Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخر الاخبار

تورك يحذر من موجة جديدة من “الفظائع” في إقليم كردفان

حذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، من تدهور الوضع الإنساني والحقوقي في السودان، مع تصاعد القتال في إقليم كردفان. وأعرب عن قلقه البالغ إزاء خطر وقوع فظائع جديدة، حيث وثقت المفوضية السامية لحقوق الإنسان مقتل مئات المدنيين منذ سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة بارا في أكتوبر الماضي. هذا التصعيد يفاقم الأزمة الإنسانية القائمة ويهدد بانهيار كامل للخدمات الأساسية.

وتشير التقارير الواردة من المنطقة إلى أن الوضع يتدهور بسرعة، مع انقطاع الاتصالات والإنترنت مما يعيق جهود توثيق الانتهاكات. وتواجه المدن الرئيسية في كردفان، مثل كادقلي والدلنج والأبيض، حصارًا يمنع وصول المساعدات الإنسانية ويؤدي إلى تفاقم الأوضاع المعيشية للسكان. تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.

الوضع في كردفان: تصاعد العنف وتهديد بـ فظائع جماعية

وثقت المفوضية السامية لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 269 مدنيًا في كردفان منذ 25 أكتوبر، نتيجة للقصف الجوي والمدفعي والإعدامات الميدانية. ومع ذلك، يُرجح أن يكون العدد الفعلي للضحايا أعلى بكثير بسبب صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة وقيود الاتصالات. وتشير التقارير إلى وقوع عمليات قتل انتقامية واعتقالات تعسفية واختطاف وعنف جنسي وتجنيد قسري، بما في ذلك للأطفال.

الانتهاكات الموثقة

أفادت المفوضية بتعرض العديد من المدنيين للاحتجاز بتهمة “التعاون” مع الأطراف المتقاتلة، مما يثير مخاوف بشأن استخدام خطاب الكراهية المثير للانقسام. كما وثقت المفوضية حادثتين مروعتين: قصف خيمة عزاء في الأبيض في نوفمبر، مما أسفر عن مقتل 45 شخصًا، وغارة جوية في كاودا أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 48 شخصًا. هذه الحوادث تظهر استهدافًا واضحًا للمدنيين.

بالإضافة إلى ذلك، يواجه الوضع الإنساني في كردفان تدهورًا حادًا، مع تقارير عن مجاعة في كادقلي وخطر المجاعة في الدلنج. تعرقل جميع الأطراف وصول المساعدات الإنسانية وعملياتها، مما يزيد من معاناة السكان. هذه الأزمة الإنسانية تتطلب استجابة عاجلة ومنسقة.

تأثير الصراع على المدنيين وضرورة حماية حقوق الإنسان

يؤكد المفوض السامي لحقوق الإنسان على أن الوضع في كردفان يذكرنا بالأحداث المروعة التي وقعت في الفاشر، حيث شهدت المنطقة انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. ويشدد على ضرورة أن يتحد المجتمع الدولي لإدانة هذه الانتهاكات وضمان حماية المدنيين. إن استمرار القتال يهدد بتقويض أي جهود لتحقيق السلام والاستقرار في السودان.

وتشير التقارير إلى أن القتال العنيف مستمر بلا هوادة في ولايات كردفان الثلاث، مما يعرض للخطر بشكل خاص مدينتي كادقلي والدلنج، اللتان حاصرتهما قوات الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال. كما أن مدينة الأبيض تتعرض لحصار جزئي من قبل قوات الدعم السريع. هذا الحصار يعيق وصول المساعدات الإنسانية ويؤدي إلى تفاقم الأوضاع المعيشية للسكان.

الأزمة في السودان تتطلب تدخلًا دوليًا عاجلاً لضمان حماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة. كما أن هناك حاجة ماسة إلى تحقيق سلام دائم وشامل ينهي الصراع ويضع حدًا للانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان. الوضع الأمني المتدهور يمثل تهديدًا للاستقرار الإقليمي.

وفي الختام، من المتوقع أن يقدم المفوض السامي لحقوق الإنسان تقريرًا مفصلاً إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مارس 2026، يتضمن توصيات بشأن كيفية معالجة الوضع في السودان. ومع ذلك، فإن مستقبل الوضع لا يزال غير مؤكد، ويتوقف على التزام الأطراف المتنازعة باحترام حقوق الإنسان والسماح بوصول المساعدات الإنسانية. يجب مراقبة التطورات على الأرض عن كثب لتقييم مدى فعالية الجهود المبذولة لحماية المدنيين وتحقيق السلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى