الصين وفرنسا تصدران بيانا مشتركا بشأن أوكرانيا وفلسطين

أكدت الصين وفرنسا دعمهما للجهود المبذولة لتحقيق السلام في مناطق الصراع، بما في ذلك أوكرانيا وغزة، وذلك خلال زيارة رسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بكين. وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه الساحة الدولية تصاعدًا في التوترات وتحديات إنسانية متزايدة، مما يجعل البحث عن حلول دبلوماسية أمرًا بالغ الأهمية. التركيز الرئيسي كان على ضرورة وقف إطلاق النار واستعادة الاستقرار، مع التأكيد على أهمية احترام القانون الدولي في حل النزاعات، وهو ما يمثل محورًا أساسيًا في الدبلوماسية الصينية الحالية.
التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الفرنسي في مدينة تشنغدو، حيث أصدر الجانبان بيانًا مشتركًا يعكس توافقًا في الرؤى حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية. وبحسب التلفزيون الرسمي الصيني، ناقش الزعيمان بشكل خاص الوضع في أوكرانيا والوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات. هذه المباحثات تأتي قبل فترة وجيزة من تولي فرنسا رئاسة مجموعة السبع، مما يضفي عليها أهمية خاصة.
دعم جهود السلام و أهمية الدبلوماسية الصينية
دعا الرئيس ماكرون خلال المباحثات إلى دور أكثر فعالية للصين في الضغط على روسيا لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، محذرًا من التداعيات الخطيرة لتصاعد الصراع على النظام الدولي. وأعرب عن أمله في أن تنضم بكين إلى الجهود الدولية الرامية إلى حماية البنية التحتية المدنية في أوكرانيا.
من جانبه، أكد الرئيس شي جين بينغ على موقف الصين الثابت الداعي إلى حل الأزمات من خلال الحوار والتفاوض، معربًا عن دعم بلاده لجميع المبادرات التي تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار. ولم يقدم الرئيس الصيني التزامًا مباشرًا بالضغط على روسيا، لكنه شدد على أن الصين تدعم أي اتفاق يتم التوصل إليه من قبل جميع الأطراف المعنية.
المساعدات الإنسانية لغزة
وفيما يتعلق بالوضع في غزة، أعلن الرئيس شي جين بينغ عن تقديم الصين مساعدات إنسانية بقيمة 100 مليون دولار أمريكي لمساعدة السكان المتضررين وتخفيف الأزمة الإنسانية. كما أكد على دعم الصين لجهود إعادة الإعمار في القطاع، مشيرًا إلى أن بلاده ستواصل العمل مع المجتمع الدولي لتقديم المساعدة اللازمة للشعب الفلسطيني. هذه المبادرة تعكس التزام الصين بتقديم الدعم الإنساني في مناطق الأزمات.
تعزيز التعاون الاقتصادي
على الصعيد الاقتصادي، وقّع الجانبان الصيني والفرنسي 12 اتفاقية تعاون جديدة تغطي مجالات متنوعة مثل الطاقة النووية، والفضاء، والصناعات الخضراء، والذكاء الاصطناعي، وحماية البيئة، بما في ذلك حماية الباندا. تهدف هذه الاتفاقيات إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين وتوسيع نطاق التعاون في المجالات ذات الأهمية المشتركة.
ومع ذلك، لوحظ غياب أي إعلان عن صفقة كبيرة لشراء الطائرات من شركة إيرباص، وهو ما كان متوقعًا على نطاق واسع. يُعتقد أن هذا الغياب يعكس بعض التوترات في العلاقات التجارية بين أوروبا والصين، خاصة فيما يتعلق بملفات الدعم الصناعي والتحقيقات المتبادلة. تعتبر العلاقات التجارية الصينية الأوروبية من بين أهم العلاقات الاقتصادية في العالم.
تأتي هذه الزيارة في وقت تواجه فيه العلاقات التجارية بين أوروبا والصين تحديات متزايدة، حيث تتهم بعض الدول الأوروبية الصين بتقديم دعم غير عادل لشركاتها، مما يؤدي إلى منافسة غير متكافئة. في المقابل، تتهم الصين أوروبا بفرض قيود تجارية على صادراتها.
بكين تسعى أيضًا لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي لديها. الاستثمارات الأجنبية المباشرة تعتبر ضرورية لتحقيق التنمية المستدامة وتنويع الاقتصاد الصيني.
من المتوقع أن تستمر المباحثات بين الجانبين الصيني والفرنسي في الأيام القادمة، مع التركيز على إيجاد حلول لهذه التحديات وتعزيز التعاون في المجالات ذات الأهمية المشتركة. سيراقب المراقبون عن كثب تطورات هذه العلاقات، خاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة التي يشهدها العالم. الوضع الاقتصادي العالمي و التوترات الجيوسياسية قد تؤثر على مسار هذه العلاقات في المستقبل القريب.
في الختام، تعكس زيارة الرئيس ماكرون إلى الصين حرص البلدين على تعزيز الحوار والتعاون في مواجهة التحديات المشتركة. يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الجهود ستؤدي إلى تحقيق تقدم ملموس في حل الأزمات الإقليمية وتعزيز الاستقرار العالمي. الخطوات التالية ستشمل متابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة وتقييم تأثيرها على العلاقات الثنائية والإقليمية.





