المجتمع السعودي.. جينات البذل والعطاء

لم تستطع الحياة الحديثة التي ضربت الروابط الإنسانية وقيم الخير والإحسان بين الناس والشعور بحاجاتهم ومتاعبهم أن تؤثر على هذه الصفات النبيلة في المجتمع السعودي، فرغم كل الظروف التي طرأت على حياته كباقي المجتمعات، ورغم الانشغال بالذات وحاجاتها إلا أن المبادرة لفعل الخير ما زالت صفة بارزة فيه، نلمسها بوضوح كبير من خلال البذل والعطاء لحملات التبرع للمحتاجين في الوطن وخارج الوطن خلال الأزمات والحروب والنكبات.
خلال منتدى الرياض الدولي الإنساني، الذي عقد قبل أيام قليلة، كنا نتحدث مع معالي الدكتور عبدالله الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عن الحملة الإغاثية التي أشرف عليها المركز في سوريا وما زالت مستمرة، قال الدكتور عبدالله لم نكن نتوقع عندما أعلنا عن حملة التطوع أن يبادر أكثر من ثلاثة آلاف شخص من الكوادر الصحية للتطوع خلال 24 ساعة، ثم أضاف قائلاً، هناك جينات في الشعب السعودي لم يتم اكتشافها علمياً هي جينات البذل والعطاء وفعل الخير. وكان تعليقه في محله لأن كل ما يفعله الشعب السعودي يؤكد ذلك.
الآن بدأ التنافس المجتمعي السعودي في التبرع للمحتاجين في شهر رمضان استجابةً للحملة الوطنية للعمل الخيري التي تنطلق كل عام منذ خمس سنوات عبر المنصة الرسمية، وقد دشن الحملة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد بتبرع سخي كعادتهما في كل حملة، ليبدأ المواطنون بالمشاركة بشكل كثيف وحسب استطاعة كل فرد. لقد تجاوزت تبرعات منصة إحسان 10 مليارات ريال منذ إنشائها حتى الآن بحسب البيانات الرسمية، وهذا دليل ناصع على أن جذوة الخير ما زالت متقدة في مجتمعنا، تدل على نبله وإنسانيته، وسوف تستمر كذلك لأنه مجتمع يستمد هذه القيمة من دينه الذي يحث على فعل الخير والإحسان.
أخبار ذات صلة