حققت في هجمات قراصنة من كوريا الشمالية وروسيا.. تعرف على شركة كراود سترايك التي سببت فوضى بمطارات العالم
21/7/2024–|آخر تحديث: 21/7/202403:35 م (بتوقيت مكة المكرمة)
كراود سترايك شركة أميركية تعنى بالأمن التكنولوجي، تأسست عام 2011 ومقرها في تكساس في الولايات المتحدة الأميركية، وتطورت على نحو سريع. تقدر قيمتها بأكثر من 80 مليار دولار، تهدف إلى تطوير الأمن السيبراني وتفعيله، وقد وصل عدد عملائها عام 2023 لما يزيد على 23 ألف عميل.
يوم الجمعة 19 يوليو/تموز 2024 تسببت الشركة بخلل تقني أدى إلى توقف خدمات كثيرة على مستوى العالم وتعطل المطارات والمستشفيات، وصنفه الخبراء واحدا من أكبر الأعطال التقنية في تاريخ التكنولوجيا.
التأسيس
انطلقت كراود سترايك عام 2011 على يد كل من المؤسس والمدير التنفيذي جورج كورتز ومدير التكنولوجيا ديميتري ألبيروفيتش ومدير الشؤون المالية غريغ مارستون، واتخذت الشركة من إيرفين بولاية كاليفورنيا مقرا لها.
وقد تأسست بصفتها شركة عالمية متخصصة في التكنولوجيا والأمن السيبراني، وهي أيضا رائدة في مجال الاستثمار الخاص، وتعمل فيه برأس مال قيمته 26 مليون دولار.
الأهداف
حددت كراود سترايك لنفسها مجموعة من الأهداف المتعلقة بالأمن السيبراني وهي:
- حماية المؤسسات من تهديدات الاختراقات: إذ تسعى الشركة إلى توفير حماية شاملة وبرامج تعتمد على التخزين السحابي والهوية والبيانات.
- ابتكار أنظمة وطرق جديدة في مجال الأمن السيبراني: وتعتبر الشركة في مقدمة الشركات العاملة في هذا المجال، وتقول إنها تضمن مواكبة أي جديد في عالم الأمن السيبراني.
- توفير حلول متكاملة وسهلة للعملاء: من خلال خطط وبرامج وحزمات مخصصة يضمن فيها العميل أمن معلوماته.
- تحقيق نمو مالي مستدام: وهو أحد أهم أهداف الشركة لعام 2024.
تاريخ كراود سترايك
تأسست الشركة عام 2011 وبدأت العمل على تقديم حلول جديدة في مجال الأمن السيبراني باستخدام تقنيات حديثة تعتمد على الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، في العام التالي بدأت الشركة تحضر لتشغيل منصة للحماية ضد التهديدات السيبرانية والحماية الاستباقية.
وفي يوليو/تموز عام 2012 أطلقت الشركة وحدة لاستباق التهديدات واكتشافها وتوقعها، ألحقتها في يونيو/حزيران 2013 بوحدة لاكتشاف الأخطار المحدقة بأجهزة المستخدمين والتعامل معها.
كما أطلقت كراود سترايك عام 2013 منصة سمتها “فالكون”، ومثلت هذه المنصة قفزة نوعية في مجال الأمن السيبراني لأنها تعتمد على تأمين الخدمات السحابية المقدمة لأي عميل، كما تقدم حماية ضد البرمجيات الخبيثة، ولديها القدرة على التنبؤ بالهجمات الإلكترونية ورصدها.
في عام 2014 كلفت الحكومة الأميركية الشركة بإجراء تحقيقات لتتبع ما قالت إنها هجمات سيبرانية نفذها قراصنة من كوريا الشمالية أدت إلى اختراق نظام شركة “سوني بكتشرز”.
عام 2016 اكتسبت الشركة شهرة كبيرة في أميركا حين عملت على التحقيق في هجوم سيبراني قالت السلطات الأميركية إنه من تنفيذ قراصنة روس، واستهدف أجهزة حواسيب اللجنة الوطنية الديمقراطية خلال الانتخابات الأميركية عام 2016.
وأكدت كراود سترايك في تقريرها أن قراصنة من روسيا هم الجهة المسؤولة عن عملية الاختراق، وصدّقت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية على تقرير الشركة لاحقا.
