Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الكويت

الناجم: الكويت تسهم في تعزيز التعاون العربي – الصيني

أكد مسؤول صيني رفيع المستوى على التطور المستمر في العلاقات الصينية العربية، مشيدًا بأهمية تعزيز الشراكة الشاملة بين الجانبين في مختلف المجالات. جاء ذلك خلال لقاء جمع المدير العام لإدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الصينية بسفراء الدول العربية المعتمدين في بكين، وذلك في إطار التحضيرات للقمة العربية الصينية الثانية المقرر عقدها في بكين العام المقبل. وتأتي هذه التطورات في ظل نمو ملحوظ في حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية.

عقد اللقاء في مقر السفارة الكويتية ببكين، المعروف باسم “بيت الكويت”، حيث تناول المسؤول الصيني أهمية القمة العربية الصينية الأولى التي استضافتها الرياض في ديسمبر 2022، والتي شكلت نقطة تحول في مسار الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين. ووفقًا لبيان صادر عن سفارة الكويت لدى الصين، فإن اللقاء ركز على سبل تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

تعزيز الشراكة الصينية العربية: رؤية مستقبلية

أشار تشن وي تشنغ، المدير العام لإدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الصينية، إلى أن العلاقات الصينية العربية مبنية على أسس من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، بالإضافة إلى السعي المشترك نحو تحقيق السلم والأمن الدوليين. وأضاف أن الصين تعتبر الدول العربية شركاء مهمين في مبادرة الحزام والطريق، وأنها حريصة على توسيع نطاق التعاون الاقتصادي والاستثماري معها.

النمو الاقتصادي والتبادل التجاري

تشير التقديرات إلى أن حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية تجاوز 407 مليارات دولار أمريكي خلال العام الماضي، مما يعكس قوة ومتانة العلاقات الاقتصادية بين الجانبين. وتسعى الصين والدول العربية إلى زيادة هذا التبادل بشكل أكبر في السنوات القادمة، من خلال إزالة الحواجز التجارية وتسهيل الاستثمار المتبادل. وتشمل مجالات التعاون الرئيسية النفط والغاز، والبنية التحتية، والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا.

الدعم للقضية الفلسطينية

أعرب السفير الكويتي لدى الصين، جاسم الناجم، عن تقدير الدول العربية للجهود الصينية الداعمة للقضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. وأكد الناجم أن الدول العربية تثمن الدعم المالي والإنساني الذي تقدمه الصين للشعب الفلسطيني. كما أشاد بالدور الذي تلعبه الصين في جهود إحلال السلام والأمن في الشرق الأوسط، ودعمها للمبادرات الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأضاف السفير الناجم أن الكويت حريصة على تعزيز التعاون العربي الصيني من خلال المشاركة الفاعلة في جميع المنصات والفعاليات والاجتماعات المشتركة. وأكد أن الدول العربية تدعم جميع الجهود التي من شأنها تعزيز الشراكة بين الجانبين، وتحقيق المصالح المشتركة.

موقف الصين من الأزمة في غزة

أكد المسؤول الصيني على استمرار جهود بلاده في دعم المبادرات الدولية والمتعددة الأطراف الرامية إلى إيقاف العنف في قطاع غزة، وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة. وأشار إلى أن الصين تدعو إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، بناءً على قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وتدعم الصين إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وتعتبر الصين القضية الفلسطينية قضية عادلة ومشروعة، وأن حلها هو مفتاح تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

في المقابل، أعرب السفير الناجم عن تطلع الكويت لاستضافة القمة العربية الصينية الثالثة في عام 2030، مؤكدًا أن هذا الحدث سيكون فرصة مهمة لتعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون في جميع المجالات. ويرى مراقبون أن استضافة الكويت للقمة الثالثة ستعكس الدور المحوري الذي تلعبه الكويت في تعزيز العلاقات العربية الصينية.

بالإضافة إلى ذلك، تشهد التعاون الصيني العربي تطورات في مجالات أخرى مثل التعليم والثقافة والسياحة. وتتبادل الصين والدول العربية الطلاب والباحثين والفنانين، وتنظم فعاليات ثقافية مشتركة لتعزيز التفاهم المتبادل. كما تشجع الصين السياحة العربية إلى الصين، وتعمل على تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات.

في الختام، من المتوقع أن تشهد العلاقات الصينية العربية مزيدًا من التطور والازدهار في المستقبل القريب، في ظل الرغبة المشتركة في تعزيز الشراكة الشاملة وتحقيق المصالح المشتركة. وستركز القمة العربية الصينية الثانية في بكين على وضع خطة عمل واضحة لتنفيذ رؤية القادة الصينيين والعرب، وتحديد الأولويات والمجالات الرئيسية للتعاون. يبقى من الضروري مراقبة التطورات الجيوسياسية في المنطقة، وتأثيرها المحتمل على مسار العلاقات الصينية العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى