«النجاة الخيرية»: أيادي متطوعينا امتدت لتسعد الآلاف

احتفلت الكويت باليوم العالمي للمتطوعين في الخامس من ديسمبر، مسلطة الضوء على الدور الحيوي الذي يلعبه المتطوعون في دعم العمل الإنساني والتنموي. وأشاد الدكتور جابر الوندة، مدير عام جمعية النجاة الخيرية، بجهود أبناء الكويت في هذا المجال، مؤكداً أهمية مشاركتهم في خدمة المجتمع على المستويين المحلي والدولي. ويأتي هذا التقدير في ظل تزايد الحاجة إلى العمل التطوعي لمواجهة التحديات الإنسانية المتزايدة.
وتشهد الكويت، وفقًا لتقارير وزارة الشؤون الاجتماعية، ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد المتطوعين والمنظمات غير الربحية التي تعتمد على العمل التطوعي. وقد أطلقت العديد من المبادرات خلال العام الحالي لدعم هذه الجهود، بما في ذلك حملات لجمع التبرعات وتقديم المساعدات للمحتاجين، بالإضافة إلى برامج تدريبية لتأهيل المتطوعين.
أهمية العمل التطوعي ودور المتطوعين في الكويت
يعتبر العمل التطوعي ركيزة أساسية من ركائز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في أي مجتمع. فهو يعزز قيم التكافل والتعاون، ويساهم في بناء مجتمع أكثر تماسكًا وقدرة على مواجهة التحديات. بالإضافة إلى ذلك، يوفر العمل التطوعي فرصًا للشباب لاكتساب الخبرات والمهارات الجديدة، وتطوير قدراتهم القيادية.
مساهمات جمعية النجاة الخيرية
أكد الدكتور الوندة أن شباب الكويت أثبتوا قدرتهم على المبادرة والتميز من خلال مشاركتهم الفاعلة في حملات النجاة الخيرية التعليمية والاجتماعية والإغاثية والطبية والتنموية. وقد ساهمت هذه الجهود في التخفيف من معاناة ملايين المستفيدين حول العالم، وفقًا لبيانات الجمعية. وتشمل مشاريع النجاة الخيرية بناء المدارس والمستشفيات، وتوفير الغذاء والدواء، ودعم الأسر المحتاجة.
وأضاف أن التطوع يمثل فضيلة عظيمة وخلقًا إسلاميًا رفيعًا يعكس قيم الرحمة والتعاون والتكافل التي حث عليها الدين الإسلامي. ويعتبر العمل التطوعي وسيلة فعالة لتعزيز الأمن الاجتماعي، وتسهم في بناء مجتمع واعٍ قادر على العطاء والإنتاج.
تحديات تواجه العمل التطوعي
على الرغم من الأهمية المتزايدة للعمل التطوعي، إلا أنه يواجه بعض التحديات في الكويت. وتشمل هذه التحديات نقص الموارد المالية والبشرية، وعدم وجود قاعدة بيانات شاملة للمتطوعين، وصعوبة التنسيق بين مختلف المنظمات غير الربحية.
ومع ذلك، تعمل وزارة الشؤون الاجتماعية على تطوير استراتيجيات جديدة للتغلب على هذه التحديات، بما في ذلك توفير الدعم المالي والتدريب للمنظمات غير الربحية، وإنشاء قاعدة بيانات للمتطوعين، وتعزيز التنسيق بين مختلف الجهات المعنية. كما تسعى الوزارة إلى تشجيع القطاع الخاص على دعم العمل التطوعي من خلال تقديم الحوافز الضريبية للشركات التي تساهم في هذا المجال.
بالإضافة إلى ذلك، يشير خبراء في مجال العمل الإنساني إلى أهمية توعية المجتمع بأهمية التطوع وتشجيع الأفراد على تخصيص جزء من وقتهم وجهدهم للمشاركة في الأعمال التطوعية. ويعتبر استخدام وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي من الأدوات الفعالة لنشر الوعي وتشجيع المشاركة.
مستقبل العمل التطوعي في الكويت
من المتوقع أن يشهد العمل التطوعي في الكويت نموًا مستمرًا في السنوات القادمة، وذلك في ظل تزايد الوعي بأهميته وتزايد الحاجة إلى العمل الإنساني. وتخطط وزارة الشؤون الاجتماعية لإطلاق مبادرات جديدة في عام 2024 لدعم العمل التطوعي، بما في ذلك إنشاء مركز وطني للتطوع وتطوير برنامج وطني لتأهيل المتطوعين.
ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات التي يجب معالجتها لضمان استدامة العمل التطوعي في الكويت. ويشمل ذلك توفير التمويل الكافي للمنظمات غير الربحية، وتطوير آليات فعالة لتقييم أثر العمل التطوعي، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وستراقب الجهات المعنية عن كثب تنفيذ المبادرات الجديدة وتقييم أثرها على أرض الواقع. كما سيتم إجراء دراسات لتقييم احتياجات المتطوعين والمنظمات غير الربحية، وتحديد المجالات التي تحتاج إلى دعم إضافي.





