خدمات سحابية سيادية في السعودية مقدمة من مايكروسوفت

وقعت شركة مايكروسوفت مذكرة تفاهم مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي والشركة السعودية لتقنية المعلومات بهدف استكشاف تطوير خدمات سحابية سيادية داخل المملكة العربية السعودية. يأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه المملكة جهودًا متزايدة لتعزيز البنية التحتية الرقمية وتوطين تقنيات الحوسبة السحابية، مما يعزز الأمن السيبراني والامتثال التنظيمي. وقد نشرت وكالة رويترز تفاصيل هذه الاتفاقية في 20 نوفمبر 2025.
تهدف هذه الشراكة إلى إنشاء خدمات سحابية تتمتع بمستويات أمان متقدمة وتتوافق مع القوانين واللوائح المحلية السعودية. ويعكس هذا التوجه العالميًا متزايدًا نحو السيادة الرقمية، حيث تسعى الحكومات إلى التحكم في بياناتها الحساسة والبنية التحتية الرقمية. تأتي هذه الخطوة بالتزامن مع استثمارات كبيرة في مراكز البيانات داخل المملكة.
توسع البنية التحتية للبيانات في السعودية
يشهد قطاع مراكز البيانات في السعودية نموًا ملحوظًا، مدفوعًا بالطلب المتزايد على خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي. أعلنت شركة هيوماين السعودية للذكاء الاصطناعي عن خطط لبناء مراكز بيانات جديدة بقدرة تشغيلية تصل إلى 2 غيغاواط، وذلك لتلبية احتياجات شركة Luma AI المتخصصة في توليد مقاطع الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي، وفقًا لتقرير صادر عن بلومبيرغ.
شراكات استراتيجية لتعزيز القدرات
تتعاون شركة هيوماين مع شركات عالمية رائدة مثل إيه إم دي وسيسكو لتطوير هذه المراكز الجديدة. وصرح طارق أمين، المدير التنفيذي لشركة هيومان، بأن هذا التعاون يمثل خطوة نحو إنشاء كيان مماثل لشركة كورويف (Coreweave)، وهي من أبرز شركات مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.
بالإضافة إلى ذلك، حصلت هيوماين على شرائح ذكاء اصطناعي متطورة من إنفيديا لاستخدامها في مركز بيانات جديد في الرياض. كما يجري العمل على إنشاء مركز بيانات لشركة إكس إيه آي (xAI) التابعة لإيلون ماسك بقدرة تتجاوز 500 ميغاواط.
هذه الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية للبيانات تعكس التزام المملكة بتصبح مركزًا إقليميًا للابتكار الرقمي والذكاء الاصطناعي. وتعتبر الحوسبة السحابية عنصرًا أساسيًا في هذه الرؤية، حيث توفر البنية التحتية اللازمة لتشغيل التطبيقات والخدمات الحديثة.
أهمية الخدمات السحابية السيادية
تكتسب الخدمات السحابية السيادية أهمية متزايدة في ظل المخاوف المتزايدة بشأن الأمن السيبراني وحماية البيانات. تتيح هذه الخدمات للمؤسسات والجهات الحكومية الاحتفاظ بالتحكم الكامل في بياناتها والتأكد من امتثالها للوائح المحلية.
تعتبر مذكرة التفاهم بين مايكروسوفت وصندوق الاستثمارات العامة خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف في المملكة العربية السعودية. وتشير التقارير إلى أن هذه الشراكة قد تؤدي إلى إنشاء منطقة سحابية مخصصة داخل المملكة، مما يوفر خدمات سحابية آمنة ومتوافقة مع المتطلبات المحلية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تطوير البنية التحتية للبيانات المحلية سيساهم في تقليل الاعتماد على الخدمات السحابية الأجنبية، وتعزيز الاستقلالية الرقمية للمملكة. كما سيخلق فرص عمل جديدة في قطاع التكنولوجيا، ويساهم في تنويع الاقتصاد.
تعتبر تقنية المعلومات من الركائز الأساسية لرؤية 2030، وتسعى المملكة إلى الاستثمار في أحدث التقنيات لتعزيز النمو الاقتصادي وتحسين جودة الحياة. وتعتبر الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي من أهم هذه التقنيات.
من المتوقع أن يتم الإعلان عن تفاصيل إضافية حول هذه الشراكة في الأشهر القادمة، بما في ذلك الجدول الزمني لتطوير الخدمات السحابية السيادية. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات التي يجب معالجتها، مثل ضمان توافر الكفاءات المتخصصة وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة. يجب متابعة تطورات هذه المشاريع لتقييم تأثيرها على قطاع التكنولوجيا في المملكة.




