“شين” تثير الجدل مجددا بسبب منتجاتها وتباين الآراء بشأنها على المنصات

بالرغم من شعبيتها الكبيرة في عالم الموضة السريعة وتحقيقها أرقامًا قياسية في المبيعات عبر منصة تيك توك، تواجه شركة “شين” (Shein) انتقادات متزايدة حول سلامة منتجاتها. كشفت تقارير حديثة لمنظمة السلام الأخضر “غرينبيس” عن وجود مواد كيميائية خطرة في ملابس “شين” تتجاوز الحدود المسموح بها في أوروبا، مما يثير تساؤلات حول التزام الشركة بمعايير السلامة.
تعود تفاصيل القضية إلى عام 2022، عندما أظهرت فحوصات سابقة وجود مواد ضارة في بعض منتجات الشركة، وتم الاعتراف حينها بوجود تلوث كيميائي. تعهدت “شين” بإصلاح هذه المشكلة وإجراء تحسينات على إدارة المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة ملابسها. ومع ذلك، تشير نتائج الاختبارات الجديدة التي أجرتها “غرينبيس” إلى أن هذه الوعود لم تتحقق بالكامل.
نتائج التحاليل الجديدة لـ “شين”
أظهرت تحاليل “غرينبيس” لـ 65 قطعة ملابس، بما في ذلك ملابس الأطفال، احتواء 18 قطعة على مواد كيميائية خطرة. هذه المواد يمكن أن تنتقل إلى الجسم عن طريق الجلد أو العرق، وتشكل خطورة خاصة على الأطفال الذين قد يضعون الملابس في أفواههم.
وتبين أن 7 جاكيتات تحتوي على مواد تستخدم لزيادة مقاومة الماء والبقع، وهي مواد مرتبطة باضطرابات في الغدد الصماء وضعف الجهاز المناعي. وقد تجاوزت نسبة هذه المواد في بعض الحالات الحدود المسموح بها بأكثر من ثلاثة آلاف مرة.
علاوة على ذلك، وجدت التحاليل وجود مواد الفثالات في 6 من 14 قطعة ملابس تم فحصها، وبكميات تتجاوز الحدود المسموح بها بنحو 100 مرة. تشتهر هذه المواد بتأثيرها السلبي على الهرمونات، ومشاكل الخصوبة، ونمو الأطفال. كما كشف التقرير عن وجود معادن ثقيلة مثل الرصاص، المعروف بتسببه في أضرار لتطور الدماغ لدى الأطفال.
بالإضافة إلى هذه المواد، تم الكشف عن وجود مركب يمكن أن يسبب تهيجًا في الجهاز التنفسي، ويصنف كمادة مسرطنة محتملة في بعض المنتجات.
تفاعل المستخدمين مع تقرير “غرينبيس”
أثار تقرير “غرينبيس” تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من المستخدمين عن قلقهم وخيبة أملهم من جودة وسلامة منتجات “شين”. الحوارات المتداولة تعكس تضارب الآراء، حيث يرى البعض أن هذه النتائج تستدعي مقاطعة العلامة التجارية، بينما يعتقد آخرون أنها مجرد محاولة لتشويه سمعتها.
مرح كتبت على أحد المنصات: “كل مرة أشتري من شين أندم… تغرينا العروضات والخصومات ولكن المنتجات نصفها ماله لزوم والنوعية ضعيفة .. خسارة فلوس فقط”. في المقابل، أعربت مي داود عن شكوكها في صحة التقرير، معتبرة إياه محاولة للإطاحة بسمعة الموقع بسبب شعبيته المتزايدة.
كلير نعمة تساءلت عن سبب التركيز فقط على “شين” مع وجود أسلحة وبضائع أخرى تضر بالصحة، بينما فداء ألقت اللوم على الدول التي تسمح باستيراد هذه المنتجات، مطالبة بوضع ضوابط أكثر صرامة.
رد شركة “شين”
من جهتها، قالت شركة “شين” إنها تتعامل مع سلامة المنتجات على محمل الجد، وتلتزم بتقديم منتجات آمنة لعملائها. أضاف المتحدث باسم الشركة أن “غرينبيس” لم تشاركهم بنتائج الاختبارات قبل نشرها، وبالتالي لم تسنح لهم الفرصة لتقييمها بشكل كامل. وأكدت الشركة أنها بصدد التحقيق في هذه الادعاءات واتخاذ الإجراءات اللازمة.
دعوات لتنظيم صناعة الموضة السريعة
في ضوء هذه التطورات، دعت منظمة “غرينبيس” إلى وضع قوانين عالمية تنظم صناعة الموضة السريعة، وتشمل فرض ضرائب على الإنتاج المفرط، وحظر الإعلانات المضللة، ودعم استهلاك الملابس المستعملة وإعادة تدويرها، وتصليحها.
يُتوقع أن تستمر هذه القضية في حشد الانتباه إلى الممارسات البيئية والاجتماعية لشركات الموضة السريعة. من المرجح أن تزداد الضغوط على “شين”، وغيرها من العلامات التجارية المماثلة، لتبني ممارسات أكثر استدامة وشفافية. الموعد النهائي المتوقع لاستجابة “شين” الرسمية للتقرير هو نهاية الأسبوع الحالي، ويبقى السؤال حول ما إذا كانت الشركة ستتخذ إجراءات ملموسة لمعالجة المخاوف المثارة.





