Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
ثقافة وفنون

رمضان في البرازيل.. اعتكاف وتكثيف للأنشطة والعبادات

ساوباولو-لدينا تصور وبرنامج شامل لنشر التوعية في المجتمع المسلم ومحيطه من غير المسلمين في رمضان”، يقول رئيس مجلس إدارة مؤسسة إحياء التراث العثماني الدولية محمد العمري، في حديث للجزيرة نت.

ويتضمن البرنامج اعتماد المسجد، أي مسجد، كمحطة للتوعية الثقافية، والاجتماعية، والدينية، والدعوية، والإسلامية، والإنسانية.

ويؤكد العمري أن البرنامج يطمح لبناء إنسان متوازن في الحياة بمعرفة ما له من حقوق وما عليه من واجبات. ويضيف أن القرآن والسنة النبوية بيّنا الطريق الذي يُعَد المنبع الأساسي لتغذية العقل والروح بمنهج إسلامي رباني قويم.

ويوضح العمري “نسعى لبناء شخصية إسلامية تكون قريبة من سائر الناس ومُحبة لكل الناس، وأبوابنا مفتوحة للجميع دائما، لا نفرق بين مسلم وغير مسلم، بل نعتبر الناس سواسية في الحقوق والعيش المشترك”.

من اليمين صلاح سليمان ومحمد العمري ومحمد رجب الجراح ومراسل الجزيرة نت وراشد يونجا أثناء الحديث معهم (الجزيرة)

تكثيف العبادات

يقول عضو جمعية طارق بن زياد صلاح الدين أحمد سليمان، في حديث مع الجزيرة نت، إنهم يقومون بممارسة الشعائر الرمضانية، كالسحور والصلوات الخمس، وصلاة التراويح.

وفي رمضان يزدحم المسجد بالمرتادين الذين تتزايد أعدادهم بشكل ملحوظ، كما تقام صلاة التراويح، وبعدها يتم إلقاء كلمة توعوية توجيهية للجالية الإسلامية عن فضائل رمضان، وعن ما يجب أن يتحلى به الإنسان الصائم، وكيف يكون سلوكه خلال أيام رمضان.

ويضيف سليمان أنهم ينظّمون الإفطارات الجماعية، ويحثون على تكثيف العبادات وقراءة القرآن.

من جانبه، وصف راشد يونجا، للجزيرة نت، وهو مدير اتحاد المحبة الروحي (أونيكور)، الذي يتبع جمعية سليمان حلمي توناهان التركية، كيف يمر يومهم الرمضاني الذي يبدأ بتحضير طعام السحور للطلاب، ويتوزع بين الصلاة والذكر.

ويقول الرئيس التنفيذي لمركز الإيمان في الأميركيتين حسام البستاني إنهم يركّزون كثيرا على الزكاة والصدقات على امتداد رمضان، بالإضافة للصلوات وإقامة التراويح.

وأشار إلى أن المساجد تمتلئ في رمضان، خاصة في صلاتي العشاء والفجر، مذكرا أن شهر رمضان فرصة عظيمة، إما أن يستغلها المرء أو يخسرها.

المعتكفون أثناء أحد الدروس الدينية
المعتكفون أثناء أحد الدروس الدينية (الجزيرة)

الدعوة في رمضان

يفيد عضو اتحاد المؤسسات الإسلامية البرازيلية منصور بيشوتو، للجزيرة نت، بأنه يعمل على إنجاز دراسة حول تاريخ الإسلام في البرازيل، لتعريف الشعب البرازيلي بالإسلام وتقريبه منه، وستكون الدراسة جزءا من برنامج تعليمي في البرازيل.

ويرى بيشوتو أن رمضان في البرازيل يختلف عنه بأي بلد في العالم، ويُرجِع ذلك لكون البرازيل بلدا كبيرا، والمسلمون فيه يعيشون في أماكن متباعدة، ويرى أن اللقاءات الجماعية التي تحدث في رمضان مع المسلمين وغير المسلمين في عدد من المدن مسألة في غاية الأهمية.

