استقبلت جمعية الهلال الأحمر الكويتية أمس وفداً رفيع المستوى من صندوق تمكين القدس، في إطار الجهود المستمرة لتقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني. يأتي هذا اللقاء بعد إتمام الجمعية إرسال 400 طن من المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة، ضمن حملة “فزعة لغزة” التي تهدف إلى التخفيف من الأوضاع الصعبة التي يمر بها الفلسطينيون. وتعد هذه المبادرة جزءاً من الجسر الجوي الكويتي الذي يواصل إرسال الإمدادات الضرورية إلى غزة.
ضم الوفد من صندوق تمكين القدس نائب رئيس مجلس أمناء الصندوق منيب المصري، ورئيس جامعة القدس عماد أبوكشك، ومدير الصندوق طاهر الديسي. وقد جرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية المقدمة للفلسطينيين، خاصة في ظل الظروف الراهنة. الهدف الرئيسي هو دعم صمود الفلسطينيين وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
حملة “فزعة لغزة” وتأثيرها على الأوضاع الإنسانية في فلسطين
تأتي حملة “فزعة لغزة” استجابة للوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، والذي تفاقم بسبب القيود المفروضة على حركة الأشخاص والبضائع. وتشير التقارير إلى أن غالبية سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الغذائية والطبية. وقد أطلقت جمعية الهلال الأحمر الحملة بهدف جمع التبرعات وتوفير المساعدات العاجلة للفلسطينيين.
تفاصيل المساعدات المقدمة
بلغت كمية المساعدات الغذائية التي قدمتها جمعية الهلال الأحمر 400 طن، وتم إرسالها عبر 19 طائرة شحن كجزء من الجسر الجوي الكويتي. وتشمل هذه المساعدات المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والسكر والدقيق والزيت، بالإضافة إلى المواد الغذائية الخاصة بالأطفال والمرضى. وتهدف هذه المساعدات إلى توفير الأمن الغذائي للفلسطينيين في غزة.
صرح رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر، خالد المغامس، بأن هذه المبادرة تجسد النهج الإنساني الراسخ لدولة الكويت، قيادة وحكومة وشعباً، في مساندة الشعب الفلسطيني. وأضاف أن الكويت حريصة على تقديم الدعم اللازم للفلسطينيين للتخفيف من معاناتهم وتحسين أوضاعهم المعيشية. وتعتبر الكويت من أبرز الدول المانحة للفلسطينيين.
بالإضافة إلى المساعدات الغذائية، تقدم الكويت دعماً مالياً للفلسطينيين من خلال صندوق تمكين القدس، الذي يهدف إلى دعم المشاريع التنموية في القدس الشرقية. ويعمل الصندوق على تحسين البنية التحتية في القدس، ودعم التعليم والصحة، وتعزيز صمود الفلسطينيين في المدينة. وتشمل المشاريع التي يدعمها الصندوق ترميم المباني التاريخية، وتوفير المنح الدراسية للطلاب الفلسطينيين، ودعم المستشفيات والعيادات.
الوضع في غزة يثير قلقاً دولياً متزايداً، حيث تشير التقارير إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وتدهور الخدمات الأساسية. وتدعو المنظمات الدولية إلى رفع الحصار المفروض على غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل حر وسهل. كما تطالب ببدء عملية سياسية جادة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
من جهته، أعرب الوفد من صندوق تمكين القدس عن تقديره العميق لدعم الكويت للشعب الفلسطيني، مثمناً جهود جمعية الهلال الأحمر في تقديم المساعدات الإنسانية. وأكدوا على أهمية استمرار التعاون بين الجانبين لمواجهة التحديات التي تواجه الفلسطينيين. وشددوا على أن دعم الكويت يلعب دوراً حيوياً في تعزيز صمود الفلسطينيين وحماية حقوقهم.
تعتبر زيارة الوفد من صندوق تمكين القدس إلى جمعية الهلال الأحمر الكويتية خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع نطاق التعاون في المجال الإنساني. وتأتي في سياق الجهود الكويتية المستمرة لدعم القضية الفلسطينية، والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني. وتشمل هذه الجهود تقديم المساعدات المالية والإنسانية، والضغط على المجتمع الدولي للتحرك لحل الصراع.
من المتوقع أن تستمر جمعية الهلال الأحمر الكويتية في إرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بالتعاون مع صندوق تمكين القدس والجهات المانحة الأخرى. وتعتمد خطط المساعدات المستقبلية على تقييم الاحتياجات المتغيرة للفلسطينيين، وعلى توفر التمويل اللازم. ويجب مراقبة تطورات الوضع الإنساني في غزة، والتحلي بالمرونة في الاستجابة للاحتياجات الطارئة.
في الختام، يمثل الدعم الكويتي للفلسطينيين، سواء من خلال جمعية الهلال الأحمر أو صندوق تمكين القدس، جزءاً من التزام تاريخي بدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. ومع استمرار التحديات، من الضروري الحفاظ على هذا الدعم وتعزيزه، لضمان حصول الفلسطينيين على المساعدة التي يحتاجونها للعيش بكرامة وأمن. وستستمر الجهود في تقييم الوضع وتحديد الاحتياجات المستقبلية لتقديم أفضل دعم ممكن.
