ترامب يحذر إسرائيل من عرقلة الانتقال السياسي في سوريا

جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تحذيره لإسرائيل من أي إجراءات قد تعرقل مسار الاستقرار في سوريا، مع تأكيده على دعمه للحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع. يأتي هذا في ظل تصاعد التوترات بين تل أبيب ودمشق، وتوغلات إسرائيلية متكررة على الأراضي السورية، مما يثير مخاوف بشأن الأمن الإقليمي وعملية إعادة الإعمار في سوريا.
وأكد ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال” رضاه عن أداء الرئيس الشرع، مشيراً إلى أهمية الحفاظ على حوار قوي بين البلدين. ووفقًا لمصادر إعلامية إسرائيلية، تناول مكالمة هاتفية بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه المسألة، مع دعوة نتنياهو لزيارة البيت الأبيض في المستقبل القريب.
التوتر المتصاعد بين إسرائيل و سوريا
تصاعدت التوترات بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة، مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي لعدة توغلات عسكرية داخل الأراضي السورية، خاصة في منطقة القنيطرة. تزامن ذلك مع إطلاق نار على مناطق سكنية، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). تعتبر إسرائيل هذه العمليات ضرورية لحماية أمنها القومي، وتستهدف، وفقًا لبياناتها، عناصر تابعة لـ”تنظيم الجماعة الإسلامية”.
في المقابل، تعتبر الحكومة السورية هذه التوغلات انتهاكًا لسيادتها، وتدعو إلى وقفها فورًا. كما أشارت إلى أن هذه الإجراءات تعرقل عملية الاستقرار وإعادة الإعمار في البلاد، وتزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية.
مخاوف أميركية من التصعيد
أعربت واشنطن عن قلقها المتزايد بشأن التصعيد المحتمل بين إسرائيل وسوريا، وحذرت من أن أي تدخل عسكري قد يؤدي إلى نتائج كارثية على المنطقة. وبحسب ما نقلته قناة أكسيوس، أجريت “محادثات متوترة” بين المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم براك، ومسؤولين إسرائيليين بشأن التوغلات الأخيرة.
تسعى الولايات المتحدة إلى تهدئة الأوضاع، وتشجيع الحوار بين الجانبين، بهدف تجنب المزيد من التصعيد. وذكر مسؤول أميركي للقناة الـ12 الإسرائيلية أن الولايات المتحدة تعتقد أن سلوك إسرائيل قد يضر بجهودها لدفع الجانبين نحو اتفاق أمني.
المساعدات الأمريكية وإعادة الإعمار في سوريا
أشار الرئيس ترامب إلى أن إدارته تعمل على دعم جهود إعادة الإعمار في سوريا، بما في ذلك رفع بعض العقوبات التي كانت مفروضة على البلاد. ومع ذلك، فإن حجم هذه المساعدات لا يزال محدودًا، ويواجه انتقادات من قبل منظمات إغاثية دولية، التي تطالب بزيادة الدعم الإنساني المقدم للشعب السوري.
وتشير التقارير إلى أن عملية إعادة الإعمار في سوريا ستتطلب استثمارات ضخمة، وتعاونًا دوليًا واسع النطاق. بالإضافة إلى ذلك، يجب معالجة القضايا السياسية والأمنية العالقة، قبل أن تتمكن البلاد من تحقيق الاستقرار والازدهار. سوريا تتطلع إلى استعادة مكانتها الإقليمية والدولية، ولكن هذا يتطلب جهودًا متواصلة وتعاونًا بناءً.
وتشكل الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى البيت الأبيض فرصة لمناقشة هذه القضايا بشكل مباشر، والبحث عن حلول دبلوماسية لتجنب المزيد من التصعيد. كما من المتوقع أن تتناول المحادثات ملفات أخرى ذات أهمية مشتركة، مثل مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي. في حال استمرار التوترات، قد تشهد المنطقة تصعيدًا خطيرًا، مما يؤثر سلبًا على الأمن والاستقرار.
من الناحية السياسية والاقتصادية، يتعين مراقبة التطورات المتعلقة بجهود إعادة الإعمار في سوريا، ومدى استجابة المجتمع الدولي لنداءات المساعدة. كما يجب متابعة مسار المفاوضات بين واشنطن ودمشق، وتقييم فرص تحقيق تقدم في العلاقات الثنائية. ومن المتوقع أن تشهد الأيام والأسابيع القادمة تطورات جديدة في هذا الملف، يتطلب الأمر متابعة دقيقة وتحليلًا مستمرًا. الوضع في سوريا لا يزال معقداً، و يتطلب حلاً شاملاً و مستداماً.





