خالص التعازي في وفاة محمد الشارخ رائد قطاع البرمجة في الوطن العربي

نعى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، رجل الأعمال الكويتي محمد الشارخ، رائد قطاع البرمجة في الوطن العربي ومؤسس شركة «صخر» للحاسب الآلي، الذي وافته المنية أمس.
وقال سموه في تدوينة على منصة التواصل الاجتماعي «X»: «خالص التعازي في وفاة رائد قطاع البرمجة في الوطن العربي، رجل الأعمال الكويتي محمد الشارخ. تأسيس شركة «صخر» للحاسب الآلي في العام 1982 كان بداية لثورة تكنولوجية وبرمجية نجني ثمارها اليوم، وسيظل إرثه في مجال البرمجة ودعمه للغة العربية محركاً أساسياً لمستقبل هذا القطاع. رحم الله محمد الشارخ، وأسكنه فسيح جناته».
ورحل رجل الأعمال الكويتي مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «صخر» لبرامج الحاسب محمد عبدالرحمن الشارخ عن عمر ناهز 82 عاماً بعد رحلة عطاء خدم فيها لغته العربية بأفضل ما يكون، حيث ينسب لمحمد الشارخ الفضل في إدخال اللغة العربية إلى الحواسيب لأول مرة في التاريخ، وذلك في حقبة الثمانينيات، مستعيناً بالعالم المصري الدكتور نبيل علي، الذي وضع أسس وقواعد اللغة العربية ومكننتها بالحاسوب. كما يعد «كمبيوتر صخر» من أوائل الحاسبات التي تستخدم اللغة العربية.
ولد محمد عبدالرحمن الشارخ عام 1942، وهو حاصل على البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1965، كما حصل على درجة الماجستير في التنمية الاقتصادية من كلية «ويليامز» بولاية ماساتشوستس الأمريكية.
أنشأ محمد الشارخ شركة «صخر» في العام 1982 كشركة كويتية تابعة لشركة «العالمية» للإلكترونات، ثم بيعت الشركة وتم نقل مقرها إلى القاهرة، وقامت بتطوير العديد من التقنيات المتقدمة التي تركت علامات بارزة في صناعة تقنية المعلومات. وقامت الشركة بتطوير جيل جديد من تقنيات المعالجة الطبيعية للغة العربية (NLP)، ونجحت في أن تتغلب على تفوق تقنية المعلومات الإنجليزية على مثيلاتها العربية، وأن تقوم في الوقت ذاته بتصحيح الاعتقاد الخاطئ بأنه يمكن تطويع الحلول المطورة في الغرب لتناسب احتياجات المستخدمين العرب.
وعمل بمقر شركة «صخر» بالقاهرة نحو 150 من خبراء تقنية المعلومات في مجالات الكلام والترجمة الآلية والبحث والقراءة الآلية والتعليم وإدارة المعلومات، فضلاً عن مكاتبها في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ومثّل «صخر» أول حاسب آلي عربي، وصاحبته حزمة من برامج الترجمة، أهمها برنامج القرآن الكريم وكتب الحديث، وترجمتها للغة الإنجليزية، ثم برنامج التعرف الضوئي على الحروف العربية، وبرنامج «ترجم».
كما أسس الشارخ مشروع «كتاب في جريدة» عام 1997 بالتعاون مع «اليونيسكو»، وهو أحد المساهمين في تمويل «مركز دراسات الوحدة العربية»، و«المنظمة العربية للترجمة»، وهو أحد المساهمين في تأسيس «معهد العالم العربي» في باريس.
وفي عام 2016، بدأ الشارخ في مشروعه الكبير «أرشيف الشارخ» للمجلات الأدبية والثقافية العربية وتحميلها على شبكة الإنترنت، وهو جهد استثنائي وكبير للحفاظ على جانب مهم من التراث الثقافي العربي وجعله متاحاً لملايين الباحثين والمثقفين العرب، ويحوي الأرشيف نسخاً من أمهات المجلات العربية القديمة والحديثة، إذ يبلغ عدد المجلات (272 مجلة)، عدد الأعداد فيها (15824 عدداً)، وعدد المقالات (325 ألفاً و625 مقالة)، وعدد الصفحات (أكثر من مليوني صفحة)، وعدد الكتاب (52 ألفاً و76 كاتباً عربياً وأجنبياً).
وتقلد الشارخ مناصب إدارية مثل نائب مدير صندوق تنمية الكويت، عضو مجلس إدارة البنك الدولي للإعمار والتنمية في واشنطن، وأسس وترأس مجلس إدارة بنك الكويت الصناعي، وكان نائباً لرئيس جمعية الاقتصاديين العرب، كما أسس الشركة العالمية للإلكترونيات في الكويت والمملكة العربية السعودية، وقد حقق إنجازات منها التعرف الضوئي على الحروف العربية عام 1994، ونطق الحروف العربية عام 1998، وفي عام 2002 الترجمة من العربية وإليها، وفي عام 2010 ترجمة التخاطب الآلي.