اليونيسيف: مقتل طفلين يوميا في غزة منذ بدء وقف إطلاق النار

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) عن ارتفاع عدد الأطفال الذين قُتلوا في قطاع غزة إلى 67 منذ بدء تطبيق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025. هذا العدد المرتفع يثير قلقًا بالغًا بشأن حماية الأطفال في غزة، ويؤكد على استمرار المخاطر التي تواجههم رغم الهدنة الحالية. البيانات تشير إلى أن طفلين على الأقل يُقتلان يوميًا.
وقال المتحدث باسم اليونيسيف، ريكاردو بيريس، إن عدداً كبيراً من الأطفال أيضاً قد أصيبوا خلال نفس الفترة. يأتي هذا الإعلان في وقت تواصل فيه وزارة الصحة في غزة الإبلاغ عن ارتفاع عدد الضحايا الإجماليين، مما يزيد من الضغط الدولي لضمان سلامة المدنيين.
الوضع المأساوي للأطفال في غزة
تأتي هذه الأرقام في سياق حرب مستمرة أثرت بشكل كارثي على جميع جوانب الحياة في قطاع غزة. وفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية، فقد ارتفع إجمالي عدد القتلى منذ بدء العمليات العسكرية في أكتوبر 2023 إلى حوالي 69,546 شخصًا، مع إصابة أكثر من 170,833 آخرين. تشير التقديرات إلى أن غالبية الضحايا هم من النساء والأطفال.
أشار المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى أن أكثر من 20 ألف طفل استشهدوا خلال هذه الفترة. وتظهر الإحصائيات بالأرقام مدى الفتك الذي لحق بالفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع الفلسطيني. كما ذكر المكتب أن 1015 طفلاً من بين الضحايا كانوا دون سن الواحدة، بالإضافة إلى أكثر من 450 رضيعًا ولدوا ثم استشهدوا خلال الحرب.
تحديات إضافية تواجه الطفولة
بالإضافة إلى القتل والإصابات، يواجه الأطفال في غزة تحديات هائلة أخرى. تشير المعطيات إلى أن أكثر من 650 ألف طفل يواجهون خطر المجاعة، وهو ما يهدد مستقبلهم وصحتهم. فشل الوصول إلى الغذاء بشكل كافٍ يعرض الأطفال لخطر سوء التغذية المزمن والأمراض.
يعاني آلاف الأطفال أيضًا من الحاجة إلى إجلاء طبي عاجل لتلقي العلاج اللازم للجروح والأمراض. ومع ذلك، فإن القيود المفروضة على حركة الأشخاص والبضائع تعيق وصولهم إلى الرعاية الصحية الضرورية. يضاف إلى ذلك وجود عشرات الآلاف من الأطفال الأيتام الذين يعيشون في ظروف مأساوية وسط دمار شامل. هذا الوضع يتطلب استجابة إنسانية عاجلة وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهذه الفئة الضعيفة.
وقد وصفت المنظمات الدولية الوضع في غزة بأنه “كارثة إنسانية” تتطلب تدخلاً فورياً. وتدعو هذه المنظمات إلى احترام القانون الدولي وحماية المدنيين، وخاصة الأطفال، في جميع الأوقات. إضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى انتهاكات صارخة لحقوق الطفل، بما في ذلك استخدامهم كدروع بشرية وتعريضهم للخطر الشديد.
ينصب التركيز الآن على الضغط المستمر لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة، وتحسين شروط المعيشة للأطفال والعائلات المتضررة. هناك حاجة ماسة إلى توفير الغذاء والدواء والمأوى والخدمات الأساسية الأخرى لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة. حماية الأطفال يجب أن تكون أولوية قصوى.
مع ذلك، يبقى مستقبل الوضع في غزة غير مؤكد. يعتمد استمرار وقف إطلاق النار على المفاوضات الجارية بين الأطراف المعنية، وهناك خطر دائم من تجدد العنف. يجب على المجتمع الدولي أن يراقب الوضع عن كثب وأن يتخذ الإجراءات اللازمة لضمان حماية حقوق الإنسان ووقف إراقة الدماء. من المهم أيضًا متابعة جهود إعادة الإعمار وتقديم الدعم اللازم لإعادة بناء البنية التحتية المتضررة وتوفير فرص جديدة للأطفال والشباب.
في الأسابيع القادمة، من المتوقع أن تستمر اليونيسيف والمنظمات الأخرى في تقديم المساعدات الإنسانية ورصد الوضع على الأرض. سيتم التركيز بشكل خاص على تقييم الاحتياجات المتزايدة للأطفال وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي اللازم لهم. ستكون المفاوضات الرامية إلى تحقيق سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين حاسمة في تحديد مستقبل الوضع الإنساني في غزة.





