احتفلت كنيسة الروم الأرثوذكس في الكويت بـعيد الميلاد المجيد، في أمسية موسيقية مميزة برعاية مطران بغداد والكويت وتوابعهما لطائفة الروم الأرثوذكس المتروبوليت غطاس هزيم. ضم الحفل حضوراً واسعاً من الشخصيات الدينية والدبلوماسية، بالإضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني، في تعبير عن الوحدة والتسامح خلال هذه المناسبة الدينية الهامة.
احتفالات عيد الميلاد في الكويت: رسالة سلام ومحبة
أقيم الاحتفال في كنيسة الروم الأرثوذكس، وشهد تقديم ريسيتال ميلادي فريد من نوعه، بقيادة المايسترو عمر الرحباني وفرقة القديس يوحنا المعمدان الكشفي. تضمنت الأمسية عزفاً لمجموعة من الترانيم الميلادية، بما في ذلك معزوفات من أعمال الموسيقار الراحل زياد الرحباني، والتي أضفت جواً روحانياً عميقاً على الحفل. يهدف هذا الاحتفال إلى إبراز المعنى الروحي لـعيد الميلاد، وتعزيز قيم السلام والمحبة والتسامح في المجتمع.
أهمية عيد الميلاد في السياق الديني والاجتماعي
أكد المتروبوليت غطاس هزيم في كلمته خلال الحفل أن عيد الميلاد يمثل دعوة للسلام الداخلي وأن يكون كل فرد نوراً في حياة الآخرين. وأضاف أن هذا العيد هو بداية جديدة وفرصة لتجديد الإيمان والعيش بروح المحبة التي بشر بها السيد المسيح عليه السلام. يُعد عيد الميلاد من أهم الأعياد المسيحية، حيث يحتفل المسيحيون بميلاد يسوع المسيح، ويعتبرونه رمزاً للأمل والخلاص.
تخلل الحفل تهنئة خاصة لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد بمناسبة الذكرى الثانية لتولي سموه مقاليد الحكم، مع الدعاء له بالصحة والعافية والتوفيق في قيادة البلاد نحو التقدم والازدهار. كما أعربت ريما الخالدي، زوجة السفير الفلسطيني في الكويت، عن تقديرها لفوج القديس يوحنا المعمدان الكشفي لمشاركته في حفل عشاء مجموعة المرأة الدولية، مشيرة إلى أن هذه المناسبة تحمل رسالة محبة وسلام من فلسطين، مهد الديانات والأنبياء.
دور الموسيقى في تعزيز أجواء عيد الميلاد
أشار قائد الفرقة الموسيقية عمر الرحباني إلى أن الموسيقى هي لغة عالمية تجمع الناس وتعبر عن المشاعر الإنسانية النبيلة. وأضاف أن الأمسية الميلادية هي فرصة لإحياء التراث الموسيقي للأجيال القادمة، ونقل رسالة التجدد والأمل التي يحملها عيد الميلاد. تعتبر الموسيقى جزءاً لا يتجزأ من احتفالات عيد الميلاد، حيث تضفي جواً من البهجة والروحانية على الأجواء الاحتفالية.
وشدد الرحباني على أهمية دعم الفن والرسالة الفنية، مثنياً على دعم المتروبوليت غطاس هزيم وإيمانه الراسخ بالفن. كما أعرب عن شكره للكويت قيادة وشعباً على كرم الضيافة واحتضان الجميع. تعد الكويت من الدول التي تشجع على التنوع الديني والثقافي، وتوفر بيئة آمنة ومستقرة لجميع المقيمين.
من المتوقع أن تستمر الكنائس في الكويت في تنظيم فعاليات واحتفالات بمناسبة عيد الميلاد خلال الأيام القادمة، بهدف نشر رسالة السلام والمحبة في المجتمع. وستركز هذه الفعاليات على تعزيز قيم التسامح والتعايش بين مختلف الأديان والثقافات. يبقى التحدي في الحفاظ على هذه الروح الاحتفالية وتعزيزها في ظل الظروف الإقليمية والعالمية المتغيرة.
