Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخر الاخبار

حصار مدينتين بكردفان وحكومة السودان تطالب بتصنيف الدعم السريع “إرهابية”

يشهد السودان تصعيدًا خطيرًا في القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خاصة في ولاية جنوب كردفان، مما أدى إلى موجة نزوح جديدة وتدهور الأوضاع الإنسانية. وتتزايد الدعوات الدولية للهدنة ووقف إطلاق النار، بينما تتجه الأزمة نحو تعقيدات إضافية مع استمرار المعارك وتصاعد حدة العنف. هذا الوضع يفاقم أزمة الحرب في السودان ويضع ضغوطًا هائلة على المدنيين والبنية التحتية.

أفاد مصدر عسكري لقناة الجزيرة أن الجيش السوداني نفذ ضربات جوية على مواقع لقوات الدعم السريع في بلدة برنو شمال غرب مدينة كادوقلي، مؤكدًا إلحاق خسائر في صفوفها. يأتي هذا بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على البلدة، مما يشير إلى استمرار التنافس العسكري الشديد في المنطقة. وتشهد ولاية جنوب كردفان معارك مستمرة منذ عدة أيام، حيث تحاصر قوات الدعم السريع، بالتحالف مع قوات الحركة الشعبية شمال، مدينتي كادوقلي والدلنج.

تداعيات الحرب وتصاعد النزوح

وفي سياق التداعيات الإنسانية، ارتفع عدد النازحين الجدد من منطقة هجليج بولاية غرب كردفان إلى مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض إلى حوالي 1700 نازح، أغلبهم من الأطفال والنساء. هؤلاء النازحون فروا من القتال وانعدام مقومات الحياة، بعد رحلة نزوح شاقة ومليئة بالمخاطر. وتشير التقارير إلى أن الوضع الإنساني في كوستي يزداد صعوبة مع تدفق المزيد من النازحين.

صرحت لمياء عبد الغفار، وزيرة شؤون مجلس الوزراء السودانية، بأن السودان يسعى إلى سلام يحافظ على سيادته ووحدته واستقلاله، دون أي تدخلات خارجية. كما طالبت الوزيرة بتصنيف الدعم السريع كـ “منظمة إرهابية” بسبب الانتهاكات التي ارتكبتها ولا تزال ترتكبها في حق المدنيين. هذا التصريح يعكس قلق الحكومة السودانية من تصاعد العنف وتأثيره على الأمن الإقليمي.

الأزمة الإنسانية تتفاقم

أكدت لمياء عبد الله، مفوضة العون الإنساني بولاية النيل الأبيض، أن الغذاء المتوفر في مخيمات النازحين الفارين من هجليج إلى كوستي غير كافٍ. وأضافت أن النازحين يعانون ظروفًا قاسية للغاية، وطالبت بمضاعفة الدعم الإنساني المقدم لهم. هذا النقص في الغذاء والموارد الأساسية يهدد حياة النازحين ويزيد من معاناتهم.

من جهته، قال محمد رفعت، رئيس بعثة منظمة الهجرة العالمية في السودان، إنه من المتوقع نزوح ما بين 90 ألف إلى 100 ألف شخص إضافي إذا استمر القتال في كادوقلي. وأضاف المسؤول الأممي أنه يرجح تأثر حوالي نصف مليون شخص من مدينة الأبيض بسبب تصاعد القتال. هذه التقديرات تشير إلى حجم الكارثة الإنسانية المحتملة في حال استمرار العنف.

وأشار رفعت إلى أن النازحين يفرون من مناطق حول بابنوسة وكادوقلي والأبيض، وأن من يحالفهم الحظ يصلون إلى النيل الأبيض. كما أكد فرار أكثر من 100 ألف شخص من مدينة الفاشر والقرى المحيطة بها، مع بقاء العديد من المدنيين عالقين في القرى المجاورة. هذا الوضع يعكس الحاجة الماسة إلى ممرات آمنة لإجلاء المدنيين وتوفير الحماية لهم.

جهود الوساطة الدولية

أمس الجمعة، دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى التوصل إلى هدنة إنسانية في السودان، مشيرًا إلى أن العام الجديد يمثل فرصة لذلك. وحث روبيو الدول على استخدام نفوذها لإحلال السلام ووقف إطلاق النار. هذه الدعوة تأتي في إطار الجهود الدولية المتواصلة لإنهاء الأزمة في السودان.

يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد ذكر الأسبوع الماضي أنه سيتدخل لوقف الحرب في السودان. هذا التصريح يعكس الاهتمام الأمريكي المتزايد بالوضع في السودان ورغبة واشنطن في المساهمة في حل الأزمة. ومع ذلك، لم تتضح بعد آليات التدخل المقترحة.

تشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث اشتباكات ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أسابيع، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف. وتعتبر هذه الاشتباكات جزءًا من صراع أوسع نطاقًا يهدد استقرار السودان بأكمله. وتشير التحليلات إلى أن هذا الصراع قد يتفاقم إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي شامل. الوضع الأمني المتدهور يؤثر سلبًا على جهود الإغاثة الإنسانية ويجعل من الصعب الوصول إلى المحتاجين.

من بين 18 ولاية في السودان، تسيطر قوات الدعم السريع على ولايات دارفور الخمس، باستثناء أجزاء من شمال دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش. ويفرض الجيش نفوذه على معظم الولايات الـ13 المتبقية، بما في ذلك الخرطوم. هذا التقسيم الجغرافي يعكس تعقيد الوضع السياسي والعسكري في السودان. وتشير التقديرات إلى أن هذا التقسيم قد يؤدي إلى مزيد من الانقسامات والصراعات في المستقبل.

واندلعت الحرب الأهلية في السودان في أبريل 2023 بسبب خلاف بين الجيش والدعم السريع حول دمج الأخيرة في المؤسسة العسكرية. وقد تسبب هذا الصراع في مقتل عشرات الآلاف ونزوح حوالي 13 مليون شخص. وتشير التوقعات إلى أن الأزمة قد تستمر لفترة طويلة، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام شامل. ويحتاج السودان إلى دعم دولي كبير لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية والاقتصادية.

من المتوقع أن تستمر الجهود الدولية للوساطة والضغط على الطرفين المتحاربين للعودة إلى طاولة المفاوضات. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من العقبات التي تعترض طريق السلام، بما في ذلك عدم الثقة بين الطرفين وتصاعد الخطاب التحريضي. ويجب على المجتمع الدولي أن يظل يقظًا ومستعدًا لتقديم المساعدة الإنسانية اللازمة للسودانيين المتضررين من الحرب. المستقبل السياسي والإنساني للسودان لا يزال غير واضح، ويتوقف على قدرة الأطراف المعنية على إيجاد حل سلمي للأزمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى