روسيا تقصف أوكرانيا بعشرات المسيرات وويتكوف يتوجه لموسكو الأسبوع المقبل

أعلن الجيش الأوكراني، اليوم الأربعاء، عن تصاعد في الهجمات الروسية التي استهدفت مناطق واسعة من البلاد بصواريخ ومسيرات. يأتي هذا في ظل استمرار الصراع في أوكرانيا، وتزايد المخاوف بشأن تأثير هذه الهجمات على البنية التحتية المدنية، وخاصة مع اقتراب فصل الشتاء. وقد أسفرت هذه الموجة من الهجمات عن إصابات مدنية وأضرار مادية كبيرة.
وذكر الجيش الأوكراني أنه تمكن من إسقاط 72 مسيرة، فيما لم يتم اعتراض 10 صواريخ، مما يشير إلى تحديات متزايدة تواجه الدفاعات الجوية. وتشير التقارير إلى أن منطقة زاباروجيا في جنوب شرق البلاد كانت الأكثر تضرراً، حيث أصيب 21 مدنياً بينهم حالات خطيرة، بسبب الضربات الجوية المتواصلة، فضلاً عن تعرض المنطقة لأكثر من 700 هجوم بمسيرات في يوم واحد.
تطورات الأوضاع في أوكرانيا وجهود السلام
تواجبت هذه الهجمات مع الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إيجاد حل سلمي للأزمة. أعلن الكرملين أن ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص، سيزور موسكو الأسبوع المقبل، برفقة وفد أمريكي كبير، لمناقشة خطة سلام مقترحة لـأوكرانيا.
وقد صرح الرئيس الأمريكي بوجود “تقدم” في المحادثات مع الجانبين الروسي والأوكراني، مشيراً إلى أن روسيا أبدت “بعض التنازلات” دون الخوض في تفاصيلها. هذا الإطار الأولي للسلام، الذي أعلنت عنه واشنطن مؤخراً، أثار قلقاً في كييف وبعض العواصم الأوروبية، خشية أن يدفع أوكرانيا نحو اتفاق قد لا يلبي تطلعاتها بالكامل.
زيارة ويتكوف إلى موسكو والجدل حول تسريبات المحادثات
أكد مستشار الرئيس الروسي لشؤون السياسة الخارجية، يوري أوشاكوف، الاتفاق المبدئي على زيارة ويتكوف، مشيراً إلى أن الوفد الأمريكي سيضم مسؤولين متخصصين في الشأن الأوكراني. وفي سياق متصل، وصف أوشاكوف تسريب محادثة هاتفية بينه وبين ويتكوف، نشرتها وكالة بلومبيرغ، بأنه محاولة متعمدة لتقويض المباحثات السياسية الجارية.
وكشفت التسريبات عن أن ويتكوف اقترح على الطرفين العمل المشترك على صياغة خطة لوقف إطلاق النار، وأشار إلى إمكانية أن يطرح الرئيس بوتين هذا الموضوع مباشرة مع الرئيس ترامب. ورأى أوشاكوف أن هذا التسريب يهدف إلى إعاقة التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا .
الوضع في المناطق الأخرى
بالإضافة إلى زاباروجيا، أفادت السلطات المحلية في خيرسون جنوبي البلاد بأن القصف الروسي المتواصل بالدبابات والمسيرات والمدفعية يستهدف الأحياء السكنية والبنية التحتية الحيوية، مما أدى إلى أضرار واسعة. وفي خاركيف، شمال شرق أوكرانيا، تعرضت ضواحي المدينة لضربات صاروخية مكثفة، استهدفت محطات الكهرباء ومرافق حيوية أخرى، مما يثير مخاوف بشأن تدهور الوضع الإنساني مع اقتراب فصل الشتاء.
تداعيات الهجمات وتوقعات مستقبلية
تأتي هذه الهجمات في الوقت الذي تشهد فيه أوكرانيا نقصاً متزايداً في الطاقة، حيث تستعد البلاد لمواجهة فصل شتاء قاسٍ. كما أن استهداف البنية التحتية المدنية يمثل تصعيداً في الصراع، ويثير تساؤلات حول التزام الأطراف بالقانون الإنساني الدولي.
من المتوقع أن تستمر المباحثات الدبلوماسية في الأيام المقبلة، مع التركيز على إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. ومع ذلك، لا تزال العقبات كبيرة، ولا يوجد ضمان بأن هذه الجهود ستنجح في تحقيق اختراق دبلوماسي. يجب متابعة تطورات زيارة المبعوث الأمريكي ويتكوف إلى موسكو، وردود فعل الأطراف المعنية، لتقييم فرص إحياء عملية السلام في أوكرانيا.





