تعليم جدة يقيم الملتقى السنوي للصحة المدرسية

انطلقت اليوم أعمال الملتقى السنوي للصحة المدرسية لعام 1447هـ في محافظة جدة، بمشاركة واسعة من مسؤولي وزارة التعليم والجهات الصحية. يهدف الملتقى، الذي يستمر ثلاثة أيام، إلى تعزيز دور الصحة المدرسية في دعم العملية التعليمية وتحسين صحة الطلاب والطالبات. ويأتي هذا الحدث في إطار جهود المملكة العربية السعودية المستمرة لتطوير القطاع التعليمي والصحي.
حضر افتتاح الملتقى المدير العام للتعليم بمنطقة جدة، منال اللهيبي، ومدير إدارة الشؤون الصحية المدرسية بوزارة التعليم، الدكتور محسن القحطاني، بالإضافة إلى رؤساء أقسام الشؤون الصحية المدرسية في مختلف المناطق وممثلي المستشفيات والمراكز الصحية الخاصة. وقد أكدت اللهيبي على أهمية التكامل بين القطاعين التعليمي والصحي لتحقيق الأهداف المرجوة.
أهمية الصحة المدرسية وتطوير الخدمات
تعتبر الصحة المدرسية جزءًا لا يتجزأ من منظومة التعليم الشاملة، حيث تؤثر بشكل مباشر على قدرة الطلاب على التعلم والتحصيل الدراسي. وفقًا لوزارة التعليم، فإن توفير بيئة مدرسية صحية وآمنة يساهم في تعزيز النمو البدني والعقلي والاجتماعي للطلاب.
محاور الملتقى والبرامج المقدمة
ركز الملتقى في يومه الأول على مجموعة من المحاور الهامة، بما في ذلك برامج التوعية الصحية، وإدارة الحالات المرضية في المدارس، وآليات تطوير الشراكات بين المدارس والمؤسسات الصحية. تضمنت الجلسات المتخصصة أوراقًا علمية قدمها خبراء من وزارة الصحة وإدارات التعليم المختلفة.
تناولت المناقشات أهمية الكشف المبكر عن المشكلات الصحية لدى الطلاب، وتقديم الرعاية الصحية المناسبة لهم، وتوفير بيئة مدرسية داعمة تعزز السلوكيات الصحية الإيجابية. كما تم استعراض أفضل الممارسات في مجال الرعاية الصحية الوقائية في المدارس.
التكامل بين التعليم والصحة
شددت المشاركات على ضرورة تعزيز التكامل بين القطاعين التعليمي والصحي لضمان تقديم خدمات صحية شاملة للطلاب. ويشمل ذلك توفير الكوادر الطبية المؤهلة في المدارس، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة، وتنفيذ برامج التوعية الصحية التي تستهدف الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين.
أكد الدكتور القحطاني على أن وزارة التعليم تعمل بشكل مستمر على تطوير الخدمات الصحية المدرسية، وتوفير الدعم اللازم للمدارس لتنفيذ البرامج الصحية المختلفة. وأضاف أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بتدريب الكوادر التعليمية على الإسعافات الأولية والتعامل مع الحالات الطارئة.
بالإضافة إلى ذلك، ناقش الملتقى دور القطاع الخاص في دعم الصحة المدرسية، من خلال توفير الخدمات الصحية المتخصصة، والمشاركة في برامج التوعية الصحية، وتقديم الدعم المالي للمدارس.
رؤية المملكة 2030 والصحة المدرسية
يأتي هذا الملتقى في سياق تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى بناء جيل واعٍ يتمتع بصحة جيدة وقدرة عالية على التعلم والإنتاج. وتعتبر الصحة المدرسية أحد الركائز الأساسية لتحقيق هذا الهدف، حيث تساهم في بناء جيل صحي قادر على المساهمة في التنمية الوطنية.
وتشير التقارير إلى أن الاستثمار في الصحة المدرسية له عائد اقتصادي واجتماعي كبير، حيث يساهم في تقليل الأمراض المزمنة، وتحسين الإنتاجية، وزيادة جودة الحياة. التوعية الصحية تلعب دورًا حيويًا في هذا السياق.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تواجه تطوير الصحة المدرسية في المملكة، مثل نقص الكوادر الطبية المؤهلة، وعدم كفاية الموارد المالية، وضعف التنسيق بين القطاعين التعليمي والصحي. يتطلب التغلب على هذه التحديات تضافر الجهود من جميع الأطراف المعنية.
من المتوقع أن يختتم الملتقى أعماله بإصدار مجموعة من التوصيات الهادفة إلى تعزيز جودة الخدمات الصحية المدرسية وتطوير آليات المتابعة والتنفيذ داخل المدارس. سيتم تقديم هذه التوصيات إلى وزارة التعليم والجهات الصحية المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذها. ومن المقرر أن يتم تقييم أثر هذه التوصيات خلال العام القادم، مع التركيز على مؤشرات الأداء الرئيسية المتعلقة بصحة الطلاب.