أطلقت وزارة الصحة الكويتية مؤخرًا خدمة إلكترونية متكاملة لإصدار وتجديد تراخيص الأشعة، بهدف تسريع الإجراءات وتحسين جودة الخدمات المقدمة للممارسين الصحيين. تأتي هذه الخطوة ضمن جهود الوزارة المتسارعة نحو التحول الرقمي الشامل لقطاع الرعاية الصحية في البلاد، وتسهيل الوصول إلى الخدمات للمستفيدين.
جرت مراسم التدشين في إدارة الوقاية من الإشعاع التابعة لقطاع الصحة العامة، بحضور وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي وعدد من الوكلاء والمدراء المعنيين. وتهدف الخدمة الجديدة إلى إلغاء الحاجة إلى المراجعات الشخصية لتقديم طلبات التراخيص، مما يوفر الوقت والجهد على الأطباء والفنيين المتخصصين في هذا المجال.
تطوير نظام تراخيص الأشعة وتعزيز السلامة الإشعاعية
تعتبر هذه الخطوة جزءًا من خطة أوسع لوزارة الصحة لتحديث وتطوير الأنظمة والإجراءات المتعلقة بالسلامة الإشعاعية. وتشمل الخطة تطبيق معايير دولية صارمة لضمان حماية العاملين في المجال الطبي والجمهور والبيئة من مخاطر الإشعاع.
بالإضافة إلى ذلك، بدأت الوزارة في تطبيق المرحلة الأولى من برنامج “نظام معلومات الجهات الرقابية (RAIS+)”، وهو نظام متكامل تابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية. يهدف هذا النظام إلى تعزيز قدرات الرقابة والتنظيم على أنشطة مصادر الإشعاع في الكويت، وتحسين إدارة البيانات المتعلقة بها.
ميكنة الخدمات وتكامل الأنظمة
أكد مدير إدارة الوقاية من الإشعاع، الدكتور ناصر الجويسري، أن الإدارة تعمل بجد على ميكنة جميع خدماتها وتوسيع نطاق التحول الإلكتروني في مختلف جوانب العمل. وأضاف أن تطبيق نظام RAIS+ يمثل نقلة نوعية في مجال الرقابة الإشعاعية، حيث يوفر أدوات متطورة للتحقق من الامتثال للمعايير الدولية.
وتشمل ميزات نظام RAIS+ إدارة مركزية للبيانات، وتتبع دقيق لمصادر الإشعاع، وإعداد تقارير دورية عن مستوى السلامة الإشعاعية في البلاد. كما يتيح النظام تبادل المعلومات مع الجهات الرقابية الأخرى على المستوى الإقليمي والدولي، مما يعزز التعاون في مجال السلامة الإشعاعية.
وفقًا لبيان وزارة الصحة، فإن إطلاق هذه الخدمات الإلكترونية يأتي في سياق رؤية الكويت 2035، التي تولي أهمية قصوى لتطوير البنية التحتية الرقمية وتحسين جودة الحياة للمواطنين. وتعتبر الرعاية الصحية من أهم القطاعات التي تستفيد من التحول الرقمي، حيث يمكن أن يؤدي إلى تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف وزيادة رضا المرضى.
التحول الرقمي في قطاع الصحة لا يقتصر على تراخيص الأشعة، بل يشمل أيضًا تطوير السجلات الطبية الإلكترونية، وتوفير خدمات الاستشارات الطبية عن بعد، وتسهيل حجز المواعيد الطبية عبر الإنترنت. وتسعى وزارة الصحة إلى توفير جميع هذه الخدمات للمواطنين والمقيمين في الكويت، بهدف بناء نظام رعاية صحية متكامل ومستدام.
من الجدير بالذكر أن وزارة الصحة قد قامت بتدريب الكوادر العاملة في إدارة الوقاية من الإشعاع على استخدام نظام RAIS+ الجديد، لضمان قدرتهم على تشغيله وصيانته بكفاءة عالية. كما تعمل الوزارة على توفير الدعم الفني للممارسين الصحيين الذين يستخدمون خدمة التراخيص الإلكترونية الجديدة.
تعتبر السلامة الإشعاعية من القضايا الحيوية التي تتطلب اهتمامًا مستمرًا، نظرًا للمخاطر المحتملة التي قد تنجم عن التعرض للإشعاع. وتحرص وزارة الصحة على تطبيق أحدث التقنيات والمعايير لضمان حماية العاملين في المجال الطبي والمرضى والجمهور من هذه المخاطر. وتشمل الإجراءات الوقائية التي تتخذها الوزارة إجراء فحوصات دورية لمعدات الأشعة، وتوفير التدريب اللازم للعاملين، وتوعية الجمهور بمخاطر الإشعاع وكيفية الوقاية منها.
في المرحلة القادمة، تخطط وزارة الصحة لإكمال بقية مراحل برنامج RAIS+، وتوسيع نطاق الخدمات الإلكترونية المقدمة للممارسين الصحيين. كما ستعمل الوزارة على تعزيز التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والجهات الرقابية الأخرى، لتبادل الخبرات والمعلومات في مجال السلامة الإشعاعية. ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من تطبيق جميع مراحل برنامج RAIS+ بحلول نهاية العام المقبل، مما سيساهم في تحقيق أعلى مستويات السلامة الإشعاعية في البلاد.
يبقى من المبكر تحديد الأثر الكامل لهذه التطورات على قطاع الرعاية الصحية في الكويت، ولكن من الواضح أن التحول الرقمي يمثل فرصة كبيرة لتحسين الكفاءة والجودة والاستدامة. وسيكون من المهم متابعة تنفيذ هذه الخطط وتقييم نتائجها بشكل دوري، لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.
