Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
صحة وجمال

تحقيق دولي يتهم شركة “نستله” بتعريض صحة أطفال مصر وإفريقيا للخطر.. ما التفاصيل؟

كشف تحقيق دولي عن استمرار شركة نستله في إضافة السكر إلى أغذية الرضع من نوع “سيريلاك” المباعة في العديد من الدول الإفريقية، بما في ذلك مصر، مما أثار جدلاً واسعاً حول معايير الصحة والسلامة الغذائية. التحقيق، الذي أجرته منظمة “بابليك آي” السويسرية، سلط الضوء على تفاوت في تركيبات المنتجات بين الأسواق الغنية والفقيرة، ويثير تساؤلات حول تأثير هذه الممارسات على صحة الأطفال في القارة الإفريقية.

النتائج الأولية للتحقيق، التي نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية، تشير إلى أن أكثر من 90% من عينات “سيريلاك” التي تم تحليلها تحتوي على سكريات مضافة، بمتوسط 6 غرامات من السكر لكل حصة. هذا الأمر يثير قلقاً متزايداً في ظل ارتفاع معدلات السمنة بين الأطفال في إفريقيا، حيث تحذر منظمة الصحة العالمية من إضافة السكر إلى أغذية الأطفال دون سن الثالثة.

اتهامات بـ “معايير مزدوجة” في منتجات أغذية الرضع “سيريلاك”

يتهم المنتقدون شركة نستله باتباع “معايير مزدوجة” في جودة منتجاتها، حيث أن تركيبات “سيريلاك” المباعة في الأسواق الإفريقية تحتوي على كميات أكبر من السكر مقارنة بتلك المتوفرة في الأسواق الأوروبية والأمريكية. هذا التفاوت يثير تساؤلات حول أولويات الشركة، وما إذا كانت صحة الأطفال في إفريقيا تحظى بنفس القدر من الاهتمام.

نتائج التحقيق وتفاصيل السكر المضاف

قام باحثو “بابليك آي” بتحليل 94 عينة من “سيريلاك” من ستة دول إفريقية، بالإضافة إلى مصر. أظهرت التحاليل أن منتجات مصر ومدغشقر وجنوب إفريقيا ومالاوي ونيجيريا تحتوي على 5 غرامات من السكر لكل حصة، بينما تحتوي المنتجات المباعة في كينيا على 7.5 غرام. هذه الكميات تتجاوز التوصيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بشأن الحد من السكر في أغذية الرضع.

وفقاً للتحقيق، تستخدم نستله السكر لتحسين مذاق “سيريلاك” لجعلها أكثر جاذبية للأطفال. ومع ذلك، يرى خبراء التغذية أن هذه الممارسة قد تؤدي إلى تشكيل تفضيلات غذائية غير صحية لدى الأطفال في وقت مبكر من حياتهم، مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة والأمراض المزمنة في المستقبل.

ردت نستله على هذه الاتهامات بالقول إنها تلتزم باللوائح الوطنية في كل دولة تبيع فيها منتجاتها، وأن إضافة السكر ضرورية لضمان تقبل الأطفال للطعام. كما أكدت الشركة أنها بدأت بالفعل في طرح أصناف من “سيريلاك” خالية من السكر المضاف في بعض الأسواق، مثل الهند، وتخطط لتوسيع نطاق هذه المنتجات لتشمل الأسواق الإفريقية.

تأثير السكر المضاف على صحة الأطفال

يشير خبراء الصحة إلى أن الاستهلاك المفرط للسكر في مرحلة الطفولة المبكرة يمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك تسوس الأسنان، وزيادة الوزن، وارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري في وقت لاحق من الحياة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر السكر على نمو الدماغ وتطور الطفل.

تعتبر السمنة المتزايدة بين الأطفال في إفريقيا تحدياً صحياً كبيراً، حيث تشير الإحصائيات إلى أن عدد الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة يتزايد بسرعة في القارة. هذا الأمر يزيد من أهمية معالجة قضية السكر المضاف في أغذية الرضع، واتخاذ خطوات لتعزيز التغذية الصحية للأطفال.

في رسالة موجهة إلى الرئيس التنفيذي لشركة نستله، اتهمت 12 منظمة إفريقية الشركة بالمساهمة في “كارثة صحية عامة يمكن تجنبها” من خلال تقديم خيارات أقل صحية للأطفال في إفريقيا. وطالبت المنظمات الشركة بإزالة السكر المضاف من جميع منتجاتها المخصصة للرضع في القارة.

تؤكد نستله التزامها بمعايير “دستور الغذاء” الدولي، مشيرة إلى أن التحدي الرئيسي في إفريقيا هو سوء التغذية وليس السمنة. ومع ذلك، يرى المنتقدون أن هذا التبرير لا يبرر إضافة السكر إلى أغذية الرضع، وأن الشركة تتحمل مسؤولية تقديم منتجات صحية وآمنة لجميع الأطفال، بغض النظر عن مكان إقامتهم.

من المتوقع أن تستمر المناقشات حول هذه القضية في الأسابيع والأشهر القادمة، مع دعوات متزايدة إلى تنظيم أغذية الرضع بشكل أفضل، وضمان حماية صحة الأطفال. من المرجح أن تضغط المنظمات الإفريقية على شركة نستله لاتخاذ إجراءات ملموسة لإزالة السكر المضاف من منتجاتها، وتوفير خيارات صحية للأطفال في القارة. سيراقب المراقبون عن كثب رد فعل الشركة، وما إذا كانت ستستجيب للضغوط المتزايدة، وتلتزم بتقديم منتجات أغذية الرضع عالية الجودة في جميع الأسواق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى