جريمة تهزّ «لندن».. طالب دكتوراه يواجه 35 تهمة بسبب النساء

في قاعة محكمة «إنر لندن كراون» في العاصمة البريطانية لندن، دوّى صوت المطرقة القضائية ليُنهي مسيرة طالب دكتوراه صيني تحول من باحث واعد في جامعة لندن إلى مجرم مدان، بعدما أصدر القضاء البريطاني حكماً بالسجن على «تشنهاو زو» (27 عاماً) بعد إدانته بـ28 تهمة في سلسلة اعتداءات جنسية مروّعة طالت 10 نساء في لندن والصين.
وراء هذا الحكم القاسي، تكمن قصة «مفترس جنسي» استغل ذكاءه الأكاديمي لتخدير ضحاياه واغتصابهن وتصويرهن سرّاً، في جريمة هزّت العاصمة البريطانية، وكشفت وفقاً لصحيفة «الإندبندنت» عن تفاقم أزمة العنف ضد النساء في المملكة المتحدة، لتُطوى صفحة مظلمة بدأت من مقاعد الدراسة وانتهت خلف القضبان.
المُدان، ويدعى تشنهاو زو (Zhenhao Zou) مواطن صيني بدأ مسيرته الأكاديمية في بريطانيا عام 2017 حين انتقل إلى «بلفاست» للدراسة في جامعة «كوينز»، قبل أن ينتقل إلى لندن في 2019 للحصول على درجة الماجستير ثم الدكتوراه في هندسة الميكانيكا بجامعة لندن (UCL)، لكن وراء هذا المظهر الأكاديمي الموقر، كان «زو» يخفي شخصية مظلمة استهدفت النساء الضعيفات في لندن والصين على مدار سنوات.
ووفقاً للتحقيقات أدين «زو» باغتصاب 10 نساء بين 2019 و2023، منهن ثلاث في لندن وسبع في الصين. كان يستدرج ضحاياه، غالباً طالبات من لندن، عبر منصات التواصل الاجتماعي أو مواقع المواعدة، لدعوتهن إلى شقته في مناطق مثل «إليفانت آند كاسل» و«Woburn Place» وسط لندن، بحجة تناول المشروبات أو الدراسة، وبعد ذلك كان يستخدم الكحول أو المخدرات مثل البوتانيديول وغيرها، لتخديرهن ثم يعتدي عليهن جنسياً ويصورهن وهن فاقدات للوعي.
كيف بدأ الكشف عن الجريمة؟
بدأت القضية تتكشف في مايو 2023، عندما تقدمت إحدى الضحايا بشكوى لشرطة العاصمة (Met Police) مدعية أن «زو» اغتصبها بعد أن منعها من مغادرة شقّته في «إليفانت آند كاسل» جنوب شرق لندن، وفي البداية لم تتابع الضحية الشكوى لكن في فبراير 2024 عثر المحققون على منشور لها يروي تفاصيل تجربتها المروعة، وبعد التواصل معها قدمت الضحية شهادتها الكاملة، مشيرة إلى أنها في 18 مايو 2023 دعاها «زو» لتناول النبيذ لكنها شعرت بأنه «غريب» وحاولت المغادرة فمنعها بالقوة وساقها إلى غرفة النوم وأجبرها على شرب «الفودكا»، ثم اغتصبها وهي في حالة شبه فاقدة للوعي.
أخبار ذات صلة
وعند اعتقاله في يناير 2024 بعد عودته من الصين، عثرت الشرطة على أدلة دامغة بحوزته، تشمل لقطات فيديو وصوراً فوتوغرافية للاعتداءات، تم التقاطها بكاميرا خفية وضعها بجانب سريره، ومن بين الضحايا تم التعرف على اثنتين فقط بينما بقيت ثماني ضحايا أخريات مجهولات الهوية حتى الآن، لكن الشرطة تعتقد أن أكثر من 50 امرأة ربما وقعن فريسة لـ«زو»، ما يجعله أحد أسوأ مرتكبي الجرائم الجنسية على الإطلاق في المملكة المتحدة.
شهادات مؤثرة للضحايا
خلال المحاكمة التي استمرت أربعة أسابيع في محكمة «إنر لندن كراون» قدمت الضحايا شهادات مؤثرة.. إحداهن تعرفت على «زو» في سبتمبر 2021، قالت إنها وافقت على زيارته، لكن في لقاء لاحق بعد عيد ميلادها في أكتوبر 2021 استيقظت لتجده يغتصبها بقوة بعد أن فقدت الوعي نتيجة التخدير، وفي مقاطع الفيديو التي عُرضت أمام هيئة المحلفين، سُمع صوت إحدى الضحايا وهي تتوسل للتوقف، بينما رد «زو» قائلاً: «العزل الصوتي هنا جيد جداً»، في إشارة إلى أن صراخها لن يسمعه أحد.
وزعم «زو» خلال المحاكمة أن جميع التفاعلات كانت بـ«الموافقة» وأن الضحايا تناولن الكحول والمخدرات طوعاً، مدعياً أن بعض اللقطات كانت «تمثيلاً» لرغبات جنسية مشتركة، نافياً استخدام المخدرات للاعتداء على النساء، مدعياً أنه استخدمها «للترفيه» في النوادي الليلية.
واجه «زو» 35 تهمة شملت 11 تهمة اغتصاب و12 تهمة حيازة صور إباحية متطرفة وثلاث تهم تتعلق بالتلصّص، وتهمة حبس غير قانوني، وثماني تهم حيازة مخدرات بقصد ارتكاب جرائم جنسية، وبعد مداولات استمرت 18 ساعة، أدانته هيئة المحلفين بـ28 تهمة بما في ذلك جميع تهم الاغتصاب، في انتظار النطق بالحكم النهائي الذي قد يصل إلى السجن سنوات طويلة.