Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

خليجنا واحد

يخبرنا التاريخ أن سكان الخليج العربي قبل آلاف السنين، كانوا يعملون في التجارة، حيث استفادوا كثيراً من الموقع الجغرافي الهام للخليج العربي، والذي كان يربط بين حضارات العالم القديم، وكانت تتنقل فيه القوافل محملة بالبضائع، قادمة من بلاد السند والصين وما جاورها، متوجهة إلى العراق ومصر وبلاد الشام، والعكس كذلك، بالإضافة إلى بعض المنتجات المحلية التي كان سكان الخليج يقومون بتصديرها إلى العالم آنذاك، والجدير بالذكر، هو أن القوافل كانت تتنقل بين مناطق الخليج العربي في سهولة وأمان، وهذا الأمر من المستحيل أن يحدث، إلا بالتنسيق والتنظيم والتعاون بين شعوب المنطقة قبل آلاف السنين، حتى إن حضارات سومر وآشور والفراعنة والصين، كانوا يثقون كل الثقة في العملية اللوجستية والأمنية التي يوفرها سكان الخليج للتجار والبضائع، وفي هذا الأمر دليل قاطع بأن التعاون الخليجي ليس بجديد على المنطقة، وعمره آلاف السنين، وأن الروابط الوثيقة والعلاقات الأخوية بين شعوب الخليج قديمة قدم التاريخ، ولا تغيرها الأحداث والأزمان.

واليوم، في عصر التواصل الاجتماعي والحسابات الوهمية الخفية، جاء الذباب الإلكتروني، يقوده الجهل بمدى قوة العلاقات الأخوية العميقة الصادقة، التي تجمع شعوب الخليج، وانطلق الذباب الإلكتروني في نشر الشائعات، التي لا أساس لها من الصحة، في محاولة لنشر الخلافات بين أبناء الخليج، وفي اللحظة المناسبة، جاءت مبادرة معالي الشيخ عبد الله بن محمد آل حامد رئيس المكتب الوطني للإعلام، والتي دعا فيها إلى تجاهل منشورات وتعليقات الذباب الإلكتروني، لأنه يعلم من خلال خبرته الكبيرة في مجال الإعلام، بأن الذباب الإلكتروني يتغذى على عدد المشاهدات، والتفاعل الذي يكون من خلال التعليقات، سواء السلبية أو الإيجابية، فهذا التفاعل يساعد على نشر محتواهم أكثر، والترويج إلى شائعاتهم المغرضة، ولذلك دعا معاليه إلى حملة بعنوان «تبليك بدون تعليق»، والتي تدعو إلى التجاهل التام للذباب الإلكتروني، ونشر الوعي بين أفراد المجتمع الخليجي والعربي، بأن عدم التفاعل هو الرادع، والعقاب الحقيقي الذي من خلاله سيقضي المجتمع على ظاهرة الذباب الإلكتروني.

وما إن انطلقت حملة معالي الشيخ عبد الله بن محمد آل حامد، أوقفوا الشائعات «تبليك بدون تعليق»، حتى تفاعل جميع أبناء الخليج، ووقفوا صفاً واحداً خلف هذه المبادرة، التي جاءت في الوقت المناسب، وبدأت تتساقط الحسابات الوهمية من أول يوم من انطلاق هذه المبادرة، والقادم أجمل، وكما قال معاليه، في حسابه على منصة إكس «قوة الخيرين والغيورين تنتصر، وهذا خليجنا، ونقول لمن يعادينا: هذه قوة وحدتنا».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى