المال للرياضة التي تستحق، أبرز درس يجب على العرب استخلاصه من أولمبياد باريس 2024.
لماذا تخصص الحكومات أموالاً طائلة لجميع الاتحادات الرياضية؟، والحال أن أغلبها لا يحقق شيئاً في الأولمبياد، ومنها ما لا يتأهل أصلاً للأولمبياد!
إذا أراد العرب النجاح وحصد الميداليات فعلى كل بلد أن يحدد قائمة بالرياضات، التي يتميز فيها، ويميز اتحادها مالياً أكثر من البقية.
لماذا نصرف الملايين على كرة السلة ونعرف أن عملاقاً اسمه أمريكا لن نقدر على منافسته؟
ولماذا نصرف الملايين على التنس وكرة الماء والجمباز الإيقاعي والكرة الطائرة والدراجات وغيرها ونحن نعلم مسبقاً أن حظوظنا في الأولمبياد منعدمة؟
وهنا علينا الإشادة بالهيئة العامة للرياضة الإماراتية، التي بادرت خلال الأعوام الأخيرة بتمييز 5 رياضات (الرماية والقوس والسهم وألعاب القوى والمبارزة والجودو) للتركيز والمراهنة عليها في دورات الألعاب الأولمبية، وحتى إن لم تتحقق النتائج في باريس 2024 فإنه في حال العمل على قواعد صحيحة ستأتي الميداليات لاحقاً.
دول عديدة فهمت اللعبة مبكراً، وخصصت المال للرياضة التي تستحق: كينيا وإثيوبيا وأوغندا وجاميكا.. دول راهنت منذ سنوات على ألعاب القوى والنتيجة ذهب وألقاب وأمجاد أولمبية وعالمية. ذهب المال للرياضة التي تستحق فجاءت الألقاب.
هي عملية أشبه بالاستثمار في اللعبة الرابحة، بدل خسارة أموال طائلة في ألعاب نتائجها واهية! خاصة أن أغلب اتحاداتنا الرياضية العربية تعاني وتشكو من نقص المال.
دول شمال أفريقيا مثل المغرب والجزائر راهنت هي الأخرى على ألعاب القوى وأولتها أهمية نظراً لتوفر المواهب في المنطقة والنتيجة رائعة، أبطال تخلف أبطالاً جيلاً بعد جيل.. من نوال المتوكل إلى هشام القروج والمخلوفي حتى سفيان البقالي، الذي توج بذهبية في باريس منذ يومين.
وها هي المغرب اليوم تضيف كرة القدم إلى قائمة تخصصاتها، فوصلت إلى نصف نهائي المونديال، ونصف نهائي الأولمبياد أيضاً، وهذا ليس صدفة!
النجاح يحتاج إلى خطة.. ومشروع.. وفكر. وانتقاء رياضات متخصصة يرشد المال، بل يحل أزمة نقص المال. أما الصرف العشوائي على كل الرياضات فلن يجدي نفعاً وسنظل نعد الميداليات العربية في كل دورة أولمبية على أصابع اليد الواحدة!
فاصرفوا المال على الرياضة التي تستحق.. وكل الأحلام.. ستتحقق.
