بالفيديو.. السفير الفرنسي: للكويت دور إقليمي إيجابي في دعم الاستقرار والحوار ورفض استخدام القوة

أسامة دياب
أشاد السفير الفرنسي لدى البلاد أوليفييه غوفان بمتانة العلاقات الثنائية التي تجمع بين فرنسا والكويت، واصفا إياها بـ«المتميزة»، مؤكدا حرص الجانبين على تعزيز أوجه التعاون في شتى القطاعات.
جاء ذلك خلال تصريحاته للصحافيين على هامش الندوة التي استضافها في مقر إقامته مساء أول من أمس تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي.. محفز لنجاح المرأة»، التي جمعت نخبة من المتحدثين والضيوف من مختلف القطاعات، بهدف تسليط الضوء على الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي، وإبراز إسهامات المرأة في توجيه تطبيقاته بمجالات التمويل والموضة والاستثمار.
واستذكر غوفان زيارة وزير الخارجية الفرنسي للكويت بتاريخ 24 أبريل الماضي، لافتا إلى توجيه الرئيس إيمانويل ماكرون دعوة رسمية لصاحب السمو الأمير لزيارة فرنسا هذا العام، معربا عن أمله في أن تتم الزيارة قريبا.
وأكد السفير وجود تعاون وثيق بين البلدين في عدة مجالات، مشيرا إلى القمة التي انعقدت في باريس قبل شهرين حول الذكاء الاصطناعي، والتي شهدت مشاركة وفود كويتية بارزة. وأضاف «أنهينا قبل يومين بعثة أثرية ناجحة للغاية، ما يعكس عمق التعاون في هذا المجال، فضلا عن التعاون في مجالات التعليم، العلوم، القانون، والثقافة».
التعاون الدفاعي والأمني
وحول التعاون العسكري والأمني، قال غوفان «نحن محظوظون بوجود قاعدة صلبة نبني عليها، فقد وقف البلدان جنبا إلى جنب خلال حرب التحرير، ما أرسى أساسا قويا للتعاون الدفاعي»، مشيرا إلى تنفيذ مناورات عسكرية مشتركة في الكويت قبل أسابيع قليلة، وتبادل الزيارات، فضلا عن إرسال قوات كويتية للتدريب في فرنسا وتعلم اللغة الفرنسية.
وأوضح أنه لا توجد صفقات أو عقود عسكرية جديدة حاليا، غير أنه أشار إلى الصفقة التي أبرمت سابقا لتوريد 30 مروحية فرنسية من طراز «كاراكال»، والتي أصبحت الآن ضمن الأسطول الكويتي، واصفا إياها بأنها محطة مهمة في العلاقات الثنائية.
وفيما يتعلق بدور الكويت الإقليمي، أشاد غوفان بالدور الإيجابي الذي تلعبه في دعم الاستقرار، مؤكدا أن مواقف الكويت تتقاطع مع الموقف الفرنسي، خاصة فيما يتعلق بالتمسك بالقانون الدولي، والدعوة إلى الحوار ورفض استخدام القوة.
وعن قمة بغداد، اعتبرها السفير الفرنسي خطوة مهمة لتعزيز الحوار في المنطقة، لافتا إلى أهمية البناء على نتائجها، ولاسيما في ظل الأزمات الدولية الراهنة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي أكد أنها تحظى بأولوية لدى فرنسا وحلفائها.
وفي هذا السياق «أعلن عن عقد مؤتمر دولي مرتقب في نيويورك في يونيو بشأن تنفيذ حل الدولتين» يتم تنظيمه في إطار الأمم المتحدة وتشارك في الرئاسة كل من المملكة العربية السعودية وفرنسا وذلك لإحياء المسار السياسي، مضيفا أن المؤتمر يعقد على مستوى رفيع بمشاركة الرئيس ماكرون.
وأضاف «نحن بحاجة ملحة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تعبئة دولية حقيقية لمواجهة ما يجري في غزة وفلسطين».
العقوبات على سورية
وعن موقف بلاده من سورية، أوضح السفير أن فرنسا ركزت منذ البداية على دعم الشعب السوري، وليس النظام أو أي فصيل، مؤكدا التزام باريس بدفع عملية انتقال سياسي شامل وسلمي. وأشار إلى دعوة القائد الجديد لسورية إلى باريس مؤخرا، في إطار سعي فرنسا لضمان إدراج أولوياتها ضمن أي تسوية سياسية مستقبلية.
وفيما يتعلق بالتأشيرات، كشف غوفان عن أن القنصلية الفرنسية تعالج نحو 250 طلب تأشيرة يوميا، بجهود فريق عمل صغير لكنه نشط، مشيرا إلى أن مدة الانتظار للحصول على موعد تبلغ حاليا نحو شهر، وهو تحسن ملحوظ مقارنة بالسنوات السابقة، داعيا الراغبين في السفر إلى فرنسا إلى التخطيط المبكر وحجز المواعيد مسبقا، خاصة في موسم الصيف الذي يشهد إقبالا كثيفا.
أما بشأن الأرقام، فأوضح أن عام 2024 شهد إصدار نحو 36 ألف تأشيرة للكويتيين، مقارنة بـ42 ألف تأشيرة في عام 2023.
وفي الشأن التجاري، أكد السفير استمرار التعاون مع الشركاء الكويتيين، لافتا إلى زيارته الأخيرة لمدينة تولوز الفرنسية برفقة وفد كويتي لحضور مراسم تسليم طائرة «Airbus A321 néo» الجديدة للخطوط الجوية الكويتية، مشيدا بعلاقة الشراكة الممتدة بين «إيرباص» والكويت الى أكثر من 40 عاما.
الذكاء الاصطناعي وتمكين المرأة
وبمناسبة استضافة الندوة حول الذكاء الاصطناعي، أكد غوفان التزام بلاده بتعزيز التعاون التكنولوجي والأخلاقي مع الكويت، مشيدا بالمشاركة المتميزة لوزير الاتصالات الكويتي في قمة الذكاء الاصطناعي التي عقدت في باريس في وقت سابق من هذا العام، والتي قال إنها «تؤكد اهتمام الكويت بالقضايا الاستراتيجية المتعلقة بالتقنيات الناشئة».
وبمناسبة يوم المرأة الكويتية، والذي صادف 16 مايو، وجه السفير تحية تقدير وإجلال للنساء الكويتيات، مشيدا بما حققنه من إنجازات ملموسة في مختلف الميادين، مؤكدا أن اللقاء يمثل فرصة للاحتفاء بمساهماتهن وتسليط الضوء على دورهن الحيوي في صياغة مستقبل الابتكار، لاسيما في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تعد قيم الشمول والتنوع ركائز أساسية لتحقيق تنمية مستدامة ومسؤولة.