«الكهرباء» حققت عدداً من الإنجازات خلال 2025 تكللت بخفض الاستهلاك الأعلى للطاقة الصيف الماضي

حققت وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة في الكويت إنجازات ملحوظة خلال عام 2025، أبرزها نجاحها في إدارة الطلب على الطاقة الكهربائية وتقليل الاستهلاك، بالإضافة إلى توسيع نطاق مشاريع الطاقة المتجددة. وتأتي هذه التطورات في إطار رؤية الدولة لتنويع مصادر الطاقة وتعزيز الاستدامة، مع التركيز على تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء والمياه.
وقد أظهرت بيانات الوزارة، التي تم تلخيصها من مصادر متعددة، انخفاضًا في أقصى حمل كهربائي خلال صيف 2025 مقارنة بالعام السابق، حيث بلغ الفارق حوالي 30 ميغاواط. ويعزى هذا الإنجاز إلى فعالية خطط إدارة الطلب على الطاقة وجهود التوعية بترشيد الاستهلاك، مما يعكس وعيًا متزايدًا لدى المواطنين بأهمية الحفاظ على الموارد.
إدارة الطلب على الطاقة وتقليل الاستهلاك
أكدت مصادر في الوزارة أن تحقيق هذا الانخفاض في أقصى حمل كهربائي يمثل سابقة تاريخية. ويعود ذلك إلى مجموعة من الإجراءات التي اتخذتها الوزارة، بما في ذلك حملات التوعية التي استهدفت مختلف شرائح المجتمع.
حصلت الوزارة على جائزة الكويت للإبداع عن حملة “وفر”، وهي حملة وطنية تهدف إلى توفير الطاقة والمياه. وقد تم اختيار الحملة كأفضل مبادرة توعوية لعام 2025 نظرًا لتأثيرها الملموس في رفع مستوى الوعي بأهمية الترشيد.
توسيع نطاق مشاريع الطاقة المتجددة
بالتوازي مع جهود ترشيد الاستهلاك، تواصل وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة جهودها في التوسع في مجال الطاقة المتجددة. وقد طرحت الوزارة مناقصتين لإنتاج الكهرباء من مصادر متجددة بالتعاون مع هيئة مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
تصل القدرة الإجمالية للمناقصات المطروحة إلى 1600 ميغاواط، مما يعزز مساعي الدولة نحو تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. وتشمل هذه المشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى دراسة جدوى لمشاريع أخرى تعتمد على مصادر الطاقة النظيفة.
مشاريع محطات الطاقة والمياه الجديدة
وقعت الوزارة عقدًا لتنفيذ مشروع محطة الزور الشمالية، المرحلة الثانية والثالثة، بالتعاون مع هيئة مشروعات الشراكة والشركة الفائزة بالمناقصة. يهدف هذا المشروع إلى إنتاج 2700 ميغاواط من الكهرباء و120 مليون غالون إمبراطوري من المياه العذبة يوميًا.
بالإضافة إلى ذلك، تم طرح مناقصة محطة الخيران (المرحلة الأولى) بقدرة 1800 ميغاواط، وبطاقة إنتاجية تبلغ 33 مليون غالون إمبراطوري من المياه العذبة يوميًا. تعتبر هذه المشاريع حيوية لتلبية الطلب المتزايد على المياه والكهرباء في الكويت، خاصة مع النمو السكاني والتوسع العمراني.
وتشير التقديرات إلى أن هذه المحطات ستساهم بشكل كبير في تعزيز الأمن المائي والكهربائي في البلاد، وتقليل الاعتماد على تحلية المياه التقليدية.
تطوير البنية التحتية للشبكة الكهربائية
لم تقتصر إنجازات الوزارة على مشاريع الإنتاج، بل شملت أيضًا تطوير البنية التحتية للشبكة الكهربائية. وقد تم تنفيذ عقدين لتمديد كيبلات الألياف الضوئية بين محطات القوى ومحطات التحويل الرئيسية ومراكز المراقبة والتحكم.
تهدف هذه الخطوة إلى تحديث البنية التحتية وتحسين أنظمة إدارة الشبكة الكهربائية عن بعد، مما يزيد من كفاءة الشبكة وموثوقيتها. كما تم تشغيل 15 محطة تحويل رئيسية و28 مغذيًا خلال العام الحالي، مما ساهم في تعزيز قدرة الشبكة على تلبية احتياجات المناطق الجديدة.
وذكرت المصادر أن الوزارة أنجزت ما يقارب 6 آلاف معاملة إيصال تيار كهربائي لمختلف فئات المباني، بإجمالي أحمال كهربائية تقدر بنحو 1.100.11 ميغاواط. ويعكس هذا الرقم حجم المشاريع الإنشائية والتجارية التي شهدتها الكويت خلال عام 2025.
تتطلع وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة إلى استكمال المشاريع الجارية في مجال توليد الطاقة وتحلية المياه، بالإضافة إلى مواصلة جهودها في تطوير الشبكة الكهربائية وتعزيز كفاءة استخدام الموارد الطبيعية. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن نتائج المناقصات الجديدة لمشاريع الطاقة المتجددة في الربع الأول من عام 2026، مع بدء التنفيذ الفعلي للمشاريع الفائزة في منتصف العام نفسه. يبقى التحدي الأكبر هو ضمان التكامل بين مصادر الطاقة المختلفة وتحقيق الاستدامة على المدى الطويل.





