حصلت الدكتورة هبة السويدي، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة ومستشفى أهل مصر لعلاج الحروق، على جائزة الأم تريزا العالمية للسلام والمساواة والعدالة الاجتماعية. هذا التكريم، الذي قدمته مؤسسة “هارموني” الدولية، يأتي تقديرًا لمسيرتها الإنسانية وجهودها المتميزة في تقديم علاج الحروق بالمجان، مما يجعلها أول سعودية تحصل على هذه الجائزة المرموقة.
تم تسليم الجائزة للدكتورة السويدي في حفل أقيم في الهند، تحت عنوان “سفراء الإنسانية”، بحضور شخصيات بارزة وناشطين في مجال العمل الإنساني من مختلف أنحاء العالم. هذا الحدث يسلط الضوء على أهمية العمل الخيري والتفاني في خدمة المجتمعات الأكثر احتياجًا، ويؤكد على الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في دعم المبادرات الإنسانية الدولية.
الدكتورة هبة السويدي: رائدة في مجال علاج الحروق
تعتبر الدكتورة هبة السويدي من الشخصيات البارزة التي كرست جهودها لمعالجة قضية علاج الحروق في مصر والمنطقة العربية. وقد لاحظت نقصًا حادًا في الخدمات المتخصصة لعلاج الحروق، خاصةً بين الفئات الأكثر ضعفًا، مما دفعها إلى تأسيس مؤسسة أهل مصر ومستشفى متخصص لعلاج الحروق.
تأسيس مستشفى أهل مصر
أُسس مستشفى أهل مصر كأول مستشفى متخصص يقدم خدمات علاج الحروق مجانًا في مصر. يهدف المستشفى إلى توفير رعاية صحية شاملة ومتكاملة لمرضى الحروق، بدءًا من الإسعافات الأولية وصولًا إلى الجراحة وإعادة التأهيل. وقد أصبح المستشفى نموذجًا يحتذى به في تقديم الرعاية الصحية المستدامة والمتاحة للجميع.
تأسست مؤسسة أهل مصر في عام 2008، وبدأت بتقديم خدمات الإسعافات الأولية والرعاية الطبية الطارئة لمرضى الحروق. ثم تطورت المؤسسة لتشمل إنشاء المستشفى المتخصص، وتوسيع نطاق الخدمات لتشمل الوقاية من الحروق والتوعية بمخاطرها. وتعتمد المؤسسة على التبرعات والجهود التطوعية لتمويل أنشطتها وتقديم خدماتها.
تأتي هذه الجائزة في سياق تقدير عالمي للجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في مجال العمل الإنساني. فالمملكة تعتبر من أكبر الدول المانحة في العالم، وتقدم الدعم والمساعدة للمحتاجين في جميع أنحاء العالم، دون تمييز. وتشمل هذه المساعدات الإغاثة العاجلة، والمشاريع التنموية، والبرامج التعليمية والصحية.
أعربت الدكتورة السويدي عن امتنانها العميق لهذا التكريم، مؤكدةً أنه يمثل اعترافًا عالميًا بأهمية قضية مرضى الحروق. وشددت على أن الجائزة ليست مجرد تقدير شخصي، بل هي تقدير لجهود فريق أهل مصر بأكمله، من أطباء وممرضين ومتطوعين، الذين يعملون بتفانٍ وإخلاص لخدمة المرضى.
وأضافت أن هذا التكريم سيمثل حافزًا لمواصلة التوسع في تقديم خدمات علاج الحروق المتقدمة، وتطوير المستشفى، وزيادة عدد المرضى الذين يستفيدون من خدماته. كما أكدت على أهمية التعاون مع المؤسسات والمنظمات الدولية لتبادل الخبرات والمعرفة، وتحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة لمرضى الحروق.
تعتبر قضية الحروق من القضايا الصحية الهامة التي تتطلب اهتمامًا خاصًا، نظرًا لما تسببه من ألم ومعاناة جسدية ونفسية للمرضى. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يتسبب الحروق في وفاة حوالي 180 ألف شخص كل عام، ويصاب أكثر من 11 مليون شخص بحروق تتطلب العلاج. وتشكل الحروق تحديًا كبيرًا للأنظمة الصحية في العديد من البلدان، خاصةً في البلدان النامية.
بالإضافة إلى علاج الحروق، تركز مؤسسة أهل مصر على برامج الوقاية والتوعية، بهدف تقليل عدد الحوادث التي تؤدي إلى الحروق. وتشمل هذه البرامج توزيع مواد توعوية، وتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية، وتوعية الأطفال وأولياء الأمور بمخاطر الحروق وكيفية الوقاية منها. وتعتبر الوقاية من الحروق من أهم الاستراتيجيات لتقليل العبء على الأنظمة الصحية وتحسين جودة حياة الأفراد.
من المتوقع أن تستمر مؤسسة أهل مصر في التوسع في خدماتها وبرامجها، بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من مرضى الحروق في مصر والمنطقة العربية. وتدرس المؤسسة حاليًا إمكانية إنشاء فروع جديدة للمستشفى في مناطق أخرى، وتطوير خدمات إعادة التأهيل، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى وعائلاتهم. وستعتمد المؤسسة في تحقيق هذه الأهداف على التبرعات والجهود التطوعية، والتعاون مع المؤسسات والمنظمات الدولية.
في المستقبل القريب، من المقرر أن تعلن مؤسسة أهل مصر عن خطط تفصيلية لتوسيع نطاق خدماتها، بما في ذلك تحديد المواقع المحتملة للفروع الجديدة، والميزانية التقديرية للمشاريع الجديدة، والجدول الزمني للتنفيذ. وستراقب الجهات المعنية عن كثب تطورات هذه الخطط، وتقييم تأثيرها على جودة الرعاية الصحية المقدمة لمرضى الحروق في مصر.
