المطيري: المورد البشري أهم عناصر التنمية والبناء

أكد وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري على أهمية الحفاظ على الهوية الكويتية وتعزيزها من خلال مبادرات ثقافية وسياحية مستدامة. جاء ذلك خلال جولة تفقدية لمشروع “سكيك” للجولات الإرشادية الثقافية في أسواق المباركية، والذي يهدف إلى إحياء التراث الكويتي وتقديمه للجمهور بطرق مبتكرة. وأشاد الوزير بدور المرشدين الشباب في تقديم تاريخ الكويت وثقافتها الغنية.
مشروع “سكيك” يبرز أهمية الجولات الإرشادية الثقافية في أسواق المباركية
يهدف مشروع “سكيك” إلى تحويل أسواق المباركية التراثية إلى منصة حيوية لإعادة إحياء الهوية الكويتية. ويعتمد المشروع على تقديم السرد التاريخي للجولات الحية، مما يتيح للزوار فرصة التعرف على عمق تاريخ الكويت وأهميته الثقافية والاجتماعية. وقد أطلقت وزارة الإعلام والثقافة هذا المشروع كجزء من جهودها الأوسع لتعزيز السياحة الثقافية في البلاد.
دور الكفاءات الشابة في إبراز التراث
أشاد الوزير المطيري بالكفاءات الشابة المشاركة في مشروع “سكيك”، مؤكداً أنهم يمثلون الركيزة الأساسية في عملية التنمية والبناء. وأشار إلى أن هؤلاء المرشدين السياحيين يقدمون إرثاً وتاريخاً قيماً، معرباً عن تقديره للجانب الإنساني الذي يضيفونه إلى التجربة السياحية، وهو جانب لا يمكن أن تحل محله أي تكنولوجيا.
نتائج المرحلة التجريبية للمشروع
أظهرت المرحلة التجريبية لمشروع “سكيك”، التي استمرت 57 يوم عمل، نتائج واعدة. وقد تم خلال هذه المرحلة تدريب 22 متطوعاً، وتنفيذ أربع جولات تجريبية قياسية شارك فيها 88 زائراً، حيث بلغ متوسط الرضا 86.5%. بالإضافة إلى ذلك، تم تنظيم جولة خاصة لرواد الأعمال الخليجيين، شارك فيها أكثر من 55 شخصاً، وحققت نسبة رضا بلغت 94%، مما يعكس التفاعل الإيجابي للجمهور مع المشروع.
وتضمنت الجولة التي قام بها الوزير المطيري عدداً من المحطات التراثية الهامة في سوق المباركية، مثل المسجد والقيصرية وشارع الأمير وقهوة بوناشي والمدرسة والبريد ومكتبة الرويح. كما توقف الوزير في قهوة الرعيل الأول، والتي تم إضافتها كنقطة جديدة في المسار، حيث قدم شرحاً مفصلاً عن دلالاتها الاجتماعية والثقافية.
أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية
شدد الوزير المطيري على ضرورة تقديم الثقافة والهوية والعادات والتقاليد الكويتية الأصيلة للزوار، وليس فقط إظهار جمال المباني والأماكن التاريخية. وأكد على أهمية الحفاظ على هذه الذاكرة الثقافية ونقلها إلى الأجيال القادمة، مشيراً إلى أن الآباء والأجداد قد ساهموا بشكل كبير في بناء الدولة وتحويل التحديات إلى إنجازات ونجاحات. وتعتبر السياحة الثقافية وسيلة فعالة لتعزيز هذا الوعي والفخر بالهوية الوطنية.
وأضاف أن المشروع لا يقتصر على سرد القصص التاريخية، بل يهدف أيضاً إلى إبراز جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية التي تميز المجتمع الكويتي. ويعتبر هذا النهج الشامل ضروريًا لتقديم صورة متكاملة عن تاريخ الكويت وثقافتها.
مستقبل مشروع “سكيك” والتوسع المتوقع
بعد تجاوز مرحلة الاختبار الميداني، دخل مشروع “سكيك” حالياً مرحلة اختبار النموذج التشغيلي التجريبي (Pilot) والتي ستستمر حتى أبريل 2026. تهدف هذه المرحلة إلى تقييم أداء المشروع بشكل كامل وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين. ومن المتوقع أن يشهد المشروع توسعاً مرحلياً وتعزيزاً للشراكات مع القطاعين العام والخاص، بهدف تحويله إلى نموذج وطني مستدام في مجال الإرشاد الثقافي. وتشير التوقعات إلى أن المشروع سيساهم في جذب المزيد من السياح المهتمين بالتراث الكويتي وتعزيز الاقتصاد المحلي.
سيراقب المعنيون عن كثب نتائج مرحلة الاختبار التجريبي، وتقييم مستوى رضا الزوار، وتحديد التحديات التي قد تواجه المشروع في المستقبل. كما سيتم التركيز على تطوير المحتوى التاريخي والثقافي، وتدريب المزيد من المرشدين السياحيين، وتوسيع نطاق الجولات الإرشادية لتشمل المزيد من المواقع التراثية في الكويت.