في عام 2020 أصدرت شركة “إيه دي سي ماركت سكيب” تقريرا تؤكد فيه أن شركة كراود سترايك هي أسرع شركة أمن سيبراني نموا، إذ تمكنت من مضاعفة حصتها السوقية بين عام 2018 و2019.
ويؤكد التقرير أن الشركة استطاعت تحقيق هذا النمو بفضل إستراتيجيتها التي تجمع بين تحليلات التخزين السحابي ومرونة المنتجات وقدرتها على تقديم خدمات مناسبة للشركات.
وبلغ عدد العملاء الذين تقدم لهم الشركة خدمات أمن سيبراني عام 2024 نحو 29 ألف عميل، كما بلغ عدد موظفيها 7900 وانتشر عملها في 170 دولة، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
انقطاع عالمي في أنظمة التشغيل
شهد يوم الجمعة 19 يوليو/تموز 2024 انقطاعا في بعض الخدمات التقنية على المستوى العالمي، أدى إلى تعطيل المطارات والمستشفيات وأنظمة الدفع الإلكتروني وحجب الوصول إلى خدمات شركة مايكروسوفت، وصنفه الخبراء واحدا من أكبر الأعطال التقنية في تاريخ التكنولوجيا.
ويعود السبب إلى تحديث أجرته الشركة على منصة “فالكون”، التي تتفاعل مع أجزاء متعددة من أنظمة الحاسوب وبرامجه، مثل الويندوز التابع لشركة مايكروسوفت، وهذا ما تسبب في حدوث خلل أدى إلى تعطيل أنظمة وبرامج كثيرة تستخدم على نطاق واسع في العالم.
واعتذر الرئيس التنفيذي للشركة جورج كورتز عن الانقطاع وأكد أنه “ليس هجوما سيبرانيا، وإنما هو مشكلة إلكترونية تم تحديدها وعزلها وإصلاحها”، وفق منشور كتبه على حسابه في موقع إكس.
آثار الانقطاع
أثر هذا الانقطاع على كل القطاع التجاري الرئيسي بشكل مباشر أو غير مباشر، كما أثر على قطاع الطيران، وأدى إلى تأخر الرحلات وإلغائها، وضجت المطارات بالمسافرين، إذ تعطلت أجهزة الحاسوب التي تعتمد على هذه الخدمات.
وأوقفت عدة شركات طيران رحلاتها وأشارت إلى أن السبب مشاكل في الاتصال، في حين لجأت بعض المطارات إلى تسجيل الركاب يدويا.
أما في قطاع البنوك فقد منع الخلل التقني العملاء من الوصول إلى أموالهم، وسجلت حالات عديدة في أستراليا ونيوزيلندا وأماكن أخرى عن مشاكل في تسجيل الدخول إلى حسابات البنوك الكبرى.
وأشارت بورصة لندن إلى تعطل بعض خدماتها رغم استمرار التداول، وتعطلت بعض المحلات التجارية والبقالات بسبب تعطل أنظمة الطلب وأنظمة الدفع، بينما بقيت محلات أخرى مفتوحة ولم تتأثر بما حدث.
وصدر بيان عن محطة شحن عالمية في بولندا بينت فيه أنها تكافح مشاكل تتعلق بانقطاع الخدمة، ووصل الأمر لوكالات الشركة التي تضررت بسبب الانقطاع في عدد من الدول.
وكان التعطل في البرامج والخدمات قد بدأ في وقت مبكر جدا من صباح الجمعة 19 يوليو/تموز 2024، وانتهى ظهر اليوم ذاته بعد أن حلت الشركة المشكلة وطلبت من العملاء تنزيل تحديث لبرنامجها الذي أصابه الخلل.
وأثر الانقطاع على سهم شركة كراود سترايك في تداولات ما قبل فتح الأسواق المالية يوم الحادثة. وذكرت وكالة بلومبيرغ أن أسهم الشركة انخفضت بنسبة وصلت إلى 21% في تداولات ما قبل السوق في الولايات المتحدة الأميركية.
وأضافت الوكالة أنه رغم تأكيد الرئيس التنفيذي للشركة يوم الحادث أن المشكلة قد تم تحديدها ويجري العمل على معالجتها، فإن الضرر الذي لحق بثقة المستثمرين كان واضحا، كما أثر على أسهم مايكروسوفت.
المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية + مواقع إلكترونية