رسالة من ريتشارد جير: هذا هو خط الدفاع الأخير عن غزة

عبّر الممثل السينمائي الأمريكي الشهير ريتشارد جير عن أسفه العميق لما يجري في قطاع غزة، داعياً إلى وقف فوري للعنف وضمان استمرار وقف إطلاق النار، مع التأكيد على أهمية دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية للسكان المتضررين. وتأتي هذه الدعوة في ظل استمرار الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى إيجاد حلول مستدامة لضمان سلامة وأمن المدنيين.
وفي تسجيل فيديو نشرته أونروا على منصة “إكس”، وصف جير الوضع في غزة بأنه “مفجع”، مشيراً إلى تدمير الأحياء السكنية وتمزق العائلات، وأن الأطفال يكبرون في بيئة مليئة بالخوف والعنف. كما أكد على أن أونروا تلعب دوراً حيوياً في تقديم الخدمات الأساسية، مثل التعليم والرعاية الصحية، للسكان الفلسطينيين، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع.
أونروا: خط الدفاع الأخير أمام الكارثة الإنسانية
أشار جير إلى أن أونروا تمثل “خط الدفاع الأخير” أمام الكارثة الإنسانية في غزة، وأنها تقدم الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين، خاصةً الأطفال والنساء الذين يدفعون ثمناً باهظاً بسبب الصراع. وأضاف أن الوكالة الأممية ظلت على مدار عقود تقدم المساعدة اللازمة عندما “ضاع كل شيء”، وأنها لا تستطيع الاستغناء عنها في الوقت الحالي.
وتأتي تصريحات جير في وقت تواجه فيه أونروا تحديات كبيرة، بما في ذلك القيود المفروضة على عملها من قبل السلطات الإسرائيلية، بالإضافة إلى الاتهامات الموجهة لبعض موظفيها بالتورط في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهي الاتهامات التي نفتها الوكالة بشكل قاطع.
وفي 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يطالب إسرائيل بالسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة ووقف عرقلة عمل المنظمات الأممية، في خطوة تهدف إلى تخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع.
تأثير الحرب على المدنيين
منذ بدء الحرب في قطاع غزة، ارتفعت أعداد الضحايا والجرحى بشكل كبير، حيث استشهد أكثر من 71 ألف فلسطيني وأصيب أكثر من 171 ألفاً، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية. كما تسببت الحرب في تدمير واسع النطاق للبنية التحتية المدنية، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من السكان.
وتشير التقديرات إلى أن تكلفة إعادة إعمار غزة قد تصل إلى 70 مليار دولار، مما يتطلب جهوداً دولية مكثفة لتقديم الدعم المالي والفني اللازمين. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة ماسة إلى توفير المساعدات الإنسانية العاجلة، مثل الغذاء والدواء والمأوى، للسكان المتضررين.
“الأمل مستقبل الكرامة”: دعوة لدعم أونروا
اختتم جير رسالته بالدعوة إلى وقف العنف فوراً ومواصلة دعم أونروا، مؤكداً أن دعم الوكالة هو “دفاع عن إنسانيتنا المشتركة وعن حقوق الإنسان للجميع”. وأضاف أن الأمل في غزة يجب ألا يبقى مجرد حلم، بل يجب أن يتحول إلى مستقبل حقيقي للكرامة والإنسانية.
يُذكر أن ريتشارد جير هو من أبرز المؤيدين للقضية الفلسطينية، وقد عبر مراراً وتكراراً عن تعاطفه مع الشعب الفلسطيني ودعمه لحقه في إقامة دولة مستقلة. وقد بث في أبريل/نيسان الماضي مقطعاً فيديو وهو يلقي قصيدة “فكر بغيرك” للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، مؤكداً على أهمية التضامن مع الشعب الفلسطيني.
من المتوقع أن تستمر الأمم المتحدة في جهودها الدبلوماسية لإيجاد حل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وضمان حماية المدنيين في غزة. كما من المتوقع أن تستمر أونروا في تقديم المساعدات الإنسانية للسكان الفلسطينيين، على الرغم من التحديات التي تواجهها. وستظل الأوضاع الإنسانية في غزة محل مراقبة دقيقة من قبل المجتمع الدولي، مع التركيز على الحاجة إلى إيجاد حلول مستدامة لضمان سلامة وأمن السكان.





