف شهيد ونحو 171 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء. كما أدت إلى دمار هائل في البنية التحتية، وتكلفة إعادة الإعمار تقدر بنحو 70 مليار دولار.

الخطوات المستقبلية

أكدت وزارة الصحة في غزة أنها ستواصل جهودها لتحديد هوية الجثث المتبقية، بالتعاون مع الجهات الدولية المختصة. كما دعت إلى توفير الدعم اللازم لفرق الإنقاذ والبحث، لتمكينها من أداء مهامها بشكل فعال.

ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من التحديات التي تعيق هذه الجهود، بما في ذلك استمرار القصف والقيود المفروضة على حركة الأشخاص والبضائع. ومن المتوقع أن يستغرق تحديد مصير جميع المفقودين وقتًا طويلاً، وأن يتطلب جهودًا مكثفة من جميع الأطراف المعنية.

في الوقت الحالي، تتركز الجهود على توفير الرعاية الطبية والنفسية للمتضررين من الحرب، وإعادة بناء البنية التحتية المدمرة. ويعتبر ملف المفقودين من بين القضايا الأكثر حساسية وتعقيدًا، ويتطلب معالجة شاملة ومستدامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى