Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
السعودية

المرور: المقعد الأمامي ليس مكانًا آمنًا للأطفال دون سن العاشرة

أكدت الإدارة العامة للمرور في المملكة العربية السعودية على أهمية ضمان سلامة الأطفال في المركبات، محذرةً من وضعهم في المقاعد الأمامية قبل بلوغهم سن العاشرة. جاء هذا التحذير عبر حساب الإدارة على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) في 23 ديسمبر 2025، كجزء من حملة توعية مستمرة تهدف إلى الحد من الحوادث المرورية والإصابات الناتجة عنها، خاصةً تلك التي تتعلق بالأطفال. بالإضافة إلى ذلك، جددت الإدارة تحذيرها من القيادة بتعريض للاتجاه المعاكس.

التحذير يتعلق بجميع أنحاء المملكة العربية السعودية، ويستهدف بشكل خاص أولياء الأمور والسائقين الذين يقومون بنقل الأطفال في سياراتهم. يأتي هذا الإجراء في أعقاب تزايد المخاوف بشأن سلامة الركاب، لا سيما الأطفال، في حوادث الطرق. و تسعى السلطات إلى تخفيض نسبة الإصابات والوفيات بين الأطفال من خلال رفع مستوى الوعي وتطبيق الأنظمة المرورية.

أهمية الالتزام بقواعد سلامة الأطفال في المركبات

تعتبر مقاعد الأطفال من أهم وسائل الحماية التي يجب توفيرها للأطفال أثناء التنقل بالسيارة. ينص نظام المرور السعودي على ضرورة استخدام مقاعد السلامة المناسبة للأطفال حتى يبلغوا الطول والوزن المحددين، والذي غالبًا ما يكون مرتبطًا ببلوغ سن العاشرة. تُصمّم هذه المقاعد خصيصًا لامتصاص قوة الصدمة في حالة وقوع حادث، مما يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة.

ولكن، حتى مع استخدام مقاعد السلامة، يظل المقعد الأمامي خطرًا على الأطفال دون سن العاشرة. وذلك للأسباب التالية:

مخاطر الوسائد الهوائية

تحتوي السيارات الحديثة على وسائد هوائية مصممة لحماية البالغين في حالة الاصطدام. ومع ذلك، قد تتسبب الوسادة الهوائية في إصابات خطيرة للأطفال الصغار عند انفتاحها بسرعة. يمكن أن تؤدي قوة الانتفاخ إلى إصابات في الرأس والصدر والرقبة، خاصة إذا كان الطفل جالسًا بالقرب من لوحة القيادة.

هشاشة عظام الأطفال

بشكل عام، تكون عظام الأطفال أقل كثافة وصلابة من عظام البالغين، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة في حالة وقوع حادث. كما أن هياكلهم الجسمانية لا تزال في طور النمو، وبالتالي فهي أكثر حساسية للصدمات.

تشتيت انتباه السائق

قد يتسبب وجود طفل في المقعد الأمامي في تشتيت انتباه السائق، خاصة إذا كان الطفل يتحرك أو يصرخ أو يحتاج إلى شيء ما. هذا التشتيت يمكن أن يزيد من خطر وقوع حادث.

بالإضافة إلى تحذير بشأن المقاعد الأمامية، تواصل الإدارة العامة للمرور التأكيد على أهمية الالتزام بجميع إرشادات المرور. وقد نبهت الإدارة بشكل خاص إلى خطورة القيادة عكس السير، واصفةً إياها بأنها “تصرف متهور” يعرض حياة السائق والآخرين للخطر. تعتبر القيادة في الاتجاه المعاكس انتهاكًا صارخًا لقواعد المرور، ويمكن أن تؤدي إلى حوادث مميتة.

التركيز على سلامة الأطفال يتماشى مع جهود أكبر تبذلها الحكومة السعودية لتحسين مستوى السلامة على الطرق بشكل عام. شهدت المملكة في السنوات الأخيرة تنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات التي تهدف إلى تطوير البنية التحتية المرورية، وتحديث الأنظمة والقوانين، ورفع مستوى أداء السائقين. تتضمن هذه الجهود أيضًا حملات توعية مكثفة تستهدف جميع فئات المجتمع.

ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تواجه جهود تحسين السلامة على الطرق في المملكة. تشمل هذه التحديات السرعة الزائدة، والتعب أثناء القيادة، واستخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، وعدم الالتزام بإشارات المرور. عملت الإدارة العامة للمرور على زيادة الرقابة المرورية وتطبيق العقوبات الصارمة على المخالفين، ولكن لا يزال هناك حاجة إلى مزيد من الجهود لتغيير سلوك السائقين.

تتضمن الإجراءات المتبعة لتعزيز السلامة المرورية أيضًا الاستثمار في التقنيات الحديثة، مثل أنظمة المراقبة الذكية وأنظمة إدارة الحركة المرورية. تهدف هذه الأنظمة إلى جمع البيانات وتحليلها، وتحديد نقاط الازدحام والحوادث المحتملة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين تدفق الحركة المرورية وتقليل خطر وقوع الحوادث. كما تولي الإدارة أهمية كبيرة لتدريب السائقين وتأهيلهم، وذلك من خلال تنظيم الدورات التدريبية وورش العمل.

في الختام، تواصل الإدارة العامة للمرور جهودها لضمان السلامة المرورية للجميع في المملكة العربية السعودية. من المتوقع أن تواصل الإدارة حملاتها التوعوية وتطبيقها للأنظمة المرورية الصارمة، مع التركيز بشكل خاص على حماية الأطفال. قد تشمل الخطوات المستقبلية مراجعة الأنظمة المتعلقة بسلامة الأطفال في المركبات وتحديثها بما يتماشى مع أحدث المعايير والممارسات الدولية، مع إمكانية تحديد جدول زمني لتطبيق هذه التحديثات. ويتوقع مراقبون أيضًا زيادة الاستثمار في التقنيات الحديثة لتحسين السلامة المرورية على الطرق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى