Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

خبير عسكري: القصف الإسرائيلي اليومي على غزة ممنهج

يشهد قطاع غزة تصعيدًا مستمرًا في الانتهاكات العسكرية الإسرائيلية، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الهش، مما يثير مخاوف دولية واسعة. الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي أكد أن إسرائيل تمارس ما وصفه بـ “عربدة” عسكرية في غزة دون محاسبة، وأن القصف اليومي يشكل نمطًا ممنهجًا وليس مجرد أخطاء عابرة. هذه التطورات تلقي بظلالها على جهود التوصل إلى حل دائم للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأوضح الفلاحي، خلال تحليل عسكري على قناة الجزيرة، أن غياب أطر ثابتة لوقف إطلاق النار وعدم وجود آليات للمحاسبة يشجعان إسرائيل على الاستمرار في خرق الاتفاق. وقد قصفت قوات الاحتلال مساء الجمعة مدرسة تؤوي نازحين في حي التفاح بغزة، خارج المناطق المحددة في اتفاق وقف الحرب، مما أسفر عن استشهاد خمسة فلسطينيين وإصابة آخرين.

الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في غزة

وأشار الفلاحي إلى أن القذيفة المدفعية الواحدة يمكن أن تتشظى وتحدث أضرارًا واسعة النطاق، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان. هذه الانتهاكات تزيد من معاناة المدنيين وتعيق جهود الإغاثة الإنسانية في القطاع. وتشير التقارير إلى أن إسرائيل لم تلتزم بجميع بنود اتفاق وقف إطلاق النار منذ البداية، حيث تستمر عمليات القصف الجوي وإطلاق النار.

قصف حفل زفاف

وفي سياق متصل، عرض مراسل الجزيرة شادي شامية تفاصيل القصف، موضحًا أن المنطقة المستهدفة في حي التفاح تقع خارج السيطرة الإسرائيلية وخارج الخطوط المحددة في الاتفاق. وأكد شامية أن القذائف سقطت على مناطق يفترض أن تكون آمنة، وأن حفل زفاف كان يقام في المدرسة لحظة القصف.

بالإضافة إلى ذلك، يرى الفلاحي أن إسرائيل تسعى إلى منع إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك الدواء والمواد الغذائية والخيام، وتقوم بعمليات اغتيال تستهدف المدنيين دون محاسبة. هذه الإجراءات تزيد من الأزمة الإنسانية وتعمق الشعور باليأس والإحباط بين الفلسطينيين.

الرفض الدولي والمواقف الإقليمية

ولفت الفلاحي إلى أن العديد من الدول ترفض أو تتردد في إرسال قوات للمنطقة، لأنها تدرك أن إسرائيل قد لا تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار. كما أشار إلى أن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) رصدت آلاف الخروقات الجوية الإسرائيلية، مما يثير المخاوف من تكرار السيناريو في غزة. هذا يشير إلى أن الوضع الإقليمي لا يزال هشًا وغير مستقر.

وعلى صعيد آخر، أوضح الفلاحي أن إسرائيل تعارض مشاركة القوات التركية في القوة المشتركة في غزة، لأنها تعتبر أن النفوذ الإيراني قد استبدل بالنفوذ التركي في سوريا. وتخشى تل أبيب من أن تركيا قد تلعب دورًا أكبر في المنطقة، مما قد يهدد مصالحها الاستراتيجية.

وحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن إسرائيل ارتكبت نحو 738 خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ، مما أسفر عن مقتل 400 فلسطيني. هذه الأرقام تشير إلى أن الاتفاق لا يزال هشًا وعرضة للانهيار.

وتشير التقديرات إلى أن حرب الإبادة الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 خلفت أكثر من 70 ألف شهيد و171 ألف مصاب، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية. وتقدر كلفة إعادة الإعمار بنحو 70 مليار دولار.

من المتوقع أن يستمر الوضع في غزة في التدهور ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي شامل يضمن حقوق الفلسطينيين ويوقف الانتهاكات الإسرائيلية. المجتمع الدولي مدعو إلى ممارسة ضغوط أكبر على إسرائيل لوقف خروقاتها والالتزام بالقانون الدولي. وستكون الأيام القادمة حاسمة في تحديد مستقبل قطاع غزة والمنطقة بأكملها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى