Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

بابا الفاتيكان يدعو إلى السلام في لبنان

زار البابا ليو الرابع عشر اليوم الاثنين، ضريح القديس مار شربل في بلدة عنايا بقضاء جبيل شمالي بيروت، في إطار زيارته التاريخية إلى لبنان التي تهدف إلى دعم السلام والاستقرار في البلاد والمنطقة. وتأتي هذه الزيارة في وقت حرج يواجه فيه لبنان تحديات اقتصادية وسياسية وأمنية كبيرة، بالإضافة إلى تصعيد التوترات الإقليمية. الزيارة تحمل رسالة أمل للشعب اللبناني.

وصل البابا وسط استقبال حافل من قبل السلطات اللبنانية والشعب، حيث رافقه الرئيس جوزيف عون والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. وقد تجول البابا في الدير، وصلّى في ضريح القديس شربل، وأضاء شمعة من روما، معرباً عن تضرعه من أجل السلام في لبنان والعالم.

أهمية زيارة البابا لـلبنان في ظل الأزمات

تكتسب زيارة البابا أهمية خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها لبنان منذ عام 2019، والتي أدت إلى انهيار الليرة اللبنانية، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وتدهور الخدمات الأساسية. يهدف تواجد البابا إلى تسليط الضوء على معاناة الشعب اللبناني وحث المجتمع الدولي على تقديم المساعدة اللازمة.

بالإضافة إلى ذلك، تأتي الزيارة في سياق التوترات السياسية والأمنية المتصاعدة في المنطقة، وخاصة على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل. ودعا البابا إلى الحوار والمحادثات من أجل تحقيق السلام الدائم، مؤكداً أن السلام لا يمكن أن يتحقق بدون التفاهم المتبادل والاحترام.

رسالة السلام والتضامن

ألقى البابا كلمة باللغة الفرنسية، أكد فيها على أهمية الإيمان والصلاة في مواجهة التحديات. وشدد على ضرورة التمسك بالقيم الروحية والأخلاقية التي تدعو إلى المحبة والتسامح والعدالة. كما دعا إلى الوحدة الوطنية بين اللبنانيين، ورفض التعصب والكراهية.

وقد نقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام عن البابا قوله: “نطلب السلام للعالم، ونتضرع إليه، خاصة من أجل لبنان وكل المشرق. ونذكّر بأنه لا سلام من دون محادثات وحوار”. هذا البيان يعكس رؤية الفاتيكان لحل النزاعات من خلال الدبلوماسية والحوار البناء. بالإضافة إلى ذلك، أشاد البابا بدور القديس شربل في نشر السلام والمحبة بين الناس.

الهدايا والتبادل الثقافي

خلال زيارته لدير مار مارون في عنايا، تبادل البابا الهدايا مع السلطات الدينية اللبنانية. وقدم دير مار مارون للبابا أول طبعة للمزامير الصادرة عام 1610 من دير مار أنطونيوس قزحيا، بالإضافة إلى سراج يدوي للقديس شربل يحوي ذخائره، وشمع عسلي صنعه الرهبان ويحمل الشعار البابوي. هذه الهدايا تعكس تاريخ لبنان الثقافي والديني الغني.

تعد هذه الزيارة بمثابة دعم معنوي كبير للشعب اللبناني. وتعتبر فرصة لتعزيز العلاقات بين الفاتيكان ولبنان، وتوسيع التعاون في مختلف المجالات، وخاصة في المجالات الإنسانية والاجتماعية. وتؤكد على أهمية دور لبنان كرسالة محبة وتسامح في المنطقة. وسيزور البابا أيضاً مزار سيدة لبنان في حريصا خلال زيارته التي تستمر حتى الثلاثاء.

من المتوقع أن يلتقي البابا ليو الرابع عشر غداً الثلاثاء بشخصيات دينية وسياسية لبنانية أخرى، وأن يلقي كلمة في تجمع شعبي كبير في مزار سيدة لبنان في حريصا. سيبقى الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان محور الاهتمام، وستتابع الأوساط الدولية عن كثب تطورات الوضع بعد هذه الزيارة، مع التركيز على أي مبادرات جديدة لتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار. الوضع الأمني على الحدود الجنوبية سيظل أيضاً عاملاً حاسماً في تحديد مستقبل لبنان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى