“توقيت لافت”.. ما الملفات التي تناولها لقاء فيدان والشرع في دمشق؟

7/8/2025–|آخر تحديث: 21:55 (توقيت مكة)
أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان -اليوم الخميس- زيارة إلى العاصمة السورية دمشق عقد خلالها مباحثات مع الرئيس أحمد الشرع تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وملفات أخرى، مما يثير تساؤلات بشأن أهميتها وتوقيتها.
وتأتي زيارة فيدان إلى دمشق بعد يومين من تغييرات على مستوى القيادة العسكرية في تركيا، وفق الباحث في الشأن السوري وائل علوان.
وحسب تصريحات علوان للجزيرة نت، فإن تركيا تعمل على رسم إستراتيجيات جديدة مرتبطة بطبيعة التغييرات التي حدثت في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد وتسلّم الحكومة السورية الجديدة زمام الأمور.
كما أن هناك كثيرا من الشراكات لا بد أن تتم بين تركيا وسوريا على المستويين السياسي والدبلوماسي، مما سيسهم بشكل كبير في تحقيق استقرار سياسي في سوريا من خلال تخفيف العقوبات والتطبيع السياسي الكامل.
وقد تسهم هذه الشراكات أيضا -وفق علوان- في حل بعض المشكلات عبر الدبلوماسية التركية غير المباشرة مع أطراف مثل إسرائيل، مما يفتح المجال للانتقال إلى التنمية الاقتصادية وإيجاد فرص تحتاج إلى شراكات تعمل عليها تركيا.
أما بشأن الأوضاع الداخلية في سوريا فإن تركيا “لن تستسلم لوضع يخلق فوضى جديدة في البلاد”، سواء من خلال الإرهاب أو أزمات إقليمية ودولية، لذلك تسعى إلى شراكات عاجلة مع الحكومة السورية الجديدة لضمان الاستقرار الأمني والعسكري والسياسي، وهو ما سيضمن أيضا تحقيق مشاريع التنمية والازدهار الاقتصادي.
ملفات أمنية حساسة
بدوره، قال الخبير العسكري فايز الأسمر إن آفاقا جديدة ومتعددة للتعاون الوثيق طفت بين البلدين بعد سقوط نظام الأسد، خاصة أن الدولتين تربط بينهما حدود مشتركة طويلة.
وحسب حديث الأسمر للجزيرة نت، فهناك قضايا واهتمامات مشتركة بين دمشق وأنقرة، وفي مقدمتها محاربة الإرهاب المتمثل في تنظيم الدولة الإسلامية و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، ناهيك عن مسائل إعادة الإعمار والاستثمار ورصيد الشركات التركية فيها.
ولفت الأسمر إلى أن المواضيع الأمنية والدفاعية هي التي سيطرت سابقا على المحادثات السابقة بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره السوري في زيارة الأخير لأنقرة.
ولا تزال هذه المواضيع الأمنية الحساسة تأخذ الكثير من الوقت ضمن الزيارات الدبلوماسية السابقة والحالية لوزير الخارجية التركي في ظل حالة عدم الاستقرار والتحديات الأمنية الداخلية والخارجية التي تعيشها سوريا وتقلق الجارة تركيا.
وبناء على ذلك فهناك اهتمام إستراتيجي مشترك بين قيادات البلدين يتجلى في إمكانيات تعزيز القدرات الدفاعية السورية أو حتى بحث إمكانية عقد اتفاقية دفاع مشترك وإقامة قواعد عسكرية تركية على الأراضي السورية، حسب ما ذهب إليه الخبير العسكري.
شراكة إستراتيجية
وبشأن مستقبل العلاقات بين دمشق وأنقرة، قال علوان إن تركيا تسعى إلى تعزيز شراكات إستراتيجية مع سوريا وعلى مستوى المنطقة، مستدلا بعلاقات تركيا مع أذربيجان والسعودية وقطر، والتي تعد حليفا رئيسيا للحكومة السورية الجديدة.
وأعرب عن قناعته بأن هناك فرصا اقتصادية كبيرة بين سوريا وتركيا -التي تجمعهما حدود طويلة (أكثر من 900 كيلومتر)- مما يتيح إمكانيات لاستقرار سوريا عبر شراكات أمنية وعسكرية مع تركيا.
كما أن سوريا قد تصبح “ممرا إستراتيجيا للمشاريع التنموية والاقتصادية التي تفكر بها تركيا مع الدول العربية”، كما يقول الباحث في الشأن السوري.
وكان فيدان قد زار سوريا للمرة الأولى في 22 ديسمبر/كانون الأول 2024، أي بعد أسبوعين على سقوط نظام بشار الأسد، ثم أجرى زيارة عمل برفقة وزير الدفاع التركي يشار غولر ورئيس الاستخبارات إبراهيم قالن في 13 مارس/آذار الماضي.
بدوره، زار الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير خارجيته أسعد الشيباني تركيا خلال الأشهر الثمانية الماضية في مناسبات مختلفة.