Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اقتصاد

القمح يرتفع بالاتحاد الأوروبي على خلفية مناقصة جزائرية

شهدت أسعار القمح في بورصة يورونكست اليوم الثلاثاء ارتفاعًا ملحوظًا، بعد فترة من التراجع، معززةً بذلك العقود الآجلة من أدنى مستوياتها الأخيرة. يأتي هذا الارتفاع مدفوعًا بمناقصة جديدة أطلقتها الجزائر لاستيراد القمح، بالإضافة إلى المخاوف المتزايدة بشأن استمرار التهديدات التي تواجه حركة الشحن في البحر الأسود، وذلك في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وتأثيرها على سلاسل الإمداد العالمية.

وبلغ سعر عقد القمح تسليم شهر مارس/آذار في بورصة يورونكست، التي تتخذ من باريس مقرًا لها، 190.75 يورو للطن الواحد، بزيادة قدرها 1.2%، مبتعدًا عن أدنى مستوى له والذي سجله أمس الاثنين عند 186.75 يورو للطن. يعكس هذا التحسن ثقة المتعاملين في السوق واستجابتهم للعوامل المؤثرة في العرض والطلب.

تأثير المناقصة الجزائرية على أسعار القمح

بعد أن تعرضت أسعار القمح لضغوط نتيجة التوقعات الإيجابية بشأن المحاصيل في دول نصف الكرة الجنوبي، والتي من المتوقع أن تزيد من المنافسة في سوق التصدير، وجدت بورصة يورونكست دعمًا جديدًا في إعلان الجزائر عن مناقصة لاستيراد القمح. من المقرر أن يتم تقديم العروض لهذه المناقصة غدًا الأربعاء، مما أثار توقعات بزيادة الطلب على هذه السلعة الاستراتيجية.

زيادة الطلب من شمال أفريقيا

تعتبر الجزائر من أكبر مستوردي القمح في منطقة شمال أفريقيا، ومناقصاتها عادة ما يكون لها تأثير كبير على الأسعار العالمية. بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن دولًا أخرى في المنطقة قد تزيد من وارداتها من القمح في الأشهر المقبلة، مما قد يدعم الأسعار بشكل أكبر. وتشكل واردات القمح جزءًا هامًا من الأمن الغذائي في هذه الدول.

تصعيد التوترات في البحر الأسود يثير القلق

لم تقتصر العوامل المؤثرة على أسعار القمح على المناقصة الجزائرية، بل ساهمت أيضًا التوترات المتصاعدة في البحر الأسود في زيادة المخاوف بشأن إمدادات الحبوب. فقد أفادت تقارير إخبارية بأن ناقلة روسية محملة بزيت دوار الشمس تعرضت لهجوم قبالة السواحل التركية.

في غضون ذلك، هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمنع وصول السفن الأوكرانية إلى البحر الأسود ردًا على الهجمات التي تستهدف السفن الروسية ضمن ما يسمى بـ “أسطول الظل” الروسي. هذا التصعيد يهدد بتعطيل حركة التجارة الحيوية في المنطقة، ويزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية للحبوب. وتعتبر أوكرانيا وروسيا من بين أكبر مصدري القمح في العالم.

وصرح أحد المتعاملين في العقود الآجلة للقمح بأن تصريحات بوتين الأخيرة تبعث على القلق، وأن المناقصة الجزائرية والضغوط الفنية في بورصة يورونكست كلها عوامل تدعم ارتفاع الأسعار. وتشير هذه التصريحات إلى أن السوق تراقب عن كثب التطورات الجيوسياسية وتأثيرها المحتمل على الإمدادات.

وتشير بعض التحليلات إلى أن هذه الأحداث قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل عام، خاصة في الدول التي تعتمد بشكل كبير على واردات القمح من منطقة البحر الأسود. وتدعو المنظمات الدولية إلى ضرورة العمل على تخفيف التوترات وضمان استمرار تدفق الإمدادات لتجنب تفاقم الأزمة الغذائية العالمية. وتعتبر أسعار الغذاء من العوامل الرئيسية التي تؤثر على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

من الجدير بالذكر أن أسعار القمح العالمية تتأثر بمجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك الظروف الجوية، والسياسات الزراعية، والتغيرات في الطلب والعرض، والأحداث الجيوسياسية. وتتطلب متابعة هذه العوامل فهمًا شاملاً لأسواق السلع الزراعية. كما أن التغيرات المناخية تلعب دورًا متزايد الأهمية في تحديد إنتاجية المحاصيل.

في الختام، من المتوقع أن تستمر أسعار القمح في التذبذب في المدى القصير، مع استمرار المخاوف بشأن التوترات في البحر الأسود ونتائج المناقصة الجزائرية. سيراقب المتعاملون عن كثب أي تطورات جديدة في هذه المجالات، بالإضافة إلى تقارير الأرصاد الجوية المتعلقة بالمحاصيل في مناطق الإنتاج الرئيسية. وستظل حالة عدم اليقين هي السائدة حتى تتضح الرؤية بشأن مستقبل الإمدادات والطلب على القمح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى