Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

خبير عسكري: على الجيش السوداني تغيير إستراتيجيته لصد الدعم السريع بكردفان

يشهد الوضع العسكري في ولاية جنوب كردفان بالسودان تصعيدًا خطيرًا، مع تحول ملحوظ في موازين القوى. وتُشير التقارير إلى أن المعارك المتصاعدة في محاور برنو وكادقلي والدلنج قد أدت إلى تغييرات ميدانية كبيرة، مما يهدد بانهيار سيطرة الجيش السوداني في المنطقة. هذا التطور في الوضع في جنوب كردفان يثير قلقًا بالغًا بشأن مستقبل الولاية والمنطقة بأكملها.

أعلن الجيش السوداني عن تنفيذه ضربات دقيقة استهدفت مواقع لقوات الدعم السريع وحليفتها الحركة الشعبية-جناح الشمال قرب مدينة الدلنج. في المقابل، أفادت قوات الدعم السريع بالسيطرة على منطقة برنو شرقي كادقلي. هذه التطورات المتبادلة تعكس شراسة المعارك الدائرة وتعقيد المشهد الميداني.

تغيير موازين القوى في جنوب كردفان

صرح الخبير العسكري العقيد الركن حاتم الفلاحي بأن قوات الدعم السريع تمكنت من تحقيق تقدم كبير، وافتتاح جبهة قتال تمتد لأكثر من 200 كيلومتر. ويعزى هذا التقدم بشكل أساسي إلى حصول الدعم السريع على أسلحة نوعية جديدة، بما في ذلك الطائرات المسيرة المتطورة، مما فرض تحديات لوجستية وعسكرية كبيرة على الجيش السوداني.

أوضح الفلاحي أن السيطرة على برنو تهدف إلى إحكام الخناق على كادقلي والدلنج، اللتين تتعرضان للحصار منذ عام 2023. المسافات الشاسعة بين المدن تمنح الدعم السريع حرية المناورة والانتشار، مما يزيد من صعوبة الدفاع عن كادقلي والدلنج، وبالتالي عن الولاية بأكملها.

الخطر المباشر على الأُبيّض

تشير المسافة بين كادقلي والدلنج (113 كيلومترًا) وبين الدلنج والأُبيّض (137 كيلومترًا) إلى أن سقوط جنوب كردفان قد يعني ضمها فعليًا إلى غرب كردفان، الأمر الذي يضع الأُبيّض، عاصمة ولاية شمال كردفان، في دائرة الخطر المباشر. هذا التطور يزيد من احتمالية اتساع نطاق القتال وتصاعد الأزمة الإنسانية.

وبحسب تحليل للقدرات التسليحية، فقد دخلت الخدمة لدى قوات الدعم السريع طائرات مسيرة من طراز “سي إتش-95″، والتي تتميز بقدرتها على العمل في المناطق التي تفتقر إلى منظومات الرادار التقليدية. هذه الطائرات تعمل كأجهزة إرسال واستقبال متنقلة، مما يعزز قدرة الدعم السريع على استهداف مواقع الجيش السوداني بدقة أكبر.

وأكد الخبير أن امتلاك الدعم السريع لأكثر من 16 طائرة من هذا الطراز ساهم بشكل مباشر في تدمير أهداف استراتيجية في المنطقة، مما أدى إلى تغييرات ملحوظة في موازين القوى على الأرض. الاستخدام المتزايد للطائرات المسيرة يشكل تحديًا كبيرًا للجيش السوداني.

التحديات التي تواجه الجيش السوداني

بالإضافة إلى ذلك، حدد العقيد الركن حاتم الفلاحي التحديات التي تواجه الجيش السوداني، والتي تتعلق بشكل أساسي بطول خطوط الإمداد وصعوبة الوصول إلى المناطق المحاصرة. ويعتمد الجيش حاليًا على الإنزال الجوي لتوفير الإمدادات الضرورية، وهو أمر غير كافٍ لمواجهة التحديات المتزايدة.

وحذر الفلاحي من أن استمرار الجيش في اعتماد الاستراتيجيات الدفاعية الحالية قد يؤدي إلى سقوط المدن المتبقية في جنوب كردفان. وشدد على ضرورة قيام الجيش السوداني بعملية حشد عسكري واسعة النطاق، واستخدام القوات النظامية لكسر الحصار عن كادقلي والدلنج. هذا يتطلب تنسيقًا عاليًا وتنفيذًا سريعًا.

كما شدد على أهمية قطع شريان التغذية الرئيسي لقوات الدعم السريع، ومنع وصول الأسلحة النوعية إليها، مؤكدًا أن الحرب قد تستمر إلى ما لا نهاية ما لم يتم ذلك. هذا يعكس الحاجة الماسة إلى استراتيجية شاملة وفعالة.

تشهد السودان حربًا منذ منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وخلفت هذه الحرب عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، بالإضافة إلى نزوح أكثر من 13 مليون شخص. كما أدت إلى انتشار المجاعة على نطاق واسع، وتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كبير. من المتوقع أن تستمر المعارك في جنوب كردفان خلال الأسابيع القادمة، ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة. يبقى الموقف هشًا، ويتطلب متابعة دقيقة ومستمرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى