صحف عالمية: المقاربة الأمنية تعمق جمود الملف النووي الإيراني

تتصدر التغطيات الإعلامية العالمية مستجدات الأخبار العاجلة المتصلة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مع التركيز المتزايد على الأثر الإنساني على الصحفيين في قطاع غزة والتداعيات الداخلية العميقة على المجتمع الإسرائيلي. تتناول الصحف الكبرى أيضاً تطورات الملف الإيراني والتوترات المتصاعدة في فنزويلا، مما يعكس أزمة متفاقمة على الساحة الدولية.
وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن الصحفيين الفلسطينيين يواجهون مخاطر جمة ويدفعون ثمناً باهظاً في ظل الأحداث الجارية، مشيرةً إلى تدمير مكتب قناة الجزيرة في غزة كأحد أبرز الأمثلة على استهداف حرية الصحافة. وبحسب المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحرية الرأي والتعبير، إيرين خان، فإن إسرائيل تعيق وصول الصحفيين الدوليين إلى غزة، بينما تستهدف وتقتل العاملين المحليين.
تأثير الصراع على حرية الصحافة: الأخبار العاجلة من غزة
تُظهر التقارير المتزايدة من منظمات حقوق الإنسان وصحفيين ميدانيين أن الوضع في غزة يمثل تحدياً غير مسبوقاً للصحافة. فقد أدى القصف المستمر والقيود المفروضة على الحركة إلى صعوبة بالغة في الوصول إلى المعلومات وتوثيق الأحداث. وتشير التقديرات إلى أن عشرات الصحفيين قد فقدوا حياتهم أو أصيبوا بجروح خطيرة خلال الأشهر الأخيرة، مما يثير مخاوف جدية بشأن سلامة الصحفيين وقدرتهم على أداء عملهم.
وتؤكد جين مارتينسون، الكاتبة في الغارديان، أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى حجب المعلومات عن العالم، مما يجعل من الصعب فهم حقيقة ما يجري في غزة. وهذا بدوره قد يعيق جهود السلام والمساءلة.
انقسام إسرائيلي متزايد: تهديد أكبر من التهديدات الخارجية
على الصعيد الداخلي الإسرائيلي، كشفت نتائج استطلاع للرأي نشرته صحيفة جيروزاليم بوست عن تصاعد الانقسام الاجتماعي، حيث يرى 55% من الإسرائيليين أن الاستقطاب الداخلي يمثل الخطر الأكبر الذي يواجه البلاد. يتجاوز هذا الخطر، في نظر المستطلعين، حتى التهديد النووي الإيراني.
ويعكس هذا الاستطلاع حالة من القلق العميق بشأن مستقبل الوحدة الوطنية في إسرائيل، خاصةً في ظل الخلافات الحادة حول السياسات الحكومية والتعامل مع الصراع الفلسطيني. وتشير التحليلات إلى أن هذا الانقسام قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي.
الخلفية والتداعيات
يعود هذا الانقسام إلى عدة عوامل، بما في ذلك التباينات الأيديولوجية والسياسية، والتوترات الاقتصادية والاجتماعية، وتأثير الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على الهوية الوطنية الإسرائيلية. وتشير التقارير إلى أن هذا الانقسام يتفاقم بسبب انتشار المعلومات المضللة وخطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي.
الجمود في الملف الإيراني: أمننة القضية تعيق التقدم
وفي تحليل مفصل للملف الإيراني، يرى وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف والباحث أمير غارميسري في مجلة “فورين أفيرز” أن الجمود الطويل في العلاقات بين طهران وواشنطن يعود إلى تغليب المقاربة الأمنية. ويشيران إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل قد روّجتا لسرديات تصور إيران كتهديد عالمي، مما أدى إلى فرض عقوبات وتصعيد التوترات.
ويرى الكاتبان أن هذه المقاربة الأمنية غذت التوتر الإقليمي والدولي، وأسهمت في ترسيخ عقلية الحصار داخل إيران. ويؤكدان أن كسر هذه الحلقة يتطلب تحولات داخلية وخارجية، بما في ذلك إنهاء ما يسمونه “أمننة طهران” (أي اعتبارها قضية أمنية بحتة).
بشكل إضافي، تشير التحليلات إلى أن استمرار هذا الجمود قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة، بما في ذلك احتمال نشوب صراعات جديدة. وتدعو العديد من الأطراف إلى استئناف المفاوضات وإيجاد حلول دبلوماسية للملف الإيراني.
وفي تطور منفصل، أفادت صحيفة نيويورك تايمز أن استهداف القوات الأميركية لناقلات النفط الفنزويلية يمثل تصعيداً في الضغط على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو. ومع ذلك، فإن السماح بمعظم السفن بالدخول والخروج من الموانئ الفنزويلية يشير إلى أن هذه الإجراءات أقرب إلى تطبيق القانون منها إلى حصار كامل.
من المتوقع أن تستمر التغطية الإعلامية المكثفة لهذه التطورات في الأيام والأسابيع القادمة. وينبغي مراقبة ردود الفعل الدولية، وجهود الوساطة الدبلوماسية، والتطورات على الأرض لتقييم مسار الأحداث وتداعياتها المحتملة. يبقى الوضع في غزة متقلباً وغير مؤكد، في حين أن مستقبل العلاقات بين إيران والولايات المتحدة لا يزال غامضاً.





