القسام تنعى قائد التصنيع العسكري رائد سعد وتعيّن خليفة له

أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن استشهاد قائد ركن التصنيع العسكري لديها، رائد سعد، في غارة إسرائيلية على قطاع غزة يوم السبت. يأتي هذا الإعلان في خضم تصاعد التوترات وتدهور الهدنة، مما يثير مخاوف بشأن مستقبل الاشتباكات بين الجانبين. وتعتبر عملية الاغتيال بمثابة تطور خطير في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويثير تساؤلات حول تأثيرها على جهود تحقيق الاستقرار في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بـالتصنيع العسكري.
تداعيات اغتيال رائد سعد وتأثيرها على القسام
أفادت مصادر إسرائيلية بأن عملية الاغتيال جاءت ردًا على تفجير عبوة ناسفة استهدفت قواتها، وأن رائد سعد كان من القيادات الرئيسية في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وتتهم إسرائيل سعد بالمسؤولية عن تطوير البنية التحتية العسكرية لحماس وإعادة تنظيم صفوفها.
وصفت كتائب القسام عملية الاغتيال بأنها خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار، واتهمت إسرائيل بتجاوز “الخطوط الحمراء” من خلال استهداف قادتها. وأكدت الكتائب حقها في الرد على ما وصفته بـ “عدوان الاحتلال” والدفاع عن نفسها.
ردود الفعل الفلسطينية والإسرائيلية
أثارت عملية الاغتيال موجة إدانة من الفصائل الفلسطينية المختلفة، التي اتهمت إسرائيل بتعطيل جهود التهدئة. في المقابل، دافع مسؤولون إسرائيليون عن العملية، مؤكدين أنها ضرورية لحماية أمن مواطنيهم.
أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس بيانًا مشتركًا أعلنا فيه عن توجيههما باغتيال سعد، مشددين على أن إسرائيل لن تتسامح مع أي تهديد لأمنها.
الهدنة المتوقفة والوضع الميداني في غزة
كانت الهدنة الأخيرة بين إسرائيل وحماس قد دخلت حيز التنفيذ في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، بعد أيام من القتال العنيف. ومع ذلك، شهدت الأيام الأخيرة تصاعدًا في التوترات، مع تبادل إطلاق النار بين الجانبين.
تأتي عملية الاغتيال في وقت حرج، حيث كانت هناك جهود دبلوماسية جارية لتمديد الهدنة وتوسيعها لتشمل قضايا أخرى، مثل تبادل الأسرى.
تعتبر عملية التصنيع العسكري في غزة قضية حساسة، حيث تفرض إسرائيل حصارًا مشددًا على القطاع، وتقيد حركة البضائع والأفراد. وتتهم إسرائيل حماس بتهريب الأسلحة والمواد المستخدمة في تصنيعها إلى غزة، بينما تؤكد حماس أنها تقوم بتصنيع الأسلحة محليًا للدفاع عن نفسها.
وتشير التقارير إلى أن رائد سعد كان يلعب دورًا رئيسيًا في جهود حماس لتطوير قدراتها العسكرية، بما في ذلك إنتاج الصواريخ والقذائف.
مخاطر التصعيد وتأثير ذلك على المنطقة
يثير اغتيال رائد سعد مخاوف جدية بشأن احتمال تصعيد العنف في غزة. قد ترد حماس على العملية بإطلاق صواريخ على إسرائيل، مما قد يؤدي إلى جولة جديدة من القتال.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي التصعيد إلى تقويض جهود التهدئة التي تبذلها مصر وقطر والأمم المتحدة.
تعتبر قضية الأسلحة في غزة من العوامل الرئيسية التي تؤثر على الاستقرار في المنطقة. وتدعو العديد من الدول والمنظمات الدولية إلى نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، بينما تؤكد الفصائل على حقها في الدفاع عن نفسها.
وتشير بعض التحليلات إلى أن إسرائيل قد تسعى إلى استهداف المزيد من القيادات العسكرية في حماس، بهدف إضعاف قدراتها العسكرية.
الخطوات التالية والمستقبل المجهول
من المتوقع أن تعقد كتائب القسام اجتماعًا لتقييم الوضع وتحديد الرد المناسب على عملية الاغتيال.
في الوقت نفسه، من المرجح أن تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة، بهدف منع حماس من إعادة بناء قدراتها العسكرية.
يبقى مستقبل الهدنة غير واضح، حيث يعتمد على قدرة الأطراف المعنية على احتواء التوترات وتجنب التصعيد. ويجب على الوسطاء تكثيف جهودهم لإقناع إسرائيل وحماس بالعودة إلى طاولة المفاوضات، والتوصل إلى اتفاق دائم يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة.
الوضع الإنساني في غزة يظل هشًا، ويتطلب تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للسكان.





