Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

سباق نووي تحت الماء بين الكوريتين.. كيف علق مغردون؟

أثار الإعلان عن مشروع كوريا الشمالية لبناء أول غواصة نووية هجومية ردود فعل واسعة النطاق، مما يثير مخاوف بشأن سباق تسلح بحري جديد في شبه الجزيرة الكورية. يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه المنطقة توترات جيوسياسية متزايدة، ويثير تساؤلات حول مستقبل الأمن والاستقرار في آسيا والمحيط الهادي.

أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عن المشروع خلال زيارة لمصنع بناء الغواصات، برفقة ابنته، في إشارة إلى أهمية هذا البرنامج ضمن جهود البلاد لتطوير قدراتها العسكرية. وقد نشرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية صورًا لكيم يتفقد الغواصة قيد الإنشاء، مما يؤكد التقدم المحرز في هذا المشروع الطموح.

تطور القدرات البحرية لكوريا الشمالية: نظرة على الغواصة النووية

تمثل الغواصة النووية الجديدة قفزة نوعية في القدرات البحرية لكوريا الشمالية. تزن الغواصة حوالي 8700 طن، وهي مصممة للعمل بالطاقة النووية، مما يمنحها قدرة متقدمة على إطلاق الصواريخ النووية من البحر، على غرار الغواصات الهجومية من طراز فيرجينيا التابعة للبحرية الأمريكية. هذا التطور يثير قلقًا بالغًا لدى دول المنطقة.

حاليًا، تمتلك كوريا الشمالية أسطولًا من حوالي 70 غواصة تقليدية. ومع ذلك، تسعى بيونغ يانغ إلى امتلاك غواصات نووية نظرًا لمزاياها الاستراتيجية، بما في ذلك القدرة على البقاء تحت الماء لفترات أطول، والتحرك بسرية أكبر، مما يجعلها أكثر صعوبة في الكشف والتتبع.

السياق الإقليمي لبرنامج التسلح الكوري الشمالي

يأتي هذا المشروع في سياق برنامج تسلح واسع النطاق تتبعه كوريا الشمالية، والذي يشمل تطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على الوصول إلى أهداف في الولايات المتحدة. وقد وصف كيم جونغ أون الغواصة النووية بأنها أحد أهم أولويات برنامجه التسليحي، مما يعكس رغبته في تعزيز الردع الاستراتيجي لبلاده.

في المقابل، تسعى كوريا الجنوبية أيضًا إلى امتلاك غواصات نووية، بعد الحصول على موافقة من الولايات المتحدة. ومع ذلك، من المتوقع أن يستغرق بناء الغواصة النووية الكورية الجنوبية عقدًا كاملاً على الأقل، مما يمنح كوريا الشمالية ميزة زمنية في هذا المجال. هذا التنافس يفاقم التوترات القائمة في المنطقة.

ردود الفعل الدولية والتحليلات

أثار الإعلان عن الغواصة النووية الكورية الشمالية ردود فعل متباينة على وسائل التواصل الاجتماعي. عبر البعض عن قلقهم بشأن تصاعد التوترات الإقليمية، بينما أشاد آخرون بقدرة كوريا الشمالية على تحقيق إنجازات عسكرية على الرغم من العقوبات الدولية والظروف الاقتصادية الصعبة.

أشار محللون إلى أن بناء غواصة نووية يتطلب تكنولوجيا متقدمة وتمويلًا كبيرًا، مما يثير تساؤلات حول مدى الاعتماد على المساعدة الخارجية، خاصة من روسيا.

بالإضافة إلى الغواصة النووية، وجه كيم جونغ أون ببناء مصانع جديدة وتحديث المصانع القائمة لإنتاج الذخيرة، بهدف زيادة القدرة الإنتاجية للأسلحة. على الرغم من أن العديد من مصانع الذخيرة الكورية الشمالية تعاني من نقص في الطاقة والمواد الخام، إلا أن هذا التوجه يشير إلى التزام بيونغ يانغ بتعزيز ترسانتها العسكرية.

الأسلحة النووية و تطويرها يمثل تحديًا كبيرًا للأمن الإقليمي والدولي.

مخاوف بشأن سباق التسلح وتداعياته

يثير سباق التسلح البحري النووي بين الكوريتين مخاوف جدية بشأن استقرار شبه الجزيرة الكورية. قد يؤدي هذا التطور إلى زيادة التوترات، وزيادة خطر سوء التقدير، وربما حتى الصراع العسكري.

بالإضافة إلى ذلك، قد يشجع هذا التطور دولًا أخرى في المنطقة على تطوير قدراتها العسكرية النووية، مما يؤدي إلى تصعيد أكبر في سباق التسلح.

القدرات الصاروخية لكوريا الشمالية تزيد من تعقيد الوضع.

من المتوقع أن تواصل كوريا الشمالية تطوير برنامجها النووي والصاروخي في المستقبل القريب. وستراقب دول المنطقة والمجتمع الدولي عن كثب التطورات في هذا المجال، وستسعى إلى إيجاد حلول دبلوماسية لمنع المزيد من التصعيد. من المرجح أن تشهد الأشهر القادمة مزيدًا من المناقشات والتحليلات حول هذا التطور، مع التركيز على تقييم القدرات الفعلية للغواصة النووية الجديدة وتأثيرها على التوازن الاستراتيجي في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى