صدمات متتالية تضرب صفقات ليفريول وسلوت في ورطة

لم يستطع نادي ليفربول الإنجليزي الاستفادة الكاملة من الاستثمارات الضخمة التي قام بها في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، وذلك بسبب سلسلة من الإصابات التي ألمت بلاعبيه الجدد والمستقرين. وقد أكد أرني سلوت، المدير الفني للفريق، أن هذه الإصابات أثرت بشكل كبير على خططه لإعادة بناء الفريق وتحقيق النتائج المرجوة، مما أثار تساؤلات حول فعالية سياسة الانتقالات الصيفية للنادي.
فقد أنفق ليفربول مبالغ كبيرة على صفقات مثل فلوريان فيرتز من باير ليفركوزن بقيمة 155 مليون دولار، وهوغو إيكيتيكي من آينتراخت فرانكفورت بـ 106 ملايين دولار، بالإضافة إلى ألكسندر إيزاك الذي انضم للفريق كأغلى لاعب. ومع ذلك، لم يتمكن هؤلاء اللاعبون من تقديم المساهمة المتوقعة بسبب ظروفهم البدنية.
تأثير الإصابات على صفقات ليفربول الجديدة
عانى ألكسندر إيزاك، على سبيل المثال، من نقص في اللياقة البدنية بعد انضمامه، وتعرض لإصابة بكسر في عظام القدم خلال مواجهة توتنهام، مما سيغيب معه عن الملاعب لمدة شهرين على الأقل. هذه الإصابة تمثل ضربة قوية لخطط سلوت، خاصة وأن الفريق كان يعتمد على قدراته التهديفية.
بالإضافة إلى ذلك، تعرض جيوفاني ليوني، المدافع الإيطالي الشاب، لإصابة خطيرة في الرباط الصليبي أنهت موسمه الأول مع الفريق قبل أن يبدأ بشكل فعلي. هذا يضع ضغوطًا إضافية على خط الدفاع، ويقلل من الخيارات المتاحة للمدرب.
أما جيريمي فريمبونغ، الظهير الهولندي، فقد شارك كأساسي في 5 مباريات فقط من أصل 11، بسبب مشكلة متكررة في أوتار الركبة. على الرغم من إظهاره لمستوى جيد في بعض المباريات، إلا أن عدم استقراره البدني منع الفريق من الاعتماد عليه بشكل دائم.
تكلفة الإصابات المرتفعة
تجاوزت تكلفة الثلاثي (فيرتز، إيكيتيكي، إيزاك) ما يقرب من 270.3 مليون دولار، وهو ما يمثل نصف إجمالي إنفاق ليفربول في سوق الانتقالات الصيفية. ومع ذلك، فإن مشاركتهم الإجمالية في المباريات لم تتجاوز 28 مباراة، مما يثير تساؤلات حول العائد على الاستثمار.
وأشار سلوت إلى أن هذه الإصابات تعيق عملية إعادة بناء الفريق التي بدأها، وتمنعه من تطبيق خططه التكتيكية بشكل كامل. ومع ذلك، أعرب عن تفاؤله بشأن مستقبل فريمبونغ، الذي بات جاهزًا للمشاركة بعد تعافيه من الإصابة.
تحديات إدارة الإصابات في كرة القدم الإنجليزية
لا تعتبر إصابات اللاعبين أمرًا جديدًا في كرة القدم الإنجليزية، ولكنها أصبحت أكثر انتشارًا في السنوات الأخيرة بسبب زيادة حدة المنافسة والضغط البدني على اللاعبين. تعتبر إدارة الإصابات جزءًا أساسيًا من عمل الأجهزة الفنية والإدارية في الأندية، وتتطلب تخطيطًا دقيقًا ومتابعة مستمرة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التعاقدات الجديدة غالبًا ما تكون عرضة للإصابات بسبب عدم التكيف مع طبيعة اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، أو بسبب وجود إصابات كامنة لم يتم اكتشافها خلال الفحوصات الطبية الأولية. وهذا يتطلب من الأندية توخي الحذر الشديد عند اختيار اللاعبين الجدد.
وتشير التقارير إلى أن الأندية الإنجليزية تنفق مبالغ طائلة على العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل، وذلك في محاولة لتقليل عدد الإصابات وتسريع عملية تعافي اللاعبين. ومع ذلك، لا تزال الإصابات تمثل تحديًا كبيرًا أمام الأندية، وتؤثر على نتائجها في المباريات.
في الختام، يواجه ليفربول تحديًا كبيرًا في استعادة الاستقرار الفني والبدني للفريق، خاصة بعد سلسلة الإصابات التي ألمت بلاعبيه. من المتوقع أن يركز الجهاز الفني على إعادة تأهيل اللاعبين المصابين، وتطوير خطط بديلة للتعامل مع غياباتهم. وسيكون من المهم متابعة أداء الفريق في الفترة القادمة، وتقييم مدى قدرته على التغلب على هذه التحديات وتحقيق أهدافه في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. كما يجب مراقبة سياسة الاستثمار في اللاعبين للنادي في المستقبل، لضمان تحقيق أفضل عائد ممكن.





