تركيا تعتزم إصدار صكوك بقيمة 4 مليارات دولار لزيادة إنتاج الطاقة

تعتزم شركة النفط التركية الحكومية، تركيا بتروليري إيه أو (Turkiye Petrolleri AO)، إصدار صكوك إسلامية بقيمة تصل إلى 4 مليارات دولار، في خطوة تهدف إلى تمويل توسيع نطاق إنتاج النفط والغاز، سواء داخل تركيا أو في مشاريعها الدولية المتنامية. يمثل هذا الطرح أول إصدار دولي من نوعه للشركة، ويأتي في وقت تشهد فيه تركيا تحسناً في مناخ الاستثمار.
صرح وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار بأن الشركة تستعد لإصدار هذه الصكوك لأجل خمس سنوات، موجّهةً إلى المستثمرين الدوليين بحلول نهاية العام الحالي. وقد أجرت الشركة بالفعل مباحثات تمهيدية مع مستثمرين محتملين في كل من لندن وأبو ظبي ودبي لعرض خططها المالية ومشاريعها المستقبلية.
توقعات إنتاج النفط والغاز في تركيا
تتضمن المشاريع التي سيتم تمويلها من خلال هذه الصكوك، زيادة إنتاج الغاز الطبيعي من حقل ساكاريا في البحر الأسود، وهو أحد أهم مصادر الغاز الطبيعي في تركيا. تهدف الشركة إلى رفع إنتاج هذا الحقل إلى 45 مليون متر مكعب يومياً بحلول عام 2028، مقارنة بـ 9.5 مليون متر مكعب حالياً. يشمل التمويل أيضاً تطوير حقل جبار النفطي في جنوب شرق تركيا.
بالإضافة إلى المشاريع المحلية، تمتلك تركيا بتروليري إيه أو محفظة استثمارات دولية متنامية. وتُجري الشركة حالياً دراسات للتنقيب عن النفط في كل من ليبيا وعُمان وباكستان، بالإضافة إلى عمليات إنتاج قائمة بالفعل في أذربيجان والعراق وروسيا. تُظهر هذه التوسعات طموحات تركيا لتعزيز دورها في سوق الطاقة العالمي.
الأداء المالي للشركة
أفادت الشركة أنها أنتجت 33.7 مليون برميل من النفط و2.2 مليار متر مكعب من الغاز داخل الأراضي التركية في عام 2024. كما ذكرت أنها قامت بإنتاج ما يعادل 39.4 مليون برميل من النفط من مشاريعها الدولية خلال نفس الفترة.
أظهرت البيانات المالية أن الشركة حققت أرباحاً قدرها 15.4 مليار ليرة تركية في العام الماضي، وهو ما يعادل حوالي 390 مليون دولار أمريكي بسعر الصرف في ذلك الوقت. وتشير هذه الأرقام إلى استقرار الأداء المالي للشركة وقدرتها على جذب الاستثمارات.
تأثير بيع الصكوك على الاقتصاد التركي
يأتي إصدار هذه الصكوك الإسلامية في وقت يشهد فيه الاقتصاد التركي تحسناً ملحوظاً، حيث بدأت تكاليف الاقتراض في الانخفاض مع تزايد الثقة في السياسات الاقتصادية للحكومة وتوجهها نحو تبني نهج أكثر تقليدية. وقد أدى ذلك بدوره إلى زيادة في الإصدارات المشابهة من قبل كل من القطاعين العام والخاص في تركيا.
تشهد البنوك الخليجية، على وجه الخصوص، اهتماماً متزايداً بزيادة إقراضها في تركيا، مما يعكس تحسّن العلاقات الاقتصادية بين البلدين. ويتوقع المحللون أن يوفر إصدار الصكوك دفعة إضافية للاقتصاد التركي من خلال جذب رؤوس الأموال الأجنبية وتعزيز الاستثمارات في قطاع الطاقة. يعتبر هذا التمويل بالغ الأهمية لتحقيق أهداف تركيا في مجال أمن الطاقة وتنويع مصادرها.
الجدير بالذكر أن شركة النفط التركية قامت بإنشاء شركة تابعة لها، وهي شركة فارليك كيرالاما، بهدف إدارة عملية إصدار الصكوك وتسهيل الإجراءات المتعلقة بها.
من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه الإيجابي في جذب المزيد من الاستثمارات إلى تركيا، خاصةً في قطاع الطاقة. يبقى من الضروري متابعة التطورات السياسية والاقتصادية في تركيا، بالإضافة إلى أسعار النفط والغاز العالمية، لتقييم التأثير الكامل لهذه الخطوة على المدى الطويل. من بين الأمور التي يجب مراقبتها أيضاً، مدى نجاح الشركة في جذب المستثمرين الدوليين وتوقيع اتفاقيات التمويل النهائية.





