شهدت أسعار الشحن الفوري لناقلات الغاز الطبيعي المسال (LNG) ارتفاعًا ملحوظًا في نهاية نوفمبر 2025، مدفوعة بزيادة الطلب على الصادرات الأمريكية الشمالية. وارتفعت التكاليف بشكل كبير، مما يشير إلى تحول في ديناميكيات السوق بعد فترة من الركود. هذا الارتفاع في أسعار الشحن له تأثير مباشر على تكلفة الغاز الطبيعي المسال المستورد، خاصة في أوروبا وآسيا.
قفزت كلفة استئجار سفينة لنقل الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة إلى أوروبا إلى 130 ألفًا و750 دولارًا يوميًا، وهو أعلى مستوى لها منذ ديسمبر 2023، وفقًا لبيانات شركة سبارك كوموديتيز. يعكس هذا الارتفاع زيادة في حجم الصادرات الأمريكية الشمالية من الغاز الطبيعي المسال، مما أدى إلى تقليل عدد السفن المتاحة وزيادة المنافسة عليها.
ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال وتأثيره على الشحن
بدأت الأسعار في الارتفاع منذ أوائل أكتوبر 2025 مع زيادة الإنتاج من المشاريع الجديدة في أمريكا الشمالية. هذا الإنتاج المتزايد يتطلب المزيد من السفن لنقل الوقود المبرد إلى العملاء في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الأسواق الآسيوية الرئيسية. وتشير التقارير إلى أن هذا الارتفاع في الطلب على الشحن يتجاوز العرض الحالي من السفن المتاحة.
وفقًا لتجار مطلعين على الأمر، فقد تم استئجار سفينة بأكثر من 150 ألف دولار يوميًا لرحلة عبر المحيط الأطلسي تبدأ في النصف الثاني من ديسمبر. هذا يشير إلى توقعات بمزيد من الارتفاع في الأسعار في الأيام والأسابيع المقبلة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وزيادة الطلب على الغاز الطبيعي للتدفئة.
تأثيرات على مشتري الغاز الطبيعي المسال
ارتفع متوسط صادرات الغاز الطبيعي المسال في أمريكا الشمالية على مدار 30 يومًا إلى أعلى مستوى له على الإطلاق يوم الخميس، بزيادة تقارب 50٪ على أساس سنوي، وفقًا لبيانات تتبع السفن التي جمعتها بلومبيرغ. هذا الارتفاع في الصادرات يعزز الطلب على السفن ويدفع الأسعار إلى الأمام.
ومع ذلك، فقد دفع هذا الارتفاع في أسعار الشحن بعض مشتري الغاز الطبيعي المسال إلى تأجيل عمليات التحميل في حوض المحيط الأطلسي، حسبما ذكرت شركة سبارك كوموديتيز. هذا التأجيل هو محاولة لتقليل التكاليف والاستفادة من أي انخفاض محتمل في الأسعار في المستقبل القريب. تعتبر هذه الاستراتيجية محفوفة بالمخاطر، حيث قد يؤدي التأخير إلى نقص في الإمدادات وزيادة الأسعار بشكل أكبر.
بالإضافة إلى ذلك، وصلت كلفة استئجار ناقلة في المحيط الهادي إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عام. يعكس هذا الارتفاع في الأسعار في المحيط الهادي زيادة الطلب من آسيا، حيث تشهد بعض الدول نموًا اقتصاديًا قويًا وزيادة في استهلاك الطاقة.
يُعدّ هذا الارتفاع في أسعار الشحن بمثابة تحول كبير في السوق، بعد أن عانى من ركود معظم العام بسبب فائض السفن. الظروف الحالية تشير إلى أن هذا الفائض قد اختفى، وأن السوق يتجه نحو نقص في العرض.
تعتبر أسواق الطاقة العالمية حساسة للغاية للتغيرات في أسعار الشحن، حيث يمكن أن تؤثر هذه التغيرات على تكلفة الغاز الطبيعي المسال المستورد وتؤدي إلى تقلبات في الأسعار.
من المتوقع أن يستمر الضغط على أسعار الشحن في المدى القصير، خاصة مع استمرار زيادة الإنتاج من أمريكا الشمالية وتزايد الطلب من آسيا. ومع ذلك، فإن بناء المزيد من السفن الجديدة قد يساعد في تخفيف الضغط على العرض في المستقبل. يجب على المستثمرين ومشتري الغاز الطبيعي المسال مراقبة تطورات السوق عن كثب وتقييم المخاطر المحتملة.
في الختام، يشهد سوق الغاز الطبيعي المسال تحولًا كبيرًا مع ارتفاع أسعار الشحن الفوري. من المرجح أن يستمر هذا الاتجاه في الأسابيع المقبلة، مما يتطلب من اللاعبين في السوق التكيف مع الظروف الجديدة. سيظل من الضروري مراقبة تطورات العرض والطلب، بالإضافة إلى أي عوامل جيوسياسية قد تؤثر على السوق.
