Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اقتصاد

روسنفت الروسية تعلن انخفاض صافي أرباحها 70%

أعلنت شركة روسنفت، أكبر شركة نفط في روسيا، عن انخفاض كبير في أرباحها خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، مما يعكس التحديات التي تواجهها شركات الطاقة الروسية بسبب تقلبات أسعار النفط العالمية، وارتفاع أسعار الفائدة، وتأثير العقوبات الغربية. وقد أثار هذا التراجع المخاوف بشأن قدرة الشركة على مواصلة الاستثمار في مشاريعها المستقبلية، وعلى الاقتصاد الروسي بشكل عام. وتشير البيانات إلى أن هذا الانخفاض في صافي الأرباح يعكس بيئة تشغيلية صعبة تؤثر على قطاع النفط الروسي.

ووفقًا لبيان الشركة، انخفض صافي الأرباح بنسبة 70% على أساس سنوي، ليصل إلى 277 مليار روبل (حوالي 3.57 مليار دولار أمريكي). يضاف إلى ذلك، انخفاض الإيرادات بنسبة 17.8% لتصل إلى 6.29 تريليونات روبل (حوالي 80.95 مليار دولار أمريكي) خلال نفس الفترة. ويرجع هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى عدة عوامل متداخلة، بما في ذلك الضغوط الاقتصادية والجيوسياسية المتزايدة.

تراجع أرباح روسنفت: الأسباب والتداعيات

يأتي هذا التراجع في أرباح روسنفت في سياق عالمي يشهد تقلبات في أسعار النفط، حيث تأثرت الشركة، مثلها مثل شركات النفط الكبرى الأخرى مثل شل وتوتال إنرجي، بانخفاض أسعار النفط في الفترة الأخيرة. ومع ذلك، يبدو أن الانخفاض في أرباح روسنفت كان أكثر حدة مقارنة بنظيراتها الغربيات، مما يشير إلى وجود عوامل إضافية تؤثر بشكل خاص على الشركة الروسية.

وأضافت روسنفت أن ارتفاع تكاليف التشغيل، بما في ذلك النفقات المتعلقة بتعزيز الأمن ضد الهجمات، قد ساهم أيضًا في تراجع الأرباح. وقد كثفت أوكرانيا هجماتها على البنية التحتية للطاقة في روسيا منذ أغسطس الماضي، مما أدى إلى زيادة الإنفاق على إجراءات الحماية والأمن. لكن الشركة لم تفصل طبيعة هذه التدابير الأمنية.

العوامل الاقتصادية والسياسية المؤثرة

يلعب سعر الفائدة الرئيسي في روسيا، والذي يبلغ حاليًا 16.5%، دورًا كبيرًا في زيادة التكاليف المالية للشركة وتثبيط الاستثمار. تؤثر أسعار الفائدة المرتفعة على تكلفة الاقتراض، مما يقلل من القدرة على تمويل المشاريع الجديدة وتعزيز الإنتاج. بالإضافة إلى ذلك، تسببت العقوبات الغربية في تقييد وصول روسنفت إلى التكنولوجيا والتمويل الأجنبي، مما أثر سلبًا على قدرتها التنافسية. وبحسب محللين في مجال الطاقة، فإن هذه العقوبات تفرض تحديات طويلة الأمد على الشركة.

تداعيات محتملة على الاقتصاد الروسي

يمثل قطاع النفط والغاز الروسي مساهمًا رئيسيًا في الميزانية الحكومية. لذا، فإن انخفاض أرباح روسنفت قد يؤدي إلى تقليل إيرادات الدولة من الضرائب والرسوم، مما يزيد من الضغط على الميزانية العامة. قد تضطر الحكومة الروسية إلى اتخاذ إجراءات تقشفية أو البحث عن مصادر تمويل بديلة لسد العجز المحتمل.

تأثيرات على سوق الطاقة العالمي

يأتي هذا التراجع في وقت يشهد فيه سوق الطاقة العالمي إعادة تنظيم مستمر، حيث تظهر دول جديدة كلاعبين رئيسيين في الإمدادات. قد يؤدي استمرار الضغوط على الشركات الروسية إلى تغيير في توزيع حصص السوق، مع تعزيز دور منتجين آخرين مثل المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة. هذا التحول قد يؤثر على استقرار الأسعار وتوقعات العرض والطلب في المستقبل.

مستقبل روسنفت وقطاع النفط الروسي

يشير هذا الانخفاض الكبير في الأرباح إلى فترة من عدم اليقين بالنسبة لروسنفت. يجب على الشركة إيجاد طرق للتكيف مع البيئة المتغيرة، بما في ذلك خفض التكاليف، وتحسين الكفاءة، وتنويع مصادر الإيرادات. في الوقت نفسه، من المرجح أن تواصل الحكومة الروسية دعم الشركة، مع إدراكها لأهميتها الاستراتيجية للاقتصاد.

يتوقع المراقبون أن تظل روسنفت تحت المجهر خلال الأشهر القادمة، حيث يراقب المستثمرون عن كثب قدرتها على التغلب على هذه التحديات. من المتوقع أن يتم الإعلان عن تفاصيل خطط الشركة للتعامل مع هذا الوضع في الربع الأول من عام 2026، مع التركيز على استراتيجيات الاستثمار والتوسع في الأسواق الجديدة. وستكون التطورات الجيوسياسية، وتطورات أسعار النفط العالمية، وقرارات البنك المركزي الروسي بشأن أسعار الفائدة من بين العوامل الرئيسية التي ستشكل مستقبل الشركة وقطاع النفط الروسي بأكمله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى