رحيل عبدالعزيز البابطين عاشق الأدب العربي.. بقلم: سفير سلطنة عمان د.صالح الخروصي
فقدت الكويت أحد رجالها المخلصين المشهود لهم بالكفاءة والاقتدار، العم عبد العزيز البابطين الرجل العصامي الذي افنى عمره في خدمة وطنه وأمته. كانت اعماله ومبادراته في الشأن الاقتصادي ذات مردود ونتائج إيجابية. وكانت مشاريعه الثقافية في خدمة اللغة العربية و آدابها ذات تأثير كبير، كيف لا يكون ذلك وهو الذي قام بإسداء خدمات جليلة ومؤثرة للغاية في هذا الشأن من خلال الإشراف على مؤسسة البابطين الثقافية وغيرها من المؤسسات والجمعيات والمراكز التي أصدرت الكثير من المؤلفات والموسوعات الرصينة، ونفذت الكثير من البرامج والمشاريع، وكرمت الكثير من رواد الفكر والثقافة. لقد كنت حريصا على زيارته واللقاء به في ديوانه العامر وفي المنتديات والملتقيات الفكرية التي تقوم بها مؤسساته وآخرها حفل جائزة البابطين للإبداع الشعري الذي أقيم في مارس الماضي، وكان آخر ما أوصى به في ختام أعمال الملتقى ضرورة مواصلة العمل في معجم شعراء العربية الذي يوثق الأعمال الشعرية لعدد كبير للغاية من الشعراء، وقد حوى المعجم منهم ما لم يحوه أي معجم او موسوعة عربية أخرى، وهو إنجاز ضخم يحسب له ضمن مشاريعه المتعددة . لقد حاز عبدالعزيز البابطين على الكثير من الأوسمة الرفيعة والتكريم من قادة الدول والمؤسسات الثقافية ونال شهادات الدكتوراه الفخرية من أرقى الجامعات والمؤسسات الأكاديمية، لكن أعز ما كان يفتخر به أنه بذل جهده في خدمة الثقافة العربية، وأنه غرس غرسا يبقى من بعده. و لا شك أن خير الناس من طال عمره وحسن عمله وبقى ذكره.
رحمك الله يا أبا سعود، و جزاك الله عنا وعن الأمة العربية والإسلامية وعن البشرية خير الجزاء.
وكان للراحل عبدالعزيز البابطين علاقاته الواسعة والمتعددة مع مثقفي وشعراء البلاد العربية، ومن بينهم بطبيعة الحال شعراء وأدباء عمان. وكان حريصا على تتبع النتاج الشعري العماني عبر العصور من خلال موسوعة الشعر العربي التي انتدب للكتابة فيها عدد من أبرز الأساتذة المتخصصين في علوم العربية وآدابها ومن بينهم د.محسن بن حمود الكندي أستاذ الأدب العربي بجامعة السلطان قابوس.
وفي هذا الشأن كرمت مؤسسة البابطين شاعر عمان الكبير الراحل عبدالله بن علي الخليلي أثناء الدورة الثامنة لمهرجان ربيع الشعر العربي التي أقيمت في الكويت مارس 2015. وقد استعرضت الندوة التكريمية مراحل حياة الشاعر، ورصيده الشعري الثري. وما هذا إلا نموذج واحد بين أمثلة كثيرة للغاية تبرز ما قام به عبدالعزيز البابطين من جهود لا تقدر بثمن. رحم الله الراحل عبدالعزيز البابطين وغفر له.