Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

حماس: أي قوات دولية في غزة يجب ألا تحل محل الاحتلال

قال حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن أي قوة دولية قد تُنشر في قطاع غزة يجب أن تقتصر مهمتها على مراقبة وقف إطلاق النار وفصل المدنيين عن قوات الاحتلال الإسرائيلي. يأتي هذا التصريح في ظل التطورات المستمرة المتعلقة بالاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار، والبحث عن آليات لضمان استدامته، بالإضافة إلى مناقشات حول دور القوات الدولية المحتملة في غزة. هذا الموضوع يثير جدلاً واسعاً حول مستقبل القطاع وسبل تحقيق الاستقرار.

وشدد بدران، في مقابلة مع الجزيرة مباشر، على أن تحويل هذه القوات إلى بديل للجيش الإسرائيلي أو استخدامها في مواجهة الفلسطينيين أمر “غير مقبول” و”سيزيد الوضع تعقيداً”. وأكد أن الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حركة فتح، اتفقت في القاهرة على هذا الموقف، مع التركيز على حماية المدنيين ووقف العدوان كأولوية قصوى.

الوضع في غزة والقوات الدولية

وأشار بدران إلى أن التوصل إلى الاتفاق جاء نتيجة “لإدراك العالم خطورة سلوك الاحتلال”، بما في ذلك موقف الإدارة الأمريكية الداعمة لإسرائيل. وأضاف أن الهدف الأساسي لحماس كان “وقف الإبادة اليومية” التي يتعرض لها قطاع غزة، على الرغم من الانتهاكات المستمرة لوقف إطلاق النار.

وأكد أن المقاومة تعاملت بـ”حكمة سياسية وواقعية”، وأن هناك إجماعاً وطنياً وحاضنة عربية وإسلامية تدعم هذا المسار. وأضاف أن الفلسطينيين هم “أصحاب الحق والأرض”، وأن المجتمع الدولي يجب أن يركز جهوده على محاسبة الاحتلال بدلاً من استهداف الضحايا.

يأتي هذا في أعقاب اتفاق بوساطة مصر وقطر وتركيا، وبرعاية أمريكية، والذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. يهدف الاتفاق إلى تحقيق وقف إطلاق نار وتبادل الأسرى، لكن تطبيقه لا يزال يواجه تحديات.

ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، خلفت الحرب على غزة أكثر من 70 ألف شهيد ونحو 171 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء. كما تسببت الحرب في دمار واسع النطاق للبنية التحتية في القطاع، وتقدر الأمم المتحدة كلفة إعادة الإعمار بنحو 70 مليار دولار.

مسلحو حماس في رفح

وفيما يتعلق بقضية المقاومين العالقين خارج “الخط الأصفر” في رفح، كشف بدران أن حماس أجرت مفاوضات مكثفة مع الوسطاء للوصول إلى حل يحافظ على حياتهم. لكنه أوضح أن الاحتلال قدم “شروطاً تعجيزية” وتراجع عنها بشكل متكرر.

وأشار إلى أن الاحتلال طلب الاستسلام وتسليم السلاح، وهو مطلب قوبل برفض قاطع من حماس. وأكد أن “المجاهدين في الميدان لا يمكنهم قبول هذا الخيار”، وأنهم يمثلون غزة وكرامة الشعب الفلسطيني.

واتهم الجيش الإسرائيلي بمحاولة استغلال هذه القضية للحصول على “صورة نصر” بعد عامين من الحرب. وأوضح أن الاحتلال هو من بدأ بمهاجمة المقاتلين في رفح، وأنهم يدافعون عن أنفسهم.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن عن قتل أكثر من 40 مسلحاً خلال غارات وتفجيرات استهدفت أنفاقاً في منطقة رفح خلال الأيام الأخيرة. هذه العمليات تثير قلقاً بالغاً بشأن سلامة المدنيين.

التصعيد في الضفة الغربية

وفي الضفة الغربية المحتلة، قال بدران إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل “تصعيداً ممنهجاً” منذ بدء الحرب على غزة. وأشار إلى العمليات العسكرية الأخيرة في طوباس وشمال الضفة، بالإضافة إلى الاقتحامات المتكررة في طولكرم وجنين ونابلس.

وأكد أن هذه التطورات تكشف “كذب الرواية الإسرائيلية التي تربط جرائمها بأحداث السابع من أكتوبر”. وأوضح أن الضفة لم تشارك في الهجوم، لكن الاحتلال يواصل القتل والمصادرة والتقطيع الجغرافي للأراضي الفلسطينية.

وأشار إلى أن المرحلة الحالية تتطلب موقفا فلسطينيا موحدا، وأن حماس تجري اتصالات مع مختلف القوى لتحقيق ذلك. كما أكد على أهمية حماية الأهالي من اعتداءات المستوطنين وأجهزة الاحتلال.

العلاقة مع السلطة الفلسطينية

وبشأن العلاقة مع السلطة الفلسطينية، قال بدران إنه لا توجد قطيعة، وأشار إلى اجتماعات جرت في القاهرة مع حسين الشيخ، نائب رئيس السلطة، وماجد فرج، رئيس المخابرات الفلسطينية. ناقشت هذه الاجتماعات التحديات الوطنية وسبل مواجهتها.

لكنه أضاف أن الإشكاليات تكمن في آليات التنفيذ وتوحيد الموقف الفلسطيني. وأكد أن السلطة وحركة فتح مكوّنان مؤثران، وأن حماس حريصة على التوصل إلى حد أدنى من التفاهم في مواجهة الاحتلال.

وأشار إلى أن استهداف الفلسطينيين يجري على نطاق واسع، وأن خطة ترامب وقرارات مجلس الأمن استثنت السلطة من أي دور في غزة. وهذا يؤكد، بحسب بدران، أن المشروع الإسرائيلي يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية برمتها.

من المتوقع أن تستمر المفاوضات حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في الأيام القادمة، مع التركيز على ضمان استدامة الاتفاق وتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة. يبقى دور القوات الدولية المحتملة قضية خلافية، ويتوقف على موقف الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية. كما يجب مراقبة التطورات في الضفة الغربية المحتلة، حيث يخشى من تصعيد إضافي في العنف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى