وسط الدمار والخوف الذي يلف مدينة الفاشر، تمكن عدد من النازحين من الفرار إلى منطقة الدبة، بفضل تدخل جمعية “قطر الخيرية” التي أقامت مخيما لإيواء وسقيا وإطعام النازحين. وتفصيلا، فقد شهدت مدينة الفاشر نحو 300 مواجهة عسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى نزوح العديد من الأسر.
آدم، أحد النازحين، تحدث عن رحلته الأليمة، قائلا “كان أمامي خيارين، إما البقاء في الفاشر لانتظار الموت الحتمي، أو محاولة الهروب عبر طرق وعرة وخطرة”. وقد تمكن آدم ومن تبقى من أسرته من النجاة والوصول إلى مخيم “قطر الخير” في منطقة الدبة، حيث وجدوا الإيواء والرعاية اللازمة.
معاناة مشتركة
روت ريم، إحدى النازحات، قصتها قائلة “كنا نعاني من حصار شديد من قوات الدعم السريع، ولم يكن هناك طعام أو أمان. كنا نرى جثث أهلنا الذين حاولوا إدخال الطعام للمدينة”. وقد تعرضت ريم لإصابات خطيرة خلال محاولتها الهروب، مما أدى إلى إعاقة في رجلها.
أوضحت ريم أن رحلة نزوحهم استمرت نحو شهر، وكانوا يسيرون على الأقدام في معظم الأحيان، بعد أن نهبت قوات المليشيا سياراتهم. وقد تعرضوا للابتزاز والتهديد، مما زاد من معاناتهم الإنسانية.
تدخل “قطر الخيرية”
جمعية “قطر الخيرية” بادرت بإنشاء مخيم “قطر الخير” في منطقة الدبة، بدعم من صندوق قطر للتنمية، لتقديم المساعدات العاجلة للنازحين. وتضمنت هذه المساعدات توفير الخيام، والسلال الغذائية، والخدمات الصحية.
قال طارق محيي الدين، مدير مكتب “قطر الخيرية” بالإنابة في السودان، إن المخيم سيقدم مجموعة من الخدمات، بما في ذلك توزيع آلاف السلال الغذائية، وتوفير عيادات متنقلة، ومياه صالحة للشرب.
سرعة وفعالية
أثنى عثمان أحمد عثمان، والي الولاية الشمالية بالإنابة، على سرعة استجابة “قطر الخيرية” لاحتياجات النازحين، مؤكدا أن هذا التدخل سيسهم في تخفيف حدة المعاناة الإنسانية.
من جانبه، أفاد الحسن إبراهيم حامد، رئيس لجنة الطوارئ والأزمات بمحلية الدبة، بأن هناك توقعات بوصول عشرات الآلاف من النازحين، وأشار إلى أهمية توفير الخدمات الأساسية، مثل المياه والصرف الصحي، لضمان سلامة النازحين.
في الختام، ينتظر أن يستمر تدخل “قطر الخيرية” في تقديم المساعدات للنازحين في منطقة الدبة، مع توقعات بزيادة أعداد الوافدين. وستظل الجهود مستمرة لتوفير الاحتياجات الأساسية للنازحين، في ظل استمرار الأزمة الإنسانية في السودان.