من جهته، يصف شيخ الطريقة الصوفية الجراحية محمد رجب جراح، للجزيرة نت، كيف يكثفون أنشطتهم الدعوية المفتوحة على الإنترنت في رمضان، لتشمل المسلمين وغير المسلمين. وقال إنه يشارك في منتدى التفاهم بين الأديان المقام في ولاية ساوباولو، معتبرا أن المشاركة مهمة لتوضيح ماهية الإسلام والدفاع عنه، لأن الإسلام غالبا ما يتعرض للهجوم في هكذا منتديات، حسب قوله.
وفي سياق الأنشطة الرمضانية، يقول الستاني إنهم ينظمون مسابقات قرآنية، يتبعها توزيع جوائز وهدايا في أجواء حماسية وتفاعلية لكل الأعمار، بالإضافة للدروس الوعظية والتوعوية.
في حين يخبر يونجا أنهم ذهبوا إلى الفافيلات (مناطق عشوائية هامشية خطرة وفقيرة) وتواصلوا مع الناس هناك، فأرسلوا إليهم 4 طلاب.

ويضيف يونجا “كانت النتائج سارّة ومرضية للمسؤولة عن الفافيلا، فأرسلت 4 طلاب آخرين، ثم أتبعتهم بـ4 آخرين، وأصبح لدينا الآن 12 طالبا من الفافيلا يدرسون عندنا بعد أن أسلموا، وهذا ما شجعنا الآن على التفكير بافتتاح مقر لهم في الفافيلا التي جاؤوا منها”، معتبرا أن ذلك من الإنجازات الرمضانية المهمة.

صلاح الدين أحمد سليمان يؤم المعتكفين في صلاة التراويح في مزرعة شفيق الرفاعي
صلاح الدين أحمد سليمان يؤم المعتكفين في صلاة التراويح بمزرعة شفيق الرفاعي (الجزيرة)

اعتكاف

في مزرعة شفيق الرفاعي الواقعة في غابات منطقة ماري بورام شمال مدينة ساوباولو، وبمبادرة من الرفاعي والشيخ حسام البستاني، اعتكف عدد من المسلمين لتكثيف العبادات في رمضان.

يقول بيشوتو إن الاعتكاف في منطقة كهذه جيد بالنسبة لبعض من أسلموا حديثا، كي يقتربوا من أجواء رمضان والجالية الإسلامية، وأضاف “لقد دعونا الكثير من أبناء هذه المنطقة البعيدة وقد لبى الدعوة أكثر من 30 شخصا رجالا ونساء، وهذه فرصة لهم ليستمعوا إلى بعض الدروس والمحاضرات الدينية”.

ويقول البستاني إن هناك الكثير من المسلمين البرازيليين الذين لا يستطيعون الصيام، وقد عبّروا عن هذا، على اعتبار أنهم لم يخضعوا لتجربة الامتناع عن الطعام والشراب لساعات طويلة (12 ساعة تقريبا)، ومن خلال هذه اللقاءات يمكن توعيتهم بأهمية الصيام وفوائده، وتهيئتهم نفسيا للصيام.

ويضيف البستاني” قمنا بهذا في بداية رمضان، وقد استطاع كل المسلمين الجدد الذين شاركوا في الاعتكاف أن يصوموا”.

وتابع “هذا ما نحاول فعله مجددا مع سكان هذه المنطقة البعيدة، فعادة ما يعتكف المسلمون في العشر الأواخر من رمضان، لكن لا بأس من خوض التجربة مع الإخوة البرازيليين الذين أسلموا حديثا، وسيشاركوننا بدعم هذه المبادرة رجال علم”.

وحسب المتحدث نفسه، فقد أسلم عدد لا بأس به في المناطق القريبة، وهناك أناس كثر يريدون التعرّف على الإسلام، ورمضان يُعَد فرصة للتواصل معهم.

ويوضح البستاني أن الفكرة الأساسية هي جمع البرازيليين بطريقة بسيطة بلا تعقيدات، ليشعروا أنهم جزء من الجالية الإسلامية.

وقال “بعض هؤلاء الناس يشعرون بالعزلة عندما يزورون المساجد، لا أعرف ما سبب هذا الشعور، لكن بمكان جميل كهذا تكون العلاقة معهم والدروس والمحاضرات الرمضانية موجهة لهم مباشرة، وقد حرصنا على دعوتهم كعائلات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى